إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : الحوار الصحافي الشامل الأخير مع اللواء
التاريخ : 1988-12-08
المرجع : جريدة اللواء

نشر بعد الاستشهاد بتاريخ 19/5/1989

• إن لبنان مقسم الى عدة مناطق خاضعة كل منها الى جهة غير الجهة التي تخضع لها المنطقة الأخرى
• إن المصلحة اللبنانية تتطلب منا الاستمرار في دعم جهود البطريرك صفير لتحقيق الانتخابات الرئاسية
• موفد البطريرك صفير نقل الي الاسلوب الذي يتبعه في مهمته في الانتخابات الرئاسية
• مسعى غبطة البطريرك في الفاتيكان منفصلٌ عن المسعى الذي اقوم به
• إن وفاة الرئيس تقي الدين الصلح في هذه الفترة التي نحن احوج ما نكون فيها الى الفكر الخبير والعقل الحصيف وإلى السياسة البارعة

الراحل الكريم رحمه الله كان دائما يخص "اللواء" ليس بالأحاديث الصحافية وحسب وإنما بالمودة والمحبة والتعامل الودود معها. لأنها كانت تعني له الكثير الكثير.. وهي أيضاً بالمقابل كانت تعتبره الأب الروحي لها والمرشد الصادق العطوف إضافة للعلاقة الوطيدة التي تربطه بمسؤوليها خصوصاً وأسرتها عموما. وقد أجرت معه سلسة أحاديث ولقاءات كان آخرها الحوار الشامل الذي أجراه معه الزميل معروف الداعوق يوم الخميس 8 كانون الأول 1988.

الحديث مع سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد يكتسب أهمية استثنائية في هذه المرحلة غير العادية من تاريخ لبنان.

ولئن كان المفتي شكل مع دار الفتوى واللقاء الإسلامي في السنوات الأخيرة، حيث عرفت الأزمة أبعادا خطيرة، وتفاقمت على جميع الصعد اقتصاديا واجتماعيا ووطنياً. نقطة التقاء كبرى بين اللبنانيين، محورها الإنقاذ وقبلتها وحدة البلد عبر الحفاظ على مؤسساته الشرعية.

فمن "سياسة الترفع" عن الصغائر. والابتعاد عن الانجرار إلى "الفعل وردود الفعل" إلى سياسة توحيد الصف الإسلامي العام كشرط ضروري لتوحيد الصف اللبناني ككل مرورا بانتهاج سياسة الاعتدال على قاعدة احتضان الموقف الوطني والإسلامي وملاقاة قوى الاعتدال في الطرف اللبناني الآخر لانتشال الوطن من علة التفتت ومرض الشرذمة وحال الانقسام عبر محور هذه المواقف استكمل المفتي خالد الدور التاريخي لدار الفتوى.

فمن قمة عرمون عام 1976، إلى صلاة عيد الأضحى عام 1983، إلى القمة الروحية عشية انتهاء ولاية عهد الرئيس أمين الجميل فضلا عن الاجتماعات المتكررة للقاء الإسلامي الوطني الموسع تبلور الموقف الإسلامي الجامع ذي الثوابت الوطنية المتمثلة بالحفاظ على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات والانتماء العربي للبنان.

وفي غمرة المخاض الذي تشهده البلاد حاليا تلحظ التحركات الآيلة للخروج من المأزق دوراً حاسما للمقامات الروحية، بعد أن ثبت لأكثر من جهة دولية وإقليمية معنية بأزمة لبنان إخفاق أمراء السياسة وزعماء الحرب عن اجتراح الحلول المنشودة والمأمولة من الغالبية العظمى من اللبنانيين.

وعولت الأوساط السياسية على الزيارتين التي قام بهما المفتي خالد قبل أقل من شهر إلى سوريا والمملكة العربية السعودية حيث التقى كبار المسؤولين فيها، وفي مقدمهم العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز وما رافق هذه الزيارة من نشاط سعودي مكثف باتجاه العاصمتين المعنيتين مباشرة بالانتخابات الرئاسية، واشنطن ودمشق.

وتبقى الآمال معلقة على التحركات الداخلية بموازاة التحركات الخارجية لإيجاد المخرج الممكن والمقبول للمأزق الحاد – الكبير المتمثل بالفراغ في المؤسسات الدستورية، والذي يهدد في حال استمراره البلد ككل بالضياع.

"اللواء" حاورت مفتي الجمهورية حول القضايا الأساسية التي تهم اللبنانيين في هذا الوقت بالذات، فأكد أن "تحرك البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير مقبول منا، لأن خطوط تحركه تعترف بوجوب الإصلاح، ووحدة البلد أرضا ومؤسسات وكشف المفتي أن "غبطته يفرض في من سيكون مرشحا لانتخابات الرئاسية مقبولا من جميع الفرقاء وأن يكون موافقا في الأساس على الخطوط العريضة الإصلاحية".

وأبدى أمله بأن "يتحقق هذا المسعى التوفيقي وأن نصل من خلاله إن شاء الله إلى ما يمكن أن يحقق للبنانيين ما يرجونه".

وأعلن، حول محادثاته في الرياض أن "الملك فهد وأعوانه أثبتوا لي خلال اللقاءات أنهم ما يزالون في توجه مخلص وجاد ومندفع لخدمة لبنان ومساعدته للتوصل إلى حل وحل قريب".

وشدد مفتي الجمهورية على أن "لأميركا دوراً هاماً في القضية اللبنانية لذلك أتوجه إلى هذا الدور بأمل أن يكون فعالا وصادقا".

ووصف الوضع على الأرض "بأنه مقسم، لكن هذا التقسيم لا أمل في استمراره". وفيما يلي الأسئلة والأجوبة:

• سماحة المفتي البعض وصف ما جرى في 22 أيلول بأنه المدخل الحقيقي إلى تقسيم لبنان، برأيك هل أن هذا الوصف دقيق وما هي رؤيتك للأوضاع حالياً؟

- إن اللبنانيين يرون بعين الواقع أن لبنان مقسم إلى عدة مناطق خاضعة كل منها إلى جهة غير الجهة التي تخضع لها المنطقة الأخرى، وبين هذه المناطق حواجز عبور لها أيضا مسؤولون يتبعون قرارات يصدرونها وينفذونها كما يريدون على الناس الذين يحييون معهم في تلك المناطق. فالتقسيم واقعيا الآن له معالم ومظاهر لا يستطيع أن يغفل عنها غافل فضلا عن واغ ولكنه تقسيم غير مشروع وتقسي غير مقبول والرأي العام اللبناني بكل فئاته وطوائفه يرفضه شكلا وموضوعا والقادة المسؤولون في غالبيتهم يعملون بكل ما وسعهم الجهد لوضع حد لهذا التقسيم الظاهري وللعودة بالبلاد إلى وحدتها وكذلك بالشعب إلى تعاونه، وبالفعل فإنا ما زلنا نوجه النفوس إلى هذا الواقع بالتعاون مع جميع القيادات السياسية والروحية وإلى ما يكمن وراءه من خطر على المصلحة اللبنانية والمصلحة العربية. وإني أتصور بأن هذا التقسيم الذي يمارس عملياً عن غير فصد في الغالب وبقصد عند البعض، هذا التقسيم لا أمل باسمراره بل الأمل كل الأمل بأن ينتهي ظله عن الأرض قريباً أم بعيدا وعاجلا أم آجلاً.

• سماحة المفتي لوحظ أن هناك اتصالات متوازية تقومون بها مع بعض المخلصين وعلى رأسهم البطريرك صفير لإخراج لبنان من مأزقه أين وصلت هذه المساعي؟

- غبطة البطريرك صفير ينشط في الفترة الأخيرة في الاتجاه الذي يساعد على تحقيق الانتخابات الرئاسية وقد صار شائعا أنه مدعوم في جهده هذا ومساعيه من عدة جهات دولية إقليمية وعالمية ونحن لم نأل جهداً في دعم جهوده هذه إيمانا منا بأن المصلحة اللبنانية العليا تتطلب ذلك وإننا رغم ما نسمعه أحيانا من بعض الانتقادات فإننا ما زلنا عند رأينا بأن المصلحة اللبنانية تتطلب منا الاستمرار في دعم هذه الجهود من مختلف المواقع علها تستطيع إنجاز ما لم تستطعه غيرها من المبادرات التي ظهرت في الماضي، ولبنان اليوم في أسوأ الظروف وأحلك الأيام وأشد الأحوال بؤسا وضيقا ومفروض في المسؤولين اللبنانيين من مختلف القيادات أن يقدموا لهذه الجهود التي يقوم بها غبطته كل الدعم والتأييد ما دامت تهدف إلى إنقاذ لبنان واللبنانيين في إطار من الإصلاح المنشود الذي يحقق للبنانيين عيشهم الكريم في ظلال من العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

• الأسبوع الماضي استقبلت موفد البطريرك صفير واطلعت منه على مبادرة غبطته، ما هي الخطوط العريضة للمبادرة وهل سلمك لائحة بأسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية؟

- إن موفد غبطة البطريرك قد زارني ونقل إلى الأسلوب الذي يتبعه غبطته في مهمته التي يقوم بها والخطوط الكبرى التي يقع في حدودها التحرك الذي يقوم به ولم ينقل إلى أية قائمة بأي أسماء مما يتحدث عنها أو عن بعضها في المجتمعات أو تطرحها بعض الصحف والإذاعات.

• في ضوء ما نقل إليكم هل توافقون تحرك البطريرك أم أنكم تخالفونه؟

- إن الخطوط العريضة التي نقلها الينا موفد غبطة البطريرك هي مقبولة منا لأنها خطوط تعترف بوجوب الإصلاح وتعترف بوجوب وحدة البلد أرضاً وشعباً ومؤسسات وبإجراء التطويرات التي قد تقتضيها الحركة الإصلاحية المنشودة.

• هل هذا يعني أن ما طرحه البطريرك في مبادرته يتوافق مع ما يطالب به بعض القيادات بوجوب إجراء الإصلاحات قبل إجراء الانتخابات الرئاسية وهل هذا الطرح مقبول من غالبية الأطراف؟

- الموفد البطريركي لم ينص في منقوله على أن غبطته يحرص على أن يتحقق الإصلاح قبل انتخابات الرئاسة ولكنه تكلم عن موافقة غبطته على مبدأ الإصلاح بالخطوط العامة التي أشرنا إليها مسبقاً ولم يبد منه أي تعبير يؤكد أن هذا الإصلاح يرغب في أن يحققه قبل أن تتحقق انتخابات الرئاسة، إن كل ما يفهم من كلام الموفد أن غبطته يفرض في من سيكون مرشحا لانتخابات الرئاسة ومقبولا من جميع الفرقاء أن يكون موافقا في الأساس على الخطوط العريضة الإصلاحية التي أشرنا إليها من قبل.

• هل تتوقع أن تؤدي جهود سماحتكم وجهود البطريرك إلى مخرج من المأزق الراهن في وقت قريب؟

- من طبائع الأمور أن الإنسان عندما يسعى وهو موجه بأمل لا يجوز له أن يكون في تصور غير متأمل في تحقق ما يريد، ولذلك فإننا نحن في مقتضى هذا التوجه، نحن نتأمل كل التأمل بأن يتحقق لهذا المسعى التوفيق وأن نصل من خلاله إن شاء الله إلى ما يمكن أن يحقق للبنانيين ما يرجونه ويصبون إليه. فنحن ما زلنا نتعلق بالآمال وما زلنا نرجو ونسعى ونجتهد ونضرب الأبواب ونلتمس الوسائل ونضع الحلول ونبحث عن المسؤولين القادرين على المساعدة على هذه الحلول وسنبقى نستمر في هذه المساعي حتى يقيد الله لنا الجهة التي يمكن أن توصلنا إلى آمالنا ويهيئ لنا الظروف المناسبة التي يمكن أن يتحقق فيها ما نتطلع ونصبو إليه.

• البعض يقول إن الولايات المتحدة الأميركية تلعب دورا مزدوجا بالنسبة لموضوع الانتخابات الرئاسية وهو ما يؤخر إجراء هذه الانتخابات برأيك هل أن ما تقوم به الولايات المتحدة يساعد على إجراء الانتخابات أم يعرقلها؟

- أنا أعرف من خلال الخبرة التي لدينا ومن خلال المطالعات والاتصالات والقراءات أن لأميركا دورا هاما في القضية اللبنانية، لذلك فأنا أتوجه إلى هذا الدور بأمل أن يكون دورا فعالا وصادقا ويؤلمني كثيرا أن أسمع من هنا وهناك أن هذا الدور يشوبه شيء من الصدق وعدم الجدية ولذلك فإني حريص أن لا يكون شيء من هذا صحيحاً وعلى أمل كبير بأن تعطي أميركا دورها الظلال التي تمنحه الصدق والجدية وتحقق من ورائه ما يرجوه كل اللبنانيين وكل الشرفاء في العالم فلبنان البلد الذي عاش ما لا يقل عن 14 عاماً في العذاب والبلاء والتشريد والتهدير والروع والخوف وفي المحن وأساليب العذاب والحرمان يتطلب ممن يرفعون لواء الدعم لحقوق الإنسان ومناصرة حقوق الإنسان وتكريم الإنسان وحريته مطلوب من هؤلاء أن يتجهوا لخدمة اللبنانيين بإخلاص وأن يحققوا ما يصبون إليه من آمار ورجاءات.

• لوحظ أنه في ذات الوقت الذي كنتم تقومون فيه إجراء اتصالات مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية بشأن لبنان كان البطريرك صفير يقوم باتصالات مماثلة في الفاتيكان فهل هناك تنسيق في جهودكما لإخراج لبنان من أزمته؟

- الحق هو أن مسعى غبطته في الفاتيكان كان مسعى منفصلا عن مسعاي فهو اتجه إلى الفاتيكان لعمل يهدف إلى إنضاج الحلول للمشكلة اللبنانية ولكن لم ينسق معي للقيام بمهمة في جانب آخر إلى جانب مهمتي ولكن كل الذي حصل أنني كنت أطلع على هذه الخطوة وأعرف الكثير من ركائزها اللبنانية وطبعا صادف أنني في نفس الوقت اتجها الى المملكة لحضور الدورة الخاصة بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي وبهذه المناسبة كانت لي فرصة للقيام أيضا بجولة سياسية مع القيادات ومع كبار المسؤولين في المملكة وطبعا يسرت لي هذه اللقاءات في مقدمتها وأعلاها وذراها اللقاء الذي حصل مع جلالة الملك فهد بن عبد العزيز ثم مع سمو ولي العهد وأصحاب السمو وزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير الإعلام الشيخ على الشاعر وكانت هذه اللقاءات ذات أبعاد وتوجه نشط وكلها تتمحور حول القضية اللبنانية ومصلحة اللبنانيين السياسية والاجتماعية والظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وما يمكن أن يوفر للقضية اللبنانية في هذه الظروف من جهود ونشاطات ومساعي يمكن أن تبذل وتؤدي إلى ما يرجى منها من خير للبنان. يمكن أن يكون بين ما قمت به دون التفاهم مع غبطته وما قام هو به من جهود في الفاتيكان دون التنسيق معي يمكن أن تكون هذه الجهود قد تلاقت في عمل ما سعد على تعزيز الجهود الهادفة إلى تقوية البادرة العاملة بشكل دؤوب لإنقاذ لبنان في هذه الفترة من ضائقته ومشكلته التي هو فيها، يمكن أن يكون هذا ولكن لم يكن هذا على أساس من التنسيق المسبق أو التفاهم الذي يمكن أن يخطر للبعض أنه كان بيني وبينه أرجو أخيرا أن يكون ما قمت به قد ترك من الأثر ما هو فعال ولكنني على ثقة بأن المملكة العربية السعودية وفي مقدمتها رائدها وقائدها الملك فهد بن عبد العزيز كان في الأساس في وضع هام من التوجه لتعزيز القضية اللبنانية ولبذل كل ما يمكن أن يتوافر لديه من جهود ونشاط ومن مسعى لإرفادها وتعزيزها ولإيصالها إلى ما تصبو إليه من توفيق وبالتالي للخروج بالوضع اللبناني من أزمته الخانقة ووضعه المعقد. الملك فهد بن عبد العزيز وأعوانه أصحاب السمو ولي العهد والأمراء الفاعلون، كلهم أثبتوا لي خلال اللقاءات أنهم قبل لقائي معهم كانوا وبقوا وهم ما يزالون في توجه مخلص وجاد ومندفع لخدمة لبنان ومساعدته للتوصل إلى حل وحل قريب إن شاء الله.

• سماحة المفتي غاب الأسبوع الماضي، ركن كبير من أركان اللقاء الإسلامي ما هو تأثير غياب المرحوم الرئيس تقي الدين الصلح على اللقاء الإسلامي؟

- أولا إن الموت حكم أزلي حكم به الله سبحانه وتعالى على جميع الخلق فما من عظيم أيا كان حتى الرسل والأنبياء إلا ونالهم الموت اللهم إلا ما روي بالخصوص ما حصل لسيدنا عيسى عليه السلام الذي اختلف العلماء في أمره والرأي الراجح فيه أنه رفعه الله إليه وأنه ما زال حيا وأنه سيعود فيملأ الأرض عدلاً.

هذا إذا الحكم حكم الوفاة يطال جميع الخلق ولكلنا ذلك الإنسان الذي يصيبه هذا الموت عاجلا أم آجلا ونسأل الله تعالى أن يختم لنا وله ولكل إنسان بالخاتمة التي يسعد فيها في اليوم الآخر عند رب العالمين وينجو فيها من الحساب العسير ويكون مقره إن شاء الله جنات النعيم.

ومع ذلك فإننا لا يسعنا إلا أن نقول إن وفاة الرئيس تقي الدين الصلح رحمة الله عليه في هذه الفترة التي نحن أوج ما نكون فيها إلى الفكر الخبير والعقل الحصيف وإلى السياسة البارعة، لا شك أن مته في هذه الظروف يشكل شيئا من الضرر على المصلحة العامة خصوصا وقد اعتدنا على أن نراه باستمرار في لقائنا وأن نستمع إلى آرائه وإلى تحليلاته وتوجهاته السياسية وإلى كثير من حصائل خبرته الطويلة والواسعة والعميقة التي حصل عليها في عمره المديد ذي عاشه من قبل وفي عراكه الطويل الذي جربه مع السياسيين في مختلف الحقب والمراحل التي مرت على لبنان، ولكن مع ذلك كله فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخلق وهو الذي أعطاهم ومنحهم العقول والمعرفة والقدرة والفكر والحيل وهو الذي أعطى تقي الدين الصلح ما أعطاه ووهبه ما وهبه نرجوه ونأمل أن يعوضنا فيه برجال يكونون في مثل مستواه والحمد لله عندنا الكثيرون وعندنا الرجال العاملون ويعوضنا فيهم ويساعدنا ويساعدهم على أن يستطيعوا أن يكملوا النقص الذي سيحدثه خلو مكانه منه ويستأنفوا المسيرة بمثل جهوده إن شاء الله وبمثل خبرته وعطائه الفكري والسياسي.

إن موت تفي الدين الصلح رحمة الله عليه أحدث الكثير من الفراغ ولكن مع ذلك الأمل بأن الله سبحانه وتعالى سيهيئ من رجالنا ومفكرينا وقادتنا من سيستطيع ملء هذا الفراغ وسداد هذا النقص واستئناف المسيرة بمثل ما كان عليه إن شاء الله من الجد والنشاط والغيرة والإخلاص وسنصل بالتعاون مع الجميع لخدمة لبنان والعروبة والإسلام.

• ما رأيك في التدابير التي اتخذها البعض بشأن إغلاق المعابر بين شطري العاصمة مما أدى إلى حرمان بعض المواطنين من التزود بالمواد الحياتية الضرورية وهل ما يتخذ من إجراءات في هذا الإطار يعوق مسيرة الحل السياسي؟

- في أول إجابة لي على أول سؤال طرحته تكلمت عن التقسيم وعن الواقع الذي نعيشه وقلت لك أن البلد في عين الواقع مقسمة ولكن الشعب لا يرغب ولا يقبل بهذا التقسيم وكل توجهاته دؤوبة ونشيطة في اتجاه إعادة المياه إلى مجاريها وإعمار البلد الموحد في ذاته ومؤسساته وفي كل شؤونه هذا الواقع اليوم بعد الضربة القاسية التي وجهت إلى الشعب بغلق المعابر هذا الواقع ازداد فعله وخطره على الشعب اللبناني وعلى مؤسسات الدولة وعلى حقيقة الواقع السياسي لهذه الدولة. أنا أفهم أن من حق الجميع الذين هم في مكان المسؤولية أن يعملوا ما وسعهم لاحترام النظام واحترام القوانين ووضع حد لما يسمى "بالتشبيح" ووضع حد للانفلات وللممارسات السيئة ولكل ما يسيء إلى المواطن ولكن لا افهم أن يكون هناك توجه ينتهي بمن هو مسؤول إلى أن يتخذ قرارا يزيد في نكبة هذا المواطن ويزيد  في نكبة هذا المواطن ويزيد في صب الآلام على رأسه وفي تحميله من العذاب أكثر مما يطيق المواطن دون هذا الإغلاق كان يمارس حياة مليئة بوسائل الإحباط والإيذاء والضنك، فبعد أن أغلق اليوم في حالة من الكآبة التي لا تتوصف وفي حالة من الآلام التي لا يمكن أن تحدد ومن الطبيعي أن نرفض مثل هذا الإجراء مع كل المواطنين المخلصين.

ألم يكن من اتخذ هذا القرار يتطلع إلى مصير هذه الأمور وإلى أخطارها وضررها مع كل المواطنين المخلصين.

إذا كان يريد من وراء هذا القرار أن يحدث بعض الضغوط السياسية وأن يصل من وراء ذلك إلى تحقيق بعض ما يريد أن يحققه من انفراجات فإن هذا لن يتحقق بمثل هذه الأساليب ولذلك فإننا نأمل من المسؤولين أيا كان هؤلاء المسؤولون أن تكون قراراتهم دائما في الإطار الذي لا تزيد في ضرر المواطن وإرباكه في عيشه الخاص وفي حياته الخاصة وفي أوضاعه الاجتماعية العامة. هذا ما نحذر نحن الآن منه ونتطلع إلى أن تكون الاجراءات المقبلة أيا كانت هذه الإجراءات في  الإطار الذي لا ينتهي إلى مثل هذا الخطر المريع الذي وقعنا فيه من جراء اتخاذ غلق هذا المعبر.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة