إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : مفتي الجمهورية يطرح تصوراً لمعالجة المآزق الراهنة
التاريخ : 1986-04-07
المرجع : جريدة اللواء

المبادرة التي تحدث عنها البابا يوحنا بولس الثاني ينبغي ان تساعد وان يوطأ لها
موقف القيادات في المنطقة الشرقية عن الدور السوري في لبنان هو في منتهى التعقيد
نرفض ان تعود الظروف الى ما قبل 1982

يوم كانت المنطقة الغربية من العاصمة تشهد عمليات بحث و"تنقيب" عن بعض الشبان الذين كانوا يشكلون "عامل قلق" لدى السلطة، وفي سبيل ذلك كانت تقتحم المنازل وتداهم الأحياء وتعتقل الأبرياء إلى جانب الأشقياء، يومذاك كانت السلطة تعتبر أن المنطقة الغربية يجب أن تكون مسرحاً لعمليات إظهار النفوذ والقوة للجيش اللبناني من جهة، وللقوة المتعددة الجنسيات والدول التي تشارك فيها من جهة ثانية، كان ذلك في مطلع العام 1983 الذي ما شارف على الإنتهاء حتى كانت بذور الثورة الوطنية والإجتماعية قد أزهرت في بيروت بعدما روتها أحداث الجبل ومهدت لها الطريق.

وإذا كان المسؤولين عن تلك الحقبة الزمنية يعترفون بالأخطاء التي إرتكبت بحق المواطنين في المنطقة الغربية، إلا أنهم أثناء وجود القوة كانوا لا يرون بديلاً عنها. هذا ما يقوله مرجع سياسي عن سنة 1983.

وإذا كانت هذه السنة بالذات قد شهدت تراجعاً ملحوظاً في مواقف القوة والقيادات السياسية العاملة في المنطقة الغربية بفعل النتبيجة التي أسفر عنها الإجتياح الإسرائيلي عام 1982، ولكن ظهرت بدايات لمواقف كان لها الأثر البليغ في الوصول إلى رفض "الأمر الواقع" الذي حاولت الدولة تحقيقه.

وهذه البدايات كانت في المواقف التي إنتهجها سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد عبر حملات مناهضة للواقع القائم كانت قمتها في صلاة عيد الفطر المبارك التي دعا إليها في الملعب البلدي بالرغم من كل الضغوط التي مورست عليه من جهة، وعلى العديد من رجال السياسية من جهة ثانية بهدف العدول عن موقفه.

يومذاك لم تكن حركة "أمل" كما هي عليه اليوم ولا كان الحزب التقدمي الإشتراكي قادراً على التحرك في بيروت بعدما أخذ التحضير لمعركة الجبل كل الطاقات والجهود، كما أن معظم القيادات السياسية كانت منكفئة على نفسها وإن كانت تعمل في السر لتغيير الأمر الواقع.

في هذه الصلاة التي إفترش فيها المؤمنون الأرض وتظللوا بأشعة الشمس إنبرى سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد يعلن أول موقف مناهض لمسيرة الدولة سواء على صعيد الواقع الذي تفرضه الأدوات الأمنية للدولة أو على صعيد النهج السياسي المتبع.

وقد شارك في هذه الصلاة الجامعة كل من سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين وسماحة شيخ عقل الطائفة الدرزية محمد أبو شقرا وفضيلة الشيخ الراحل حليم تقي الدين رئيس القضاء المذهبي الدرزي والعديد من الشخصيات السياسية والنيابية.

المفتي خالد لا يعتبر أن هذا العمل بمنزلة منة لأحد أو على أحد .. "بل أن ما قمنا به في ذلك الوقت كان لا بد منه لأننا لمسنا أن هناك خطأ في الممارسة وكان لا بد من العمل على تقويمه بالوسائل والأساليب الديمقراطية التي تتوافر لدينا .

واليوم إذا كان اللقاء الإسلامي الذي يرأسه المفتي خالد يؤكد في كل مرة على وجوب نزع السلاح من أيدي المسيئين إليه وإلى قياداتهم، فلأن هذا الموقف ينسجم مع أهداف وتطلعات جميع القوى وكل المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً بالسلاح وحملته في شوارع وأحياء بيروت.

أما القول بأن هذه المواقف لا تخدم القضية الواحدة في هذه المرحلة فهو مردود، لأن فيه موافقة ضمنية على الأعمال التي تشهدها المنطقة الغربية من بيروت سواء على صعيد السرقات وعمليات السلب والنهب أو على صعيد التعديات على المواطنين ولا يمكن لأحد أن يصدق أن القيادات أي قيادات بمكن أن تكون موافقة على مثل هذه الأعمال.

ويعتبر المفتي خالد ويشاركه في هذا الإعتبار العديد من رجال الدين والسياسيين أن الوضع اللبناني لا يمكن أن يصل إلى معالجات نهائية لأوضاعه الحالية إلا عبر الحوار الذي يؤدي إلى الوفاق الوطني. لذلك فإن الحوار مهما إبتعدت به المراحل فسيبقى هو هاجس اللبنانيين ووفاقاً لذلك فإن العنف لا يمكن أن يكون الحل البديل بدليل أن أحداث السنوات الأحدى عشرة أثبتت للجميع بما لا يقبل الجدل أو النقاش إنها لم تكن سوى وسيلة لإفقار المواطنين اللبناني وضرب الإقتصاد الوطني وشل قدرات البلاد وبالتالي إبعاد الحوار.

جملة مواضيع تدور على الساحة اللبنانية حملناها إلى صاحب السماحة، مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد الذي رأى أن الغيوم ملبدة والوقائع متلاحقة ومعقدة والرؤية غير واضحة لذلك فإن التطورات السياسية والعسكرية هي من الدقة والتعقيد بحيث تفتقر إلى الكثير من الوعي والتفتح لمعرفة أسرارها وأبعادها.

وأشار سماحته إلى أنه لا يجوز الوقوف عند باب مسدود بل ينبغي العمل على تقريب وجهات النظر الصالحة والتعاون من أجل أن نجعل الصورة في لبنان كما ينبغي. وأعتبر المفتي خالد أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن إعتمادها وهو بديل الأسلوب الناري. ورحب بالمبادرة البابوية ودعا إلى عدم وضع العراقيل في وجهها مشيراً إلى أنها ذات جذور لها إنتشارها وتنبئ عن تحرك خفي غير منظور وربما يكون قد توصل إلى شيء ما في إطار المصلحة اللبنانية.

وأعرب سماحته عن أمله أن يحدث شيء ما في الجو يساعد على إزالة الجفاء الذي جمد العلاقات بين المسؤولين، بحيث تعود الحركة والليونة، ويعود التواصل والتحاور والعمل على إيجاد الحلول. وتمنى سماحته على الجميع أن يعمدوا إلى تغيير أسلوبهم في التعاطي وأن لا يقف كل فريق عند رأي ويتجمد عليه لافتاً إلى أنه من حق كل لبناني العيش على أرضه وفي وطنه بالمساواة المطلقة.

وأشار المفتي خالد إلى أن ما أعلن في المنطقة الشرقية موخراً من مواقف هو في منتهى التعقيد و"ما كنت أتصور الوصول إليه"...

وأعرب عن أمله الكبير بالرئيس الأسد أن يدفع بالأزمة اللبنانية نحو الإسترخاء ومساعدة اللبنانيين في إيجاد المخارج التي تمكنهم من العيش بسلام. وعن حرب المخيمات أكد سماحة المفتي خالد رفض العودة إلى ظروف ما قبل عام 1982 ورفض أيضاً إنتشار السلاح والمسلحين في شوارع وأحياء بيروت.

وأشار مفتي الجمهورية أخيراً إلى أن إسرائيل تبيت أمراً وعلينا عدم السماح للخلافات والنزاعات بيننا. أما قوات الطوارئ الدولية فلم ير المفتي خالد عوائق تحول دون التجديد لها وهنا نص الحديث الذي جرى بين رحلتين لسماحته الأولى إلى السعودية وأنتهت في أواخر الأسبوع الماضي، والثانية إلى أبو ظبي والتي بدأت أمس.

● التطورات المتلاحقة على الساحة اللبنانية مؤخراً أضافت الكثير من التعقيدات إلى الأزمة اللبنانية.. الأمر الذي أدى بالمواطن العادي إلى مزيد من الضياع إذا لم نقل المزيد من اليأس. فما هو رأي سماحتكم بالواقع الراهن للأزمة؟

- لا شك أن صورة الواقع اليوم هي غيوم متلبدة ووقائع متلاحقة ومعقدة، ولا شك أن وراءها دوافع بعضها باد للفكر والبعض الآخر خفي أو بالأحرى أن الرؤية غير واضحة. ومن هذا التصوير يمكننا أن نقول أن التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة في كل يوم أو يوماً بعد يوم هي الأن من الدقة والتعقيد بحيث تفتقر إلى الكثير من الوعي والتفتح لمعرفة أسرارها وأبعادها ودوافعها ولمحاولة المقاربة بينها وتحليل ظروفها وإستنباط ما يمكن إستنباطه منها لإعطاء هذا الواقع الصورة القريبة من الحق والقريبة من الصح.

قلائل هم اليوم الذين يستطيعون اليوم أن يحكموا على الواقع حكماً ناجحاً، لكن لست أريد من وراء هذا كله أن ألقي بعض الظلال المعتمة حتى أزيد في إرتباك الفكر الإنساني عند المواطن في هذه الفترة، لكن أريد أن أصور الواقع كما هو وأستدرك لأقول أن الأمر كله بيد الله وأن الله سبحانه تعالى ملك لزمام الأمور وإن شان الإنسان بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ففي كل يوم شيء جديد، والله سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن، بحيث أن كل يوم فيه جديد وما يحملنا على الإنتظار بإذن الله لشيء ربما يكون فيه الخير وفيه خروج إلى ما هو أحسن.فلا يجوز أن نقف عند باب مسدود وأن نقف لنلقي بجهودنا وسلاحنا جانباً بل ينبغي أن نكون دائماً في تحضر وإستعداد للبحث والتنفيب والعمل والمجاهدة والنضال في وجه الشر والباطل والأذي والعمل لتقريب وجهات النظر الصالحة وللتعاون من أجل أن نجعل الصورة كما ينبغي في لبنان ولأجل أن ننتهي إلى ما يجب أن ننتهي إليه مما يرضينا ويحقق آمالنا ورغباتنا.

● صاحب السماحة تدعون دائماً إلى الحوار بإعتباره الطاف الأخير لكل الجهود فكيف برأيكم تبدو الوسيلة في الظرف الحاضر للوصول إلى الحوار من جديد؟

- لا أستطيع القول في هذه العجلة قولاً يكشف الوسيلة التي تسأل، لكن يمكنني أن أقول أننا ما زلنا على ما نقوله بأن الحوار مطلوب وهو وسيلة من الوسائل التي تساعدنا لأن نتفادى الضرر قدر الإمكان وأن نفتح آفاقاً جديدة تساعدنا إلى ما نصبو إليه.

فالحوار واللقاء والمعالجات الهادئة الواعية المخلصة كلها مع المساعي المتنوعة مع الأفرقاء المختلفين ولهم فاعلية على الأرض، كل هذا هو الوسيلة. التي يمكن إعتمادها ولا وسيلة غيرها، لأنها هي البديل عن ذلك الأسلوب الناري الذي يعتمد السلاح والنار والحديد والعدوان على الناء أو التقاتل. فالحوار هو الأسلوب الذي يمكن أن نعتمده ولا أسلوب غيره، أما الأسلوب الآخر ينبغي العدول عنه بأي حال لأنه نبت فشله وضرره وخسارته على الجميع وليس فيه رابح  إلا العدو.

• من هذا المنطلق، هل يمكننا القول، صاحب السماحة، أن المبادرة البابوية التي تحدث عنها البابا يوحنا بولس الثاني، يمكن أن تحقق نجاحات؟

- الذي تحدث عنه زواة الأخبار أن هذه المبادرة هي في صدد التحرك الجديد والمتابعة وأنها لن تقف عن حد، وقد سمعنا عبر الإذاعات أن المطران سيلفستريني قادم في نهاية الشهر الحالي مع وفد بابوي لمتابعة المساعي التي سبق أن بدا بها منذ فترة في لبنان. وطبعاً هذه مبادرة ينبغي أن تساعد وأن يوطاء لها ويبذل في سبيل إنجاحها كل النشاطات والمساعي وكل ما يمكن أن نقدمه كي تنجح، لأننا كما قلنا أنها وسيلة محركة للأفكار وللرؤى ولتطلعات القادة والرؤساء والعاملين والراغبين في الوصول إلى إصلاح لذلك لا ينبغي وضع عراقيل في وجهها فنحن نرحب بها كما رحبنا في الماضي ونتمنى أن تؤتي ثمارها ونتوصل إلى تحقيق آمال اللبنانيين.

وطبعاً أن مثل هذا التوجه من مثل هذه الجهة التي يفترض أن لا يكون معروفاً عنها إلا العمل لخير الإنسان ومصلحته، يفترض أن تكون نشاطاتها جيدة ومثمرة وفي نفس الوقت مدعومة من اللبنانيين ولمن هم من غير اللبنانيين، لأنه من المفترض أن لا تكون وراء هذه المبادرة إلا المصلحة العلينا للإنسان. ولا شك أن المبادرة البابوية ذات جذوروقد تكون غير مرئية، لكنها جذور لها إنتشارها وتنبئ عن تحرك خفي غير منظور ربما يكون قد توصل إلى شيء ما في إطار المصلحة اللبنانية، لذلك نرحب بهذه المبادرة كما قلنا في بداية الكلام، ونتمنى لها التوفيق ومستعدون لأن نذلل الصعاب في وجهها، إذا لا سمح الله كان هنالك من صعاب، وكان بإمكاننا أن نبددها.

• صاحب السماحة، يتبادر هنا إلى الذهن السؤال عن الواقع القائم بين المسؤولين سواء من حيث القطيعة أو من حيث عدم الولوج عبر المبادرات أو التحركات للخروج من المأزق القائم، فهل هذا الواقع يساعد على إنجاح أي مبادرة؟

- ما من شك ان هذه القطيعة ليست في صالح القضية اللبنانية وليس في صالح العمل لمصلحة لبنان والشعب اللبناني ومصالحه على الارض، لكن هذا النزاع المعروف الذي طال عهده هو الذي يعقد الامور وانتهى بنا الى هذا المصير وهو جمود العلاقات بين المسؤولين حتى وصل الى شبه المقاطعة التي نراها الان.

والامل ان يحدث في الجو شيء جديد يساعد على ازالة هذا الغراء الذي جمد علاقات هؤلاء ويفكك المادة التي جعلت صلات المسؤولين بعضهم مع بعض في شيء من الجمود وعدم التحرك، بحيث تعود الحركة لها والليونة والمرونة، ويعود هؤلاء الى عهدهم السابق من التواصل والتحاور والاجتماع واللقاء والعمل على ايجاد الحلول والبحث عنها ومحاولة خدمة القضايا للمواطنين وتحريك دولاب العمل الاداري والسياسي والتشريعي وغير ذلك مما يساعد على اضفاء شيء من الامال امام المواطن وتيسر له للتحرك من جديد وللعمل على اعادة الاجواء الحية المتحركة التي تخدم مصلحته ومصلحة الاخرين.

• صاحب السماحة، من خلال ما تقدم، يمكن الولوج الى سؤال اخر يتعلق بما يطرحه البعض على القيادات في الشرقية بوجوب المبادرة الى اعلان مشروع وفاقي فهل ترون ان مثل هذا الطرح اذا ما تقدمت به هذه القيادات يمكن ان يكون مقبولا في الظرف الراهن؟

- هناك طرح سابق هو مشروع الاتفاق الثلاثي الذي اعلنا اكثر من مرة موقفنا منه وموافقتنا عليه، اللقاء الاسلامي اكد ذلك واعلن موافقته، كما طلبنا من كل الافرقاء الموافقة عليه، لكن لا شك ان في الافق ارا الاخرين الذين لا يوافقون على بعض النقاط التي هي في صلب هذا المشروع. على اي حال نحن ننتظر الايام المقبلة ونتأمل ان ينظر الجميع الى المصلحة العليا في لبنان بكثير من العطف والاخلاص والرحمة للانسان الذي يؤثر عليه جمود الامور وهذا الواقع المحموم. لذلك نتمنى على هؤلاء جميعا ان يتغير اسلوبهم في التعاطي مع ما يصدر عنهم، وان لا يقف كل منهم عند رأي ويجمد عليه جمودا يؤدي بالتالي الى ان ينفصل كل من الاطراف ولا يعود بينهم لقاء او تفاهم. فلا بد اذن من ان يقر الجميع بان المفروض بهم ان يتعايشوا على ارض لبنان وعلى اساس من الكرامة والحرية والعزة لكل منهم وبالتالي لوطنهم، وان يبحثوا فيما اعطاهم الله سبحانه وتعالى من هبات فكرية وعلمية وقانونية وتشريعية، من الاساليب والرؤى التي تساعدهم في ايجاد المخارج ويبحثوا عن الحلول التي يمكن ان تحقق آمالهم بالتوافق وبالتعايش المقبول من الجميع.

اما ان يبقى كل طرف متمسكا برأيه ولا يزحزح عنه ولا يقبل التنازل عن اي شيء، فهذا امر غير مقبول ولا يمكن ان ينتهي في نهاية المطاف الى شيء من اللقاء ومما لا شك فيه ان من حق كل لبنان ان يعيش على ارضه، وفي وطنه وبالتساوي مع الاخرين في المساواة المطلقة، لا المساواة المفلسفة التي فيها كثير من حر المصالح واللعب على الاخرين، فالمفروض فينا جميعنا ان نعمل باخلاص لحماية لبنان واللبنانيين وان نوفر لهم الظلال والسقف الذي يمكن ان يتظللوا به ويعيشوا تحته بأمان وسلام. ومن هنا فإنني اتصور انه اذا تحركنا من خلال هذا المفهوم يمكننا ان لا نقف عند الجمود وان لا نتقاطع كما هو الحال الان، وان ندفع ببعضنا البعض الى البحث عن حلول والاتفاق على شيء ما.

• ولكن ماذا عن الموقف الذي اعلنته القيادات في المنطقة الشرقية مؤخرا عن الدور السوري في لبنان؟

- لا شك ان الذي اعلن خيرا هو في منتهى التعقيد، وما كنت اتصور ان تصل الى هذا الذي وصلت اليه الامور، واملي كبير بأن نعود جميعنا الى منطلقاتنا الاساسية بعدم التقاطع ومنطلقات التواصل والبحث عن الحلول بدافع الحرص على التعاون والتعايش الاخوي البناء.

• صاحب السماحة هناك من يرى بأن الخلاف الذي نشأ على صعيد القمة بين لبنان وسوريا لا يمكن حاله الا على المستوى نفسه، فهل ترون ان الامور مهيأة لمثل هذا الاحتمال؟

- انا لست مطلعا على التفاصيل في هذا المجال ولا استطيع ان اجزم في اي موقف، لكنني من خلال رؤيتي في المفاوضات التي تجري في العالم بين الافرقاء المتنازعين ارى انه لا استحالة هناك للقاءات مع بعضهم البعض خصوصا بين الافرقاء المختلفين، فليس هناك استحالة، ويمكن ان يلتقي المختلفان مهما كان الخلاف بينهما ما دام الطرفان يريدان الوصول الى حل، وهذا ما انتهى اليه واتصوره، فالذي يسر لريغان وغورباتشيف ليلتقيا وكذلك لبعض الساسة العرب الذين اختلفوا في الماضي خلافات وصلت الى قمة النزاع ثم يلتقون.

نحن ما كنا ننتظر ان يلتقي الملك حسين والرئيس حافظ الاسد والتقيا وكذلك ما كنا ننتظر في الماضي البعيد ان يلتقي الملك فيصل والرئيس عبد الناصر ومع ذلك فقد التقيا.

كما ان الامور مماثلة نقرأ عنها في التاريخ، لذلك فان اللقاءات السياسية تتحق في كل مرحلة من مراحل الحياة، ويمكن للمتنازعين أن يتوصلوا إلى شيء من التلاقي والتفاهم، فما دام الإنسان إنساناً ذا حيلة وفكر وتطلع، وما دام الإنسان يحمل بين جنبيه قلباً نابضاً بالحياة وبالحرص على الخير والأمل بالوصول إلى الحق، فأنني أتصور أنه يمكن الوصول إلى شيء ما.

أملي وثقتي كبيرة بالرئيس الأسد ويبعد نظره وسعة إطلاعه ورحابة صدره وفي تقديره للظروف السياسية الكبرى التي تمر بها المنطقة. وأعتمد كل الإعتماد على دقة نظرته، ولي كبير الأمل بأنه بكل هذه الطاقات التي منحه إياها الله يملك القدرة على أن يدفع بالأزمة في إتجاه الإسترخاء وفي إتجاه الوضع الذي يساعد اللبنانيين على أن يجدوا المخارج التي تمكنهم من العيش بسلام.

• كيف ترون الوضع الناشئ عن عودة الإشتباكات إلى المخميات؟

- لقد سبق وقلنا قبل الآن أننا نرفض أن تعود الظروف إلى ما قبل عام 1982، ونرفض أن تنتشر القوى المسلحة والسلاح في الشوارع والأحياء من منطقة بيروت وغيرها، وهذا الكلام ليس في حق الأحزاب اللبنانية على إختلافها فقط أو بالحركات اللبنانية على إختلافها، بل هو أيضاً بالنسبة لجميع من هم على أرض لبنان من اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم.

ثم أننا ننظر إلى الفلسطينيين على أنهم أخواننا على الأرض وهم أصحاب قضية، وهذه القضية التي يعملون لها ويعيشون من أجلها نحن نعمل لها ونعيش من أجلها ونعاني مثلما يعانون ونتحمل مثلما يتحملون إذا لم يكن أكثر من ذلك.

فنحن للقضية الفلسطينية ولكل ما يمكن أن يخدم هذه القضية بما يساعد على إنجاح آمالنا في أن يعود الفلسطينيون إلى أرضهم ويقررون هم مصيرهم. لكن نحن حريصون في المقابل على أن يكون عيشهم في لبنان في أمان وسلام لا أن يكون هذا العيش معرضاً في كل لحظة بما يسبب لهم المصائب وينزل بهم الكوارث، والآن، ومهما تكون الظروف فأنه لا يجوز أن تقع حول المخيمات وبداخلها، هذا الذي نسمع فيه والذي يترتب عليه ومن جرائه الخسارات والأضرار والخراب والموت للجميع، فالضرر لا يقع على الفلسطينيين لوحدهم بل يقع على من يتقاتل معهم.

لذلك نرجو لأمل وللفلسطينيين وللأفرقاء المتصارعين أيا كانوا أن يرجعوا إلى صوابهم وإلى منطقهم الوطني والقومي وأن لا ينسوا القضية ككل وأن لا يسمحوا للعدو بأن يندس فيهم ويزين لهم ما قد يؤدي بالنهاية إلى ضرب آمالهم وتطلعاتهم وضرب قضيتهم التي يعملون من أجلها، لذلك لا أظن في لحظة من اللحظات أن هناك على الأرض اللبنانية من حامل للسلاح إذا كان مخلصاً ووطنياً ومؤمناً بالله أنه يخون القضية الفلسطينية وأنه يحاول أن يسيء إلى من يحملون السلاح في الدفاع عن قضيتهم. ويعيشون للنضال في سبيلها.

لذلك، وما دمنا نشترك في فهم هذه القضية فهماً صحيحاً ونشترك في أننا نأبى أن تمس هذه القضية بأذى ونشترك في أننا نأبى أن تمس هذه القضية بأذى ونشترك أيضاً بأننا على إستعداد لتقديم كل التضحيات في سبيل حمايتها وحماية أبنائها، فما دمنا ننطلق من هذا المنطلق فعلينا جميعاً أن لا نسمح أن يخرج من بين مجتمعنا إلى ما يسيء أصحاب هذه القضية أو يؤذيهم.

كما أنه يطلب من أبناء هذه القضية الأساسيين أن لا يسمحوا بأي أذى يصيب الآخرين. وطبعاً فأن هذا الحل لا يتحقق ولا بد من أن تكون اللقاءات بين الأفرقاء ليعملوا على حل مشاكلهم بالتي هي أحسن وأن لا يكون هناك هيمنة من فئة على فئة ولا تسلط من جهة على أخرى. المطلوب أن يتبادل الجميع الرأي ويتعاونوا لإبعاد كل ما هو شر وتقديم كل ما هو خير ليتحقق التعاون ويحفظ الجميع وتصان القضية ونعيش في سلام على أرضنا ونكون قادرين على أن نتصدى للعدو عندما يحاول أن ينال منا، ونكون قادرين أيضاً وفي مستوى الصمود لمواجهتها مواجهة صحيحة.

• ماذا عن التجديد للقوات الدولية؟

- أنا أتصور أن قوات الطوارئ الدولية لن يحصل بالنسبة إلى التجديد لها أي شيء جديد، إلا إذا كان هناك وراء الأكمة خطوة حاسمة يراد إتخاذها بين عشية وضحاها للوصول إلى شيء ما على الأرض اللبنانية.

لذلك فأنا أرى أن الحديث عن القوات الدولية على النحو الذي نسمع ما هو إلا ورقة ضغط تستعمل الآن للتوصل إلى ما يريده الذين يحركون القوات الدولية في الجنوب اللبناني. وطبعاً أن إسرائيل هي لاعبة الدور في تحريك موضوع القوات الدولية وأنا أميل إلى الإعتقاد أن القوات الدولية لن تنسحب وأنه سيبقى لها وجودها ودورها في الجنوبـ، هذا الدور الذي لعبته وتلعبه، لكن كما قلت، أن الفترة معقدة والأيام التي نمر بها معتمة، والعدو يضغط بكل قوته، ومع الآسف نحن نساعده بأخطائنا وتصرفاتنا التي لا درس فيها ولا تحضير، لذلك نحن ندفع الثمن ونكتسب يوماً بعد يوم مصيبة بسبب جهلنا وتصرفاتنا.

• كثر الحديث عن الألغام التي زرعتها القوات الإسرائيلية على مداخل المنطقة الحدودية فماذا ترون في هذا المجال؟

- لا شك أن إسرائيل تبيت أمراً، لكن الله معنا أن إلتقينا وأن صدقنا وأخذنا بموجب هذا الصدق بما يطلبه منا هذا الصدق وما يطلبه منا إيماننا بالله وبالقضية وهو أن يحب بعضنا بعضاً وأن لا نسمح أبداً بأن يصار بيننا إلى الخلافات والنزاعات فضلاً عن مظاهر التقاتل التي نرى من صورها ما يقع اليوم في حرب المخيمات.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة