إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : نطلب بري بتنفيذ اتفاق دمشق والاتفاق الثلاثي
التاريخ : 1986-06-16
المرجع : جريدة الاتحاد

السياسة كانت تدار في المنطقة من خلال التفاهم والتشاور بين المجموعة الإسلامية والوطنية
من 6 شباط 1984 أصبح اتجاه القرار منفرداً وخاصاً بحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي
اللقاء الموسع في دمشق يسر لنا إعلان شجبنا واعتراضنا للتفرد في القرارات
الحوار مطلوب، ونحن نعمل له فوق الأرض ليس تحت الأرض
القادة السياسيين الشيعة يرفضون الممارسات التي تقوم بها بعض الميليشيات
السعي لمقاربة وجهات النظر عن طريق الحوار لبناء لبنان المتحضر السيد الحر المستقبل

يلعب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد دوراً روحياً وسياسياً بارزاً في لبنان، فهو يحض على الوفاق، وينهى عن التقاتل. ويقوم بمبادرات عديدة لوقف إراقة الدماء ولإبقاء أبواب الحوار مشرعة وهو يتطرق إلى مشاكل لبنان والعالم العربي بصراحة من توجعه الأحداث وبحس المسؤولية المتوافق مع مركزه المتميز.

قام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد بزيارة إلى باريس التقى خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين المواضيع التي طرحها سماحة المفتي عديدة تبدأ بقضية الجنوب اللبناني المحتل وتنتهي بقضية المخطوفين في لبنان. التقيناه في حين كانت بيروت تشتعل والاشتباكات تخترقها من أقصاها إلى أقصاها وكان معه هذا الحوار:

• الاقتتال الذي حصل في بيروت أليست له نتائج خطيرة على إمكانات الوفاق والحل السياسي في لبنان؟

- لا شك في أن هذا القتال يعبر عن معان موجودة وراء نفوس الناس، وراء جدران البيوت، وراء الإدارات، وراء مراكز البيع، وراء البنوك، وراء كل ظاهرة حياة وتحرك في لبنان وبالذات في المنطقة الغربية، وفي الشرقية أيضاً. لأنه يعبر عن الآلام وعن المآسي التي يعيشها الإنسان المعذب، الإنسان المسحوق، من جراء الممارسات الصعبة والخطيرة التي تجاوزت القضية وتجاوزت المصلحة العليا الوطنية وانقلبت في اتجاهات تخدم مصالح أفراد وأنانيات.

● ثمة استفراد من حركة "أمل" بالقرار السياسي نيابة عن بيروت هل يمكن أن يستمر هذا الوضع وهل له مخاطر أم لا؟

- هذا ما أعلناه في أكثر من مناسبة، وقلناه في بعض المناسبات للأستاذ نبيه بري وللأستاذ وليد جنبلاط والذين يتعاملون مع الأستاذ وليد والأستاذ نبيه من الأخوان السياسيين. الذين هم موضع ثقة من الزعيمين المعروفين. وذلك أن السياسة التي تدار في المنطقة كانت دائماً تدار من خلال التفاهم والتشاور الذي ينبع من المجموعة الإسلامية والوطنية في المنطقة ولكن منذ أكثر من سنة من 6 شباط (فبراير) 1984 أظن أن الاتجاه أصبح اتجاهاً منفرداً فأصبح القرار خاصاً بالأستاذ نبيه وبحركة " أمل " أو بالأستاذ وليد وبالحزب التقدمي الاشتراكي أو بتعاون الاثنين معاً بعيداً عن الموقف الإسلامي ككل أو الموقف الوطني ككل. وهذا ما شجبناه واعترضنا عليه وأعلنا في أكثر من مناسبة انتقادنا له وعدم رضانا عنه. هذا ما يسر لنا اللقاء إلى القرارات التي تجعل أي موقف أو أي خطوة سياسية قادمة مبنية على أساس التنسيق بين جميع الفرقاء الموجودين على الأرض. ومع ذلك لم يتم هذا مع الأسف.

• في ضوء ما حدث في بيروت خلال الأيام الماضية هل هناك نداء توجهونه إلى بري تطلبون منه أشياء محددة لإنقاذ المدينة وتهدئة الأوضاع؟

- ما نطلبه من الأستاذ نبيه هو ما طلبه اللقاء الإسلامي الموسع. أن يسحب جميع المسلحين وأن يرفع الغطاء السياسي عنهم وأن يغلق جميع المكاتب السياسية وأن يترك أمر الأمن لقوى الأمن الداخلي، القوى الشرعية المعترف بها. وأن تكون هذه القوى تحت رقابة وتوجيه لجنة التنسيق التي يرأسها رئيس مجلس الوزراء ويكون إلى جانبه قوى عسكرية يختارها من الجيش لتساعده وتساند قوى الأمن الداخلي عند الضرورة والاقتضاء ما نطلبه من الأستاذ نبيه أن ينفذ قرارات اللقاء الإسلامي الموسع.

● هل تعتبر أن الأستاذ وليد جنبلاط نفذ الشق المتعلق به؟

- حتى الأستاذ وليد لم ينفذ الشق المتعلق به تنفيذاً كاملاً. ما زالت في المنطقة الغربية مجموعات كثيرة من الاشتراكيين المسلحين ولا تزال هناك التجاوزات التي تقع من الحزب الاشتراكي أيضاً في المنطقة. ولكن يجب أن نعترف بالحقيقة. فالواقع أن الأستاذ وليد بدأ يخفف من وجوده وكذلك التجاوزات خفت كثيراً من ذي قبل. ولكنها لا تزال موجودة حتى الآن.

• في ضوء الوضع الراهن (عدم الالتزام بتنفيذ القرارات) هل هناك اقتراح بضغوط معينة سياسية أو معنوية لفرض تطبيق هذه القرارات على نبيه بري؟

- نحن لا نريد أن ندخل في صراع وطني وإسلامي في منطقتنا لأنه ليس هذا هو المقصود ولا نريد أن ندخل في صراع جانبي لأن هذا أيضاً ليس هو المقصود بل هذا هو هدف العدو ونحن من حقنا ومن واجبنا ألا ندخل في مثل هذه السراديب. المهم أن نعي الحقيقة على الأرض الوطنية والإسلامية ونحاول أن نتصرف بكثير من الدقة والحكمة بما لا يورطنا في خلافات وصراعات بين الأخوة وبين أبناء الصف الواحد. فلذلك لا نريد أن نتخذ أي موقف على الشكل الذي تشير إليه خوفاً من أن ندخل في هذه الصراعات. ولكن المطلوب من الأستاذ نبيه والمطلوب من الأستاذ وليد أن ينتبها إلى هذه الاحتمالات وأن يعملا ما في وسعهما لأجل أن يساعدا المنطقة لتعود إلى واقعها الذي كانت عليه، الواقع المتماسك والمتعاون والمتحد والذي لا يسمح للعدو أن يتسرب إليه ويلعب أدوار التمزيق والتجزئة والتحارب.

• بدا لفترة أن دار الإفتاء تقود حواراً مع المنطقة المسيحية. زيارة للبطريك الجديد ثم تسلم المخطوفين. فهل يستمر هذا الحوار بعد القصف الذي حدث ومنع البطريرك من رد الزيارة؟

- أولاً، الحوار مطلوب ونحن نعمل له فوق الأرض وليس تحت الأرض، ونعمل له على سبيل التحدي مع أي إنسان وإنما نعمل له من موقع الإيمان والاعتقاد بأنه هو الأسلوب الذي يمكن أن ينقذ الشعب والوطن من الواقع الذي يمر فيه، ونحن لم نفعل هذا فمعنى ذلك أننا قد أعطينا عدونا المبرر وما يطلبه عدونا وما يسعى إليه يسعى لأن تبقى هذه المنطقة متفجرة وأن تكون فيها الألغام منتشرة وأن تبقى النيران أيضاً مشتعلة وهذا شيء لا يتفق أبداً مع أهدافنا. ينبغي أن ترتاح هذه المنطقة وتستقر لأنها أن استقرت وارتاحت استطاعت أن تكون قوة قادرة إلى جانب القوى الوطنية الأخرى في وجه العدو الإسرائيلي الذي يرصدنا فنحن سنبقى نعمل باتجاه الحوار كما كنا في الماضي مع إخواننا المسيحيين ونحن نريد أن نحقق من هذا الحوار التفاهم اللبناني – اللبناني وطبعاً نريد أن يكون هذا الحوار متظللاً بسقف سوري وبمبادرة سورية. لأننا نعتقد بأن الدور السوري أساسي في هذه الفترة لمساعدتنا للخروج من هذه الأزمة.

• ما هي مخاطر انتقال الاقتتال المذهبي الذي جرى في بيروت إلى مناطق أخرى مثل صيدا وطرابلس؟

- نحن يؤلمنا أن يكون قتال، لأن هذا القتال في الأساس هو عمل إجرامي لا يمكن أن يسمح به في شوارع بيروت وبين أخوة الصف الواحد، طبعاً هناك خطأ في التوجه وخطأ في الممارسة وخطأ في الرؤية. فعلى حملة السلاح وبالذات على رؤساء هؤلاء الذين يحملون السلاح أن يعيدوا النظر في مواقفهم لأن الخطأ منهم وليس ممن يصادمونهم لأنهم بتصرفات بعض المنتسبين إليهم من المسلحين وبممارساتهم التي من نتائجها عدوان على البيوت ومداهمات للبيوت وخطف أفراد وخطف وضغط على التجار إلى درجة أنهم بدأوا يفرون من العمل ويتضايقون من العمل وفرغت الأسواق بسبب المداهمات والخوات.

كل هذه الممارسات هي نتيجة أخطاء في التصور وفي الرؤية وفي المناهج فيجب على قادة الميليشيات والمسؤولين أن يعيروا هذه الحقيقة ما تستحقه من الأهمية لأنهم بذلك يغامرون بالقضية ويغامرون بالمصلحة العامة ككل ولذلك هذا الخطأ هو الذي يؤدي دائماً إلى اشتعال يكون في هذه المنطقة أو في تلك. فحتى لا يتكرر ذلك نرجو ونأمل من القادة السياسيين للميليشيات أن ينتبهوا إلى خطر سوء التصرف والممارسة مما يتناقض مع المنهج السياسي الكبير ومع الرؤية السياسية والوطنية الكبيرة.

• هل يمكن ممارسة ضغوط على حركة " أمل " من داخل الطائفة الشيعية أو القوى الأخرى في الطائفة الشيعية؟

- أن الذي أعرفه هو أن هناك الكثير من القادة السياسيين الشيعة يرفضون هذه التصرفات وهم معنا يشجبون كل هذه الممارسات ولا يرضون عنها أبداً. ولذلك فمواقفهم هي ضغوط بحد ذاتها وعدم رضاهم هو ظاهرة فيها الكثير مما يوثر على التصرفات التي تصدر عن حركة " أمل " في هذه الأيام الأخيرة.

• عودة إلى نقطة أثيرت من قبل، موضوع الجامعات والخطف الذي من نتائجه إغلاق الجامعات فهل تفكرون بقيادة تحركات معينة لمعالجة هذه المسألة؟

- كل الشرفاء من المواطنين متأذون من تفريغ منطقتنا من المؤسسات ومن مظاهر وجود الحضارة الغربية وغيرها. لأن المؤسسات الصحية والتربوية والسياسية كلها مرتبطة بحياة الإنسان ومصالحه وبتوجهه الحضاري. فتفريغها هو طعن لكياننا ولوجودنا ولمعنوياتنا فنحن ما كنا يوماً من الأيام أقل تطلعاً إلى التعاون مع كل الناس ومع كل الشعوب نحن أمة ضربت المثل بالسماحة وبالتعاون مع كل الحضارات بما يضمن لها الانتشار والتحرك في صالحها وفي صالح الناس الآخرين. أن نغلق منطقتنا ونفرغ مؤسساتها منها أو نفرغها من مؤسساتها بحيث لا يبقى فيها مستشفى يسعى إليه المرء التماساً للمعالجة أو لا يكون هناك مدرسة أو جامعة أو سفارة لالتماس بعد الإجراءات التي توفر لأبنائنا السفر في الأرض للسعي وراء الرزق وللسعي وراء طلب العلم، هذا شيء خطير جداً لا نرضاه ولا نقبله أبداً كل الذين هم على الساحة يعملون بكل ما يملكون ليضعوا حداً لهذا الأمر، ولن يقبلوا أبداً بأن يستمر.

• هل بحثتم في باريس بموضوع المخطوفين أو هل طرح الفرنسيون معكم هذه القضية؟

- نحن أثرنا هذا الموضوع. أثرناه من جانبنا كرافضين له لأننا لا نقبل أبداً أن نوصم بأننا إرهابيون وأننا نتعامل مع الناس على أساس عدم احترام حرياتهم وكراماتهم. نحن نؤمن بحقوق الإنسان لا باللفظ ولا بالكلام ولكن نؤمن بذلك عملياً ونعيشه بحياتنا وبتطبيقاتنا ونحترم الإنسان وحقوقه المالية والفكرية والدينية وكل شيء، من حقه أن يعيش بكامل كرامته وحريته فنحن نحتفظ لكل إنسان بذلك ونرفض أن يعتدي على هذه الحقوق وتنتهي بالنهاية إلى كم الأفواه وإلى خطف الناس بهذا الشكل الذي يسيء إلى معنوياتنا وإلى مفهومنا الحضاري.

• في الخطاب الذي ألقيتموه في باريس أشرتم من جديد إلى أن "الاتفاق الثلاثي " يمكن أن يشكل المخرج من الأزمة، في حين أن الطرف المسيحي أصبح لديه مشروع. هل لك تعليق على ما يسمى بالمشروع المسيحي أو المشروع الوطني الجديد؟

- أنت في سؤالك تقول لي أنت تسعى للحوار وهل ستستمر في الحوار وهل يمكن أن يكون الحوار بين متفاهمين أو بين مختلفين؟ هناك رأي في المنطقة في بيروت الغربية ورأي في المنطقة الشرقية، هناك رأيان في الخط السياسي والمنهج السياسي. الحوار مطلوب منه أن يحاول جعل هذين الرأيين رأياً واحداً والموقفين موقفاً واحداً. المطلوب منا نحن عن طريق الحوار أن نسعى لمقاربة وجهات النظر لتكون وجهة موحدة يقوم عليها بناء لبنان المستقبل، بناء لبنان المتحضر السيد الحر المستقل. طبعاً، نحن عندما نريد هذا نقدر بأن لنا مطالب وإخواننا لهم موقف من هذه المطالب وربما لهم أيضاً توجهات. فنحن مستعدون بأن نسمع كما أننا نريد منهم أن يسمعونا.

ونحن منفتحون عليهم ولا نريد أبداً أن يفهمونا على أننا أعداء ونحن نرفض كل وسيلة من وسائل التخاصم والتعادي، هذا الأسلوب الذي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى المزيد من التفجر في المنطقة نحن نريد أن نوفر هذه الخصومات لعدونا لا لإخواننا هؤلاء ينبغي أن يكونوا إخواناً لنا ومؤيدين لنا ومتعاونين معنا بوجه العدو المشترك الذي هو إسرائيل. أما ما اشرت إليه بالنسبة للمشروع المسيحي فأنا حتى الآن لم أطلع على هذا المشروع ولكن أعرف أن هناك من يقول أن هناك مشروعاً مسيحياً، وإن كنت أعلم أيضاً كثيرين من زعماء وقادة السياسة للطوائف المسيحية يرفضون أن يسمى هذا المشروع تسمية مسيحية ويريدون صبغه بالصبغة الوطنية والمحافظة على هذه الصبغة الوطنية.

فطبعاً هذا اتجاه جيد ونتمنى من الجميع أن يقدروا الظروف التي نمر بها ونحن عندما نطرح الاتفاق الثلاثي نطرحه كأساس، كورقة عمل أساسية لا بد من اعتمادها لنوفر لأنفسنا طاقة إلى جانب طاقاتنا والتي هي الدور السوري ولا يمكن أن يستهان بهذا الدور في هذه الفترة. ولذلك ما دامت سوريا قد رعت هذه المبادرة وتقدمت بطرح هذا المشروع فلنقبل على اتخاذه كأساس ولنحاور بعضنا بعضاً في ضوء هذا الاتفاق، ونصل في النهاية إلى ما نتفق إليه ونرضى عنه جميعاً.

• هل قدم الفرنسيون مواقف مطمئنة عن الجنوب عن دور القوة الفرنسية هناك؟

- طبعاً تكلمنا بالنسبة للجنوب لأننا الآن نشعر بضيق كبير لوجود القوة الإسرائيلية على الأرض ولا بد من تحرير الأرض. والمعروف أن مجلس الأمن قد اتخذ قراراً سابقاً، القرار "425" وهو يفيد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأرض، فهذا القرار يجب أن يطبق ونحن قد طلبنا من المسؤولين الفرنسيين، وبالذات من رئيس الوزراء جاك شيراك ووزير الخارجية، طلبنا منهما أن يدعما الموقف اللبناني بضغط على الدول الموجودة في مجلس الأمن لتسعى لتطبيق قرار مجلس الأمن وضمان انسحاب القوة الإسرائيلية من الأرض اللبنانية، حتى نوفر جواً من الأمان في الجنوب ليعود اللبنانيون إلى أرضهم وتعود السيادة إلى الشعب اللبناني كما هو مفروض. والفرنسيون من هذه الناحية أبدوا كل التجاوب ولم نسمع منهم إلا ما يسر في هذا الموضوع بالذات.

• كيف يمكن أن تستمر حرب المخيمات في ظل الإجماع على أنها تخدم إسرائيل؟

- أنت تعلم أن هناك أخطاء. الطبيب يعلم أن شرب الدخان والخمرة مؤذ ومع ذلك يشرب الخمرة ويشرب الدخان، وكثير من الشباب يعرفون أن كثرة الأكل تؤذي ومع ذلك عندما تحضر شهيتهم يأكلون ولا يسألون عن صحتهم. وهنا أيضاً على الأرض ممارسات سببها الانفعالات وسببها الأخطاء وقصر النظر والسرعة في الحركة دون اهتمام بالمصلحة العامة مما ينبغي. تعار من التقدير ومن الاهتمام ومن الاحترام فما دام هذا الأمر قابلاً للوقوع. فأنتظر أن تقع باستمرار كوارث من هذا النوع وخصوصاً عندما يكون الحكم في المنطقة ولا وجود له والأمن غير متحقق والسيطرة بأيدي مجموعة من الأفراد أو من الرموز كل منهم يحمل سلاحاً، وعندما يكون صاحب السلاح أكثر تجميعاً للمناصرين أو المحاربين يكون أقدر على تثبيت وجوده بالمنطقة. ما دامت هذه هي صورة الأمن في المنطقة إذن لا بد من أن ننتظر دائماً الخلاف بين هؤلاء إما على زوارب وإما على دكان وإما على منفعة وينتج من هذا النزاع الصراع العسكري الذي تقرأ عنه وينجر بسببه الشعب بكامله ويدفع الثمن من دمه ومن ماله ومن روحه ومن معنوياته وسمعته أمام الخارج.

• هناك موضوع كبير مطروح في لبنان وهو التواجد الفلسطيني في لبنان. نريد أن نسمع رأيكم حول حجم هذه المشكلة. ما تحذرون منه وما تدعون إليه؟

- أولاً وجود الفلسطينيين هو بالنسبة إلينا كوجود شعبي نرحب به، هؤلاء هم إخواننا ومن واجبنا أن نفتح لهم صدورنا وبيوتنا وأن نقدم لهم ما بين أيدينا ليقاسموننا فيه ما دامت المشكلة في أرضهم قائمة وما دام العدو يمارس عليهم هذه الأساليب، أساليب الجور والعدوان والظلم، ولكن مفروض فيهم وهم يعيشون بيننا أن يعيشوا كما نعيش، لا أن يمارسوا على أرضنا ما هو محرم علينا أن نمارسه، فلا يجوز لإخواننا الفلسطينيين أن يصبحوا سادة المنطقة وحكامها وفارضي الأمن على الناس، فنحن نتمنى أن ينتبه إخواننا إلى أن وجودهم المسلح على الأرض لم يعد مقبولاً وأن سلاحهم إذا كان مقبولاً وجوده بينهم، فينبغي أن يبقى فقط في حالات الضرورة القصوى للدفاع عن النفس في وجه العدوان الإسرائيلي.
ولكن أيضاً مفروض على إخواننا في المنطقة أعني قادة الميليشيات أن يحترموا إخوانهم الفلسطينيين وإلا يحوجهم لأن يحملوا السلاح، وكذلك مفروض على إخواننا الفلسطينيين أن يحترموا إخوانهم اللبنانيين وإلا يحرجوهم أيضاً لأن يحملوا السلاح، فما دام لدى الفئتين تقدير للمفهوم السياسي والوطني والقومي والنضالي في وجه العدو، فما دام هذا واضحاً ومبنياً على أسس أخلاقية وأسس سليمة فأتصور أنهم يمكنهم أن يبقوا في هذا البلد يعيشون بسلام ووئام.

ونحن ندعوهم إلى أن ينتبهوا إلى هذه الحقيقة، خصوصاً وأن العدو واع وهو عارف بكل التحركات وأنه قادر.بهذه الظروف مع الأسف، على أن ينال كل ما يشاء بقوته وبقدرته، فخوفاً من أن تتكرر التجربة التي مرت سنة 1982، مفروض على إخواننا أن يكونوا في غاية الوعي وأن يكون تحركهم تحركاً إنسانياً تعاونياً مع الجميع بعيداً عن السلاح والمسلحين وبعيداً عن أي شيء آخر. أم ما يتعلق بالمنطقة وبعملها فهذا شأنها ولكن لا علاقة له بموضوعنا. نحن نتكلم عن وجود الفلسطينيين فوق الأرض اللبنانية.

• هل تفكرون بمبادرات سياسية جديدة في لبنان؟

- الآن لا شك عندنا بأنفسنا وبعمقنا توجهات نحو مساع، أنا قد لا أكون الآن مستحضراً لتفاصيلها ولكن لا شك أننا باستمرار نشعر بأننا مقصرون وأنه لا بد لنا من أن نلتمس أسباباً أخرى وأبواباً أخرى نحاول أن نطرقها لندخل منها إلى التماس وسائل للتفريج ولتغيير هذا الواقع الخطير الذي نعيشه. ولكن قد لا نستطيع الآن أن أكشفها أو لا أستطيع أن أراها ولكن أرجو الله أن يهدينا لأن نصل إلى بعض الخطوات التي تمكنا من تخفيف هذه الآلام عن شعبنا وأن نسير بخطوات جديدة في الاتجاهات التي تساعده ليتخلص من هذه الضائقة الخطيرة. سواء كان في لبنان أو في المنطقة العربية.

• هل تعتبرون أن قضية المخطوفين انتهت مع تسليم 32 مخطوفاً؟

- أولاً نحن استلمنا المخطوفين وأعدناهم إلى أهلهم، وكل من ينتقدنا مخطئ لأن هؤلاء معذبون وهؤلاء مظلومون وقد ديست حقوقهم واعتدى على كراماتهم. فإذا ما سنحت لنا الفرصة وأخرجناهم فنحن نكون قد فعلنا ما أوجبه الله علينا وما توجبه علينا إخوتنا الإنسانية وما يفرضه علينا شعورنا وضميرنا. نحن فعلنا ما نحن مقتنعون به. ولكن ليس هذا الفعل نتيجة قناعة بأن هؤلاء هم المخطوفون وليس هناك مخطوف غيرهم، هناك آخرون وعلينا أن نسعى وعلى جميع الشرفاء من أبناء البلد ومن خارج البلد أن يساعدونا حتى نخرج أيضاً الآخرين من مراكز الاعتقال فنرجو أن يفهمنا الآخرون على حقيقة واقعنا وألا يخلطوا بين الارجاف والإشارة وغير ذلك، وبين الحقائق التي ينبغي أن تقدر التقدير الصحيح.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة