إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : الجولة الأوروبية الأميريكية هي لتبصر الجميع بالوضع الوخيم الذي يعيشه اللبنانيون اليوم
التاريخ : 1987-04-27
المرجع : جريدة اللواء

تصريحات اللقاء الاسلامي حول التجاوزات والاعتداءات على المواطنين يلتقي استراتيجياً مع الموقف السوري
العلاقة مع الرئيس كرامي هي علاقة الأخوة والوطنية الممتازة
نحن من دعاة الشرعية والعاملين لتثبيت دعائمها ونشر هيبتها
نحن مع توحيد الوطن وتثبيت سيادته ونبذ كل الأحقاد والاتجاهات التي تصب في تقسيمه


عشية حلول شهر رمضان الكريم، يغدو التطلع الى القيادات الروحية امرا طبيعيا للوقوف منهم على تطلعاتهم وآرائهم حول العديد من الأمور الدينية والدنيوية، ومدى ارتباط هذه الأمور مع بعضها من جهة وارتباطها مع واقع المجتمع من ناحية ثانية.

ولما كانت الابحاث السياسية تطغى على كل حديث فتحيله بحثا وتنقيبا عن الحقيقة، كذلك أصبحت الاوضاع الاقتصادية تضغط على كاهل المواطنين المؤمنين الصابرين فتراهم يولون وجوههم شطر الخالق طالبين السؤال في الرحمة والحياة بعدما عز عليهم السؤال الى غير الله.

واطلالة شهر رمضان المبارك هذه السنة تختلف عن اطلالته في كل عام مضى خصوصاً في ظل تفاقم الوضع الاقتصادي وهبوط قيمة النقد الوطني قياسا على اسعار العملات الاجنبية دون أن يكون هناك في الأفق ملامح مضيئة باستثناء الاشعاع الذي تسرب من الاحاديث عن اللقاء الوزاري في قصر منصور وإمكان خروجها بحلول تساعد على وقف ولجم التدهور الاقتصادي بما يكفل الانطلاق من جديد نحو عالم السياسة سواء عبر استئناف المفاوضات اللبنانية – السورية أو ما قد تخبئه الأيام.

من هنا كان اللقاء مع سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد متشعبا ومتعدد الاتجاهات، على الرغم من أن المناسبة كانت في زمن سابق فرصة للحديث عن معاني وفضائل الصوم، فجاءت المناسبة هذه المرة للاستفسار عن جملة من المواقف السياسية عن علاقة اللقاء الاسلامي الذي يترأس اجتماعاته سماحة المفتي خالد مع كل من الشقيقة سوريا ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بالاضافة الى الموقف من اللقاء الوزاري وقضية المطارات وغير ذلك كثير من المواضيع التي تشكل اسئلة لدى الجميع من مواطنين وسياسيين ومسؤولين فكان الحوار التالي:

العلاقة مع دمشق

• هناك أحاديث كثيرة عن علاقات سماحتكم واللقاء الاسلامي مع الشقيقة سوريا، فما هي حقيقة الموقف من هذه الاحاديث باعتبار ان العلاقة تريد سلبا او ايجابا على العلاقة الاسلامية العامة؟

- سامح الله من يروج لهذه الاشاعات، لان العلاقات بيننا وفي اللقاء الاسلامي مع الشقيقة سوريا لا يمكن ان تكون الا طبيعية بين اشقاء، ونحن كلبنانيين وعروبيين ومسلمين لا يمكن الا ان تكون مثل هذه العلاقات الا علاقات محبة واحترام وتبادل اراء وافكار.

اما اذا حاول البعض ان يتخذ من البيانات والتصريحات التي تصدر عن اللقاء الاسلامي حول التجاوزات والاعتداءات على المواطنين، فان ذلك كان يلتقي في الواقع التقاء استراتيجيا مع الموقف السوري الذي كان بدوره يرفض مثل هذه التجاوزات والاعتداءات على المواطنين الآمنين في بيروت، وليس أدل على ذلك من استجابة الأخوة في سوريا ومبادرتهم الى الدخول الى بيروت الغربية لوضع حد لهذه التجاوزات والاعتداءات التي كانت تنال من كرامة المواطنين وامنهم في بيروت. ومنذ ان بدأت الخطة الامنية في بيروت الغربية بواسطة القوات السورية العربية، كانت بيانات اللقاء الاسلامي تشيد بهذا التحسن الامني الذي رفع عن بيروت كل هذه التجاوزات، فهذه هي حقيقة العلاقة التي تربطنا بالشقيقة سوريا وليطمئن كل من يحاول الاصطياد في الماء العكر بأن انتماءنا الوطني والاسلامي والقومي لا يمكن الا ان يؤكد العلاقة الجيدة مع سوريا وجميع الدول العربية والاسلامية.

العلاقة مع رئيس الحكومة

• يحاول البعض بين الحين والاخر الايحاء وكان هناك خلافا او على الاقل، عدم اتفاق بين اللقاء الاسلامي والرئيس رشيد كرامي، فما هو حقيقة هذه العلاقة؟

- ليطمئن الجميع بأن علاقتنا مع الرئيس رشيد كرامي هي العلاقة الاخوية والوطنية الممتازة التي تحفظ له ولكل من يكون في مقامه من الرؤساء مقامه ومكانته التي لا يجوز وقوع النزاع معها، حرصا على وحدة الصف وتأكيدا على تماسك القوى ليكون الموقف باستمرار شامخا وقويا.

أما ما ينسب إلينا احيانا من خلاف في بعض وجهات النظر فهو الخلاف الذي لا يسيء الى المفاهيم الاساسية ولا يتعارض مع الموقف الاستراتيجي ويبقى دوما آخذا بالاعتبار كل هذه الحقائق وهو من قبيل الخلاف الذي يمحص الحقيقة ويزيدها جلاء وثبوتا ويساعد على تكوينها التكوين الذي يؤهلها لتصبح قابلة للتبني، خصوصا وان الرئيس كرامي وهو في موقع المسؤولية والحكم بشكل مباشر لا بد ان يكون له مواقف او تصريحات نابعة من ظروفه الخاصة التي ليست لها صفة الشمول والعموم، وقد يعتريها ما يجعلها قابلة لأن تكون موضع نقد او قبول.

ومن هنا قد يكون في وجهها ما يبرر المخالفة التي يعتبرها البعض انها خلاف في العمق او في الاستراتيجية وهو ما ليس بصحيح.

ومن الطبيعي ان يكون لنا رأينا الذي قد لا يلتقي مع هذه التصريحات او المواقف الانية فيظن البعض ان بيننا وبين الرئيس كرامي خلافا بمفهومه الواسع، وهو غير صحيح، لأن هذه الخلافات التي وصفناها بالاساس، انما هي لتضمن في النهاية ان يبقى الجميع في الخط الواحد والموقف الواحد وضمن الاستراتيجية الواحدة المتفق عليها والتي بها ضمان مصلحة الشعب والوطن.

العلاقة مع رئيس الجمهورية

• يأخذون على اللقاء الاسلامي علاقته الجيدة مع رئيس الجمهورية في الوقت الذي بلغت فيه العلاقات بين رئيس الجمهورية واركان الحكومة حد المقاطعة، فما هي حقيقة الموقف من هذا الموضوع؟

- كنا دوما من دعاة الشرعية والعاملين لتثبيت دعائهما ونشر هيبتها، كما كنا مع توحيد الوطن وتثبيت سيادته على ارضه ونبذ كل الاحقاد والدعاوى والاتجاهات التي تصب في تقسيمه. كما كنا دوما نعمل سترا وعلنا لتنشيط الحوار بين جميع اللبنانيين لنحقق كل ما يساعد على التفاهم ويوصل الى التلاقي.

من هذه الرؤية لم ننشئ ميليشيات ولم نتعد على المرافئ والمرافق العامة، ولم نعمل على هدم المؤسسات، بل بالعكس كنا دائما وسنبقى من دعاة بناء الوطن لا هدمه، وتوحيد البلاد لا تقسيمها، وتعزيز الشرعية لا القضاء عليها. وحين نقول بالشرعية لا نقصد الاشخاص بل نقصد فكر، ومبدأ المؤسسات والدولة والوطن.

إذن، فعلاقاتنا ليست مع رئيس الجمهورية فحسب، بل هي ممتدة الى جميع المواقع والمراكز بهدف اعادة توحيد الوطن وعودة الشرعية ونبذ العنف واسترداد كرامة الناس.

من هنا، كنا دائماً الجسر الذي يوصل كل اللبنانيين مع كل المناطق ومع كل الطوائف، واليوم، بعد مرور ما يزيد عن اثنتي عشرة سنة يعود الجميع ليردد ما عملنا من أجله وما آمنا به من المطالبة بعودة الحوار واجتماع أهل الحكم والحكومة وعودة الشرعية الى كل المناطق اللبنانية وسلطة الدولة.

والقاعدة هي أننا أولاً وأخيراً نتحسس بمشاعر الناس وننطلق منها في توجهاتنا ورؤيتنا الاستراتيجية قبل أن يدرك أهل الحكم، تحت وطأة الضغط الجماهيري والشعبي بأن المواطن لا يهمه من كل الالأعيب السياسية إلا عودة الأمن والطمأنينة والاستقرار والحقوق الى كل اللبنانيين ضمن شرعية عادلة من منطلق وطني لا من منطلق طائفي أو شخصي.

لذلك، نجد اليوم أهل الحكم يلتقون معنا في هذا التوجه بعدما أكد اللبنانيون رفضهم لكل صيغ العنف والتقسيم وكل البدائل عن الشرعية وليس أدل على ذلك أيضاً وأيضاً من أن أهل الحكم والحكومة ما زالوا أيضاً  يتعاملون مع الشرعية القائمة، وما اختراعات المراسيم الجوالة والاتفاقات السياسية حول كثير من الموضوعات الا تأكيدا بأن ما يذاع في العلن ليس بالضرورة هو نفسه ما يتم التوافق بصدده.

وهذا كله يحمل على الادراك بأن تعزيز الصلات مع رموز الحكم لصالح الحكم والوطن هو طمأنة وطنية وليس ظاهرة مرفوضة كما يحلو للبعض أن يراها. وعلاقتنا مع الرئيس الجميل بصفته رئيس للبلاد علاقة منتزعة من المفهوم الذي أشرنا اليه من قبل وللهدف نفسه الذي وجهنا اليه أيضاً.

وقد ثبت أخيراً أن المقاطعة هي كالمقاتلة، والحرب في لبنان لا تنتج الا تعويق المصالح وتأخير الفصل بالمهام والمزيد من الضرر الاقتصادي والأجتماعي والمدني، وكلها تنعكس على المجتمع بحيث يصبح في بلبلة واضطراب بل وعاجزا عن تحمل مسؤولياته المعيشية وقضاء مصالحه اليومية، ومن منطلق الحرص على الانسان اللبناني كفرد، وعلى الشعب اللبناني ككل، كنا وسنبقى نحافظ على الجسور لتبقى لنا القدرة للعبور ولتحقيق أكبر قدر ممكن من الخير للناس جميعاً.

اللقاء الوزاري

• من خلال ما تفضلتم به صاحب السماحة، كيف تنظرون الى اللقاء الوزاري وأعماله؟

- إن اللقاء الذي تم يوم الخميس الماضي بين الوزراء بحضور رئيس المجلس النيابي هو في نظرنا فاتحة عمل جيد ولا يصح أبداً تفشيله ولا يقبل بأي شكل من الأشكال وضع العراقيل في وجهه.

ولا نعتبر أن اللقاء الأول كما يقول البعض أنه كان فاشلا بل هو لقاء بين وزراء مضى على عدم لقاء الكثيرين منهم أشهرا، فمفروض أن يكون أول لقاء بينهم بعد ذلك كله متأنياً ومشوبا بكثير من الحذر، لكن حكمة هؤلاء الوزراء وحرصهم على المصلحة يفرض ان يوصلاهم الى ان يتجاوزوا كل العقبات ويصلوا الى تحقيق كثير من أهداف الشعب من خلال استرجاع ركائز القوى الشرعية وتثبيت دعائمها وبدء مرحلة جديدة في اتجاه نشر السيادة الشرعية على كل مرافئ الدولة ومرافقها بحيث تتحقق مع الزمن وعلى مراحل، العودة الى الجذور والأصول، وتكون المسيرة الشرعية الثابتة نحو التفاهم الكامل والتعاون المستمر بين جميع اللبنانيين في ظل تصور اصلاحي مقبول من الجميع يضمن نشر العدالة وتدعيم المساواة بين الجميع.

المفاوضات اللبنانية – السورية

• المفاوضات اللبنانية السورية تقف اليوم امام حالة من الجمود فهل تعتقدون بإمكان استئنافها وما هي الآمال التي تعلقونها عليها؟

- إن مفهوم الحوار هو مناقشة للأفكار بين طرفين بشكل واضح وعلني، وبقصد التوصل إلى قاسم مشترك يلتقي عليه المتناقشون، وطبعاً فإن هدف المتحاورين اللبنانيين التوصل إلى ما ينشدونه منذ أن بدأت الأوضاع بالتأزم منذ بداية السبعينات. ولقد إعترى علاقات اللبنانيين فيما بينهم في هذه الفترة الطويلة حالات من التوتر والإسترخاء على مد وإنسياب هذا الزمن الطويل، لكن لم يتوصل الجميع إلى أي حل لقضيتهم الشائكة التي سقطوا فيها جميعاً.

لذلك، فإن المطلوب منهم اليوم بعد تجربتهم الطويلة التي مرت في الماضي أن يتفرغوا لمناقشتها بإخلاص وبحرص على إنجاح هذه المناقشات، وبالتالي فإن توقف هذا الحوار غير مقبول، ومفروض أن يستأنف جهده ونشاطه لتدعيم كل المحاولات التي سبقت والتي نجحت في بعض مراحلها حتى يتوصل المتحاورون إلى تحقيق أهدافهم التي ينشدونها ويطلبونها، وما ذلك على الله بعزيز، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فاذا حسنت النوايا وصدقت القلوب، فلا شك أن المتحاورين واصلون إلى تحقيق ما ينشدون.

• قد يكون الحديث السياسي في هذا المجال محكوما بأن البعض غير قابل على العطاء والبعض الآخر غير قادر على الأخذ بنفس المقياس. فمن هنا يقال ان المفاوضات توقفت، فهل تعتقدون بإمكان تقارب الأخذ والعطاء؟

- في تصوري، إن الاستحالة مرفوضة، فليس على الأرض وتحت قبة السماء شيء يمكن أن يوصف بأنه مستحيل، فما دامت الاستحالة مرفوضة وما دام الانسان يتقلب في تصوره وتفكيره ومشاعره وعواطفه وتقديراته بين لحظة ولحظة ويوم ويوم، فلماذا نقطع الأمل والرجاء بأن نتوصل يوما ما إلى أن نأخذ وأن نعطي.

فمن هنا، اني على كبير رجاء وكبير أمل بأن الذين يتوقفون عن العطاء لا بد لهم من أن يفكروا بأن يعطوا رحمة بالمصلحة الوطنية، والذين يحرصون على الأخذ، مفروض فيهم أن يأخذوا بكثير من العدل وبكثير من التعفف حتى نصل من خلال العطاء والأخذ الى الحد الذي يتلاقى فيه الطرفان ويكون ما يرضيهما جميعا.

• بعض الأوساط أكدت ان اللقاء الاسلامي كان رافضا لورقة اركان اللقاء الخامسي الذي عقد في دمشق، فما مدى صحة هذه المعلومات؟

- لا شك ان هذا الكلام فيه الكثير من الابتثار والتسرع والحكم الذي لا مبرر له، فاللقاء الاسلامي لم يدل حتى الآن بأي رأي في هذا الموضوع، اللهم الا ما بدر وظهر عن لسان بعض المسؤولين في هذا اللقاء، اما اللقاء فهو لم يعط رأيا ولا يجوز ان ينسب اليه انه اتخذ موقفا من قبل هذه الورقة. ولا شك انه للقاء موقفا، لكنه ما علنه ولم يقله لأحد، له موقف، وموقفه هو الذي يقتنع به كل القناعة وهو الذي يتصور انه لا بد له ان يقوله في الوقت المناسب ليضمن نجاحه وايجابيته. فاللقاء ليس ضائع الفكر في هذا الموضوع، فهذا الكلام مرفوض أيضاً، لأن اللقاء لديه تصور وعنده تقدير وله أيضاً فكر جلي حول الورقة التي قدمت، لكنه يتأنى ويتروى في إظهار هذا الرأي والفكر حولها رحمة بالمصلحة الوطنية وحرصا على إنجاح المساعي التي تبذل في هذا الصدد وهذا السبيل.

• يعني، صاحب السماحة، إنكم لم تتقدموا بملاحظات بعد على الورقة التي عرضت عليكم في اللقاء الاسلامي؟

- طبعاً...

المطارات

• هناك الحديث المتجدد عن موضوع المطارات فكيف تنظرون الى هذا الأمر، في خضم الاتصالات الجارية وانعقاد اللقاء الوزاري؟

- الذي انظره في هذا الامر هو ان من حق جميع اللبنانيين ان تكون لهم مرافئ يتحركون منها للخارج لقضاء حاجاتهم والتوصل الى تحقيق مصالحهم ومصالح الوطن. واعتقد بأن هذه المرافئ التي من حقهم ان تكون لهم ينبغي ان تكون مستوفية للشروط كلها وحاوية لكل الظروف التي تساعد على ان تكون محضرة ليستغلها ويستفيد منها المتحركون والمسافرون سواء كان من لبنان إلى الخارج أو بالعكس.

وبرأيي ان لبنان بكامله لجميع اللبنانيين ومن حقهم المفترض أن يفتح مطار بيروت الولي وأن يعود له النشاط الذي كان من قبل وتعود فيه الملاحة بأسلوبها المعروف، وعلى الجميع ان يتعاونوا بصدق واخلاص على ان تكون الى جانب هذا المرفق الحيوي مطارات اخرى، فيما لا سمح الله اذا استمر هذا الواقع متأزما وبقي هذا الظرف الذي لا يسمح البعض بأن يكونوا في مكان ما ويتواجد في مكان آخر، فالمفروض ان يكون هناك بعض المطارات التي تصلح لأن تستغل ويستفاد منها انما يكون ذلك بالتفاهم وبالتراضي بين الجميع دون ان يكون هناك اي أذى.

أما إذا خيرت لاخترت ان يكون هناك مطار واحد وليس الا هذا المطار وان يؤمن لجميع اللبنانيين ايا كانوا ومن اي مكان ومن اي طائفة ان يدخلوا ويخرجوا منه بكل امان وسلام وأن يعكر صفو تحركهم بما لا سمح الله يؤذيهم أو يؤذي حرمتهم الشخصية أو ملكيتهم، أو يؤذي كرامتهم.

الوضع الاقتصادي

• حيدثنا يدور اليوم في الاضراب العام في يومه الثالث احتجاجا على الوضع الاقتصادي، فكيف تنظرون الى هذا الوضع صاحب السماحة خصوصا ان المسلمين على اعتاب شهر رمضان المبارك؟

- في حال استمرار الوضع الاقتصادي على ما هو عليه ودخل شهر رمضان فسيكون هذا الدخول في اجواء متوترة وعائقة في مجمل أوضاعنا، عن ان يتحرك الناس سعيا وراء ارزاقهم، وبحثا عما يسدون به رمقهم ورمق عيالهم وخصوصا في هذه الايام التي اصبح فيها العامل، حتى فيما يحصل عليه ويناله من مردود نتيجة عمله الدؤوب وجهده الكبير، لا يستطيع ان يجد في ذلك جزءا من حاجته وحاجة عياله، فكيف اذا كان الوضع مضطربا كما هو الان لا عمل ولا مجال للتحصيل.

الحقيقة انني ارى ان من حق الناس على المسؤولين في مكان المسؤولية ان يكون لقاؤهم متواصلا ودرسهم دائما ومتلاحقا لهذه المعاناة التي يمر فيها الانسان ولأسبابها، حتى يتوصلوا من خلال دراساتهم الى اقتلاع جذور هذه الاسباب التي وصلت بالانسان الى هذا الحد الخطير من العيش الذي لا يرتضيه اي كائن له حرمته وكرامته.

ولذلك، فإننا نصر على هذا التوجه ونطالب بما أشرنا اليه، ومما يمكن ان يكون أيضاً مطلوبا، هو ان الاجتماع الذي حصل في قصر منصور بين الوزراء، ينبغي أن يكون ليس كل اسبوع مرة انما مرة او اثنتان واذا امكن ثلاث مرات حتى يمكن الاسراع في وضع الحلول للمشاكل المعقدة التي اني بها المجتمع اللبناني في المرحلة الاخيرة وخصوصا في المجال الاقتصادي الذي كاد يطغى على كل شيء ويؤذي الانسان في صميم اموره وعمق حياته.

الجولة الاوروبية الاميركية

• تعتزمون، صاحب السماحة البدء بجولة أوروبية – اميركية فهل لنا ان نقف على اهدافها واسبابها وما تنشدون من نتائجها؟

- نحن الان لا نستطيع ان نتجاهل الواقع السيء الذي يعيش فيه المواطنون وبالذات المسلمون، فلبنان اليوم وفي فترته الاخيرة وتحديدا خلال الاشهر الستة التي مضت، يعيش ظرفا اسوأ ما رآه وما مر عليه، فاليوم لم يعد مدخول الانسان العادي، بل الذي هو فوق المتوسط، قادرا على سداد حاجات الانسان الاولية، فكيف بما له من حاجات في مجال التطيب وغير ذلك. لذلك فإننا نرى ان اوضاعنا يعتريها الكثير من الاذى والاضطراب والانهيار وسوء الحال بحيث اننا لا نستطيع ان نترك الناس دون رعاية وعناية ومساندة ودعم.

ونحن كمسؤولين ومؤسسة لها مسؤولياتها تجاه ابنائها نجد انفسنا غير قادرين على ان نقوم بهذا الذي نرى انه واجب علينا وانه لا بد من القيام به، لذلك فاننا رأينا ان من المصلحة ان نتحرك خارج لبنان لعلنا اذا ما التقينا باخواننا اللبنانيين الذين يعملون في الخارج ولهم مؤسساتهم ونشاطاتهم التجارية والصناعية وغير ذلك، رأينا انه لعلنا اذا التقينا بهؤلاء الاخوان لأمكننا ان نحصل بعض الموارد التي يمكن ان تحقق لنا بعض الدعم والمساعدة للهدف الذي أشرنا اليه.

ومن اجل هذا، فاننا سنتوجه بإذن الله في اوائل شهر رمضان المبارك الى باريس ولنون والبرازيل واميركا الشمالية وسنلتقي بما امكننا اللقاء بهم من اخواننا اللبنانيين جميعا، وسنحاول ان نبصر الجميع بالوضع الوخيم الذي يعيشه اللبنانيون اليوم وما هو مفروض عليهم من واجب تجاه هذا الوضع وتجاه اخوانهم خصوصا انهم يدفعون اليوم ضريبة الصمود والتصدي لكل الظروف السيئة التي تمر على لبنان، وهم الذين يحافظون اليوم بما يقومون به من صمود وتصد لكل المراحل، بتثبيت الواقع اللبناني وتدعيم الحركات التي تعمل باتجاه استعادة الشرعية سلطتها وهيبتها.

سنحاول ان نبصر هؤلاء بأن عليهم واجبا تجاه اخوانهم لدعمهم وليساعدوهم حتى يستمروا في صمودهم وبقائهم على ارض الوطن ليأتي الوقت القريب ان شاء الله وتكون الامور قد استقرت ونضجت وتهيأت لها الاجواء المساعدة لأن تعود الامور الى طبيعتها بإذن الله.

وطبعاً، ان هذه المساعي هي بنشاط من لجنة صندوق الزكاة، وهو الصندوق الذي انشئ منذ ثلاث سنوات والفت له اللجنة التي تتحمل اليوم مسؤولية الجولة وتنشط في اتجاهها.

وموضوع الزكاة موضوع هام جدا ينبغي ان يتنبه له اللبنانيون وبالذات المسلمون، فهو واجب شرعي قد فرضه الله تعالى على اغنيائهم ليدفعوا حق الفقير والمهجر والمشرد والبائس والمحتاج والمسكين وغيرهم ممن لم تعد امكاناتهم المادية وافية بحاجاتهم ومتطلباتهم اليومية والمعيشية. كما ان مهمة الزكاة مهمة رائعة جداً، فهي تعبير انساني من المسلم تجاه اخيه المسلم ومن المسلم تجاه اخيه اللبناني ليعبر له عن اخوته وحرصه على ان يراه دوما في بحبوحة وسعة وان يكون دائما في راحة وطمأنينة واستقرار.

المساعدات الفرنسية

• علمنا صاحب السماة انكم رفضتم المساعدات التي عرضها الوفد الفرنسي الذي جاء مؤخراً مع باخرة للمساعدات الى اللبنانيين، فهل لنا ان نقف على الاسباب التي دفعت بكم الى هذا الموقف؟

- الحقيقة ان الوفد الفرنسي جاءني بالامس زائرا وسألني عن رأيي في المساعدة الفرنسية للبنانيين، وقد اخبرته انني اشكر الحكومة الفرنسية على ما تقوم به وما قامت به من توجه بتوجيه المساعدات الى اللبنانيين في مختلف المجالات. فأنا لا استطيع الا ان اقر للمحسن وان اعترف له بيده البيضاء وان اسجل له امتناني وتقديري لعمله الطيب. وبالذات بالنسبة الى هذه المساعدات التي اوتي بها أخيراً، فاني ايضاً اقر واعترف بشكري وتقديري للبادرة الفرنسية الطيبة التي تعبر عن مشاركة وجدانية جيدة وعن مسعى كريم من اخواننا الفرنسيين تجاه اللبنانيين ولكنني عندما اطلعت على طريقة توزيع هذه المساعدات ورأيت فيها الاجحاف باديا جدا جدا بالنسبة الينا، فلذلك رأيت ان من المصلحة ان اكرر شكري للحكومة الفرنسية وارد هذه المساعدة حتى تكون بالشكل الذي يضمن الانصاف والعدالة، اما ان نعطي من الجمل اذنه ثم يقال لنا انكم اخدتم مساعدات فهذا شيء لا يرضينا ولا نقبل به أبداً، فأما ان تكون المساعدة موزعة بالانصاف بين جميع الافرقاء وعند ذلك نقبلها مع الشكر والتقدير واما الا تكون كذلك فنحن ايضا نشكر ونقدر لكننا نأبى ان نأخذها بهذا الشكل الذي يعبر عن كثير مما يسيء الى معنوياتنا وانفسنا.

ثم ان كل مساعدة تأتي من اي جهة اذا لم تكن موجهة الينا بالكرامة التي نستحقها وبالعدالة التي ينبغي ان تكون، فاننا نعبر سلفا عن شكرنا لها وعن رفضا اياها.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة