إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : المعطيات الاقليمية والدولية تسمح بحل الأزمة في لبنان
التاريخ : 1986-06-29
المرجع : جريدة السياسة

السياسة تلتقي مفتي الجمهورية في المنعطف الخطر
المفتي خالد اصبح محورا هاما تلتقي عنده مختلف الفعاليات السياسية على الصعيد الاسلامي والمستوى اللبناني
المفتي خالد استطاع ان يدفع بدار الإفتاء الى استكمال دورها التاريخي كقطب
أبعاد وراء دعوة الرئيس كرامي لاستقالة الرئيس أمين الجميل والحكومة
الاتفاق الثلاثي هو المدخل الأساسي للحل

بيروت. من محمد عنان وحسين دكروب

مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ حسن خالد، أصبح اليوم وبعد سلسلة المبادرات والتحركات التي قام بها، محورا هاما تلتقي عنده مختلف الفعاليات السياسية سواء على الصعيد الإسلامي الخاص أو على المستوى اللبناني العام.

ولا شك، إن المفتي خالد، استطاع ان يدفع بدار الإفتاء إلى استكمال دورها التاريخي كقطب تتجمع فيه وتنطلق منه قوى التعبير عن الشارع الإسلامي والوطني، هذا الدور الذي برز تاريخيا في مواجهة الانتداب على لبنان، حينما كان المفتون السابقون يرفضون أن يذهبوا إلى مقر المندوب السامي الفرنسي ويصرون على أن تبقى دار الإفتاء هي سقف التحركات الإسلامية في مختلف جوانبها.

وحين يتحدث المفتي الشيخ حسن خالد، فإن كلامه يتركز إلى قيادته الإسلامية الدينية والى رئاسته لـ"اللقاء الاسلامي" الذي يضم عددا من رؤساء الحكومات والوزراء السابقين والنواب الحاليين والى تجربة ميدانية خاضها في بيروت وعلى امتداد عامين كاملين، كانت العاصمة خلالهما تعاني من التجاوزات والفلتان والتعديات وغياب السلطة الشرعية.

وعشية تنفيذ اتفاق دمشق الثاني كما هو مرتقب، التقت "السياسة" المفتي الشيخ حسن خالد في مكتبه بدار الإفتاء، فكان الحوار الآتي:

"السياسة": في ظل والاهتراء السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي الحاصل اليوم، ومع يأس اللبنانيين من قرب الفرج، هل ترون سماحتكم أية بوادر حلحلة في الأفق؟

المفتي خالد: بسم الله الرحمن الرحيم، كل هذا الذي ذكرته من معالم الاهتراء في كل الحقول هو من معالم البوادر التي تفرضها حاجة الإنسان وحاجة الوطن والمواطنين، ولذلك فاني أرى في الآفاق السياسية والاجتماعية والأمنية وغيرها، تحركات من ذوي الاختصاص ومن ذوي الإرادات نحو تكوين البوادر ووضعها في صالح هذا الإنسان المعذب.

"السياسة": هل يمكن شرح هذه البوادر بإعطاء المزيد من التفاصيل؟

المفتي خالد: يمكن الإشارة إلى ان البادرة التي تمت مبادئها في اللقاء الإسلامي الموسع في دمشق والتي ما تزال حتى الآن تأخذ مجراها الذي سينتهي بإذن الله قريباً حيث ستكون على الأرض قوة ذات فاعلية وايجابية.

"السياسة": ولكن المبادرة في دمشق تعالج الناحية الأمنية فقط، وليس الناحية السياسة؟

المفتي خالد: إن البادرة الأمنية والسياسية والاقتصادية وغيرها، كلها أصبحت ذات ارتباط بعضها ببعض، فهي عبارة عن حلقات آخذ بعضها برقاب بعض، إذا ما حلت عقدة يمكن البدء بحل كل عقدة من العقد، وإذا ما انكشف ضياء من جهة أمكن أن ينتشر ويتسع بحيث يشمل الجهة الأخرى.

ومن أجل هذا قلت أن هذه البادرة وان كانت تمس الناحية الأمنية إلا أنها بالحقيقة لا تخلو من أن تكون ذات علاقة وارتباط بالناحية السياسية وبالتالي لها انعكاسات ولها آثار على الناحية الاقتصادية.

"السياسة": هل نفهم من كلامكم انه رغم الجو القاتم المسيطر على البلاد فان الفرج قريب؟

المفتي خالد: نحن لسنا من الذين يوصدون الأبواب في وجه العاملين والمتحركين ولا نسمح بأن توصد الأبواب فهذا الوطن معذب والشعب أيضا معذب ومسحوق، ولذلك فإن كل الإرادات مفروض فيها ان تتحرك ومفروض في كل الخيرين  أن يساعدوا ذوي الإرادات الصالحة ليلعبوا الدور الذي يمكن ان يفيد مصلحة الوطن والمواطنين، فنحن لسنا من اليائسين وبفضل الله وبإيماننا بما له من قدرة على تغيير الأوضاع وقلبها وأن يجعل من سوئها حسنا ومن تدهورها تحسنا، نعقد الآمال ونفتح الأبواب ونشرعها ونسأل الله تعالى ان يزيد ثقتنا به وان يزيد في آمالنا بأن يكون المستقبل ان شاء الله خير من هذه الأيام، والتي سبقتها.

"السياسة": ما هي الأبعاد وراء دعوة الرئيس كرامي لاستقالة الرئيس أمين الجميل، والحكومة، معا بعد فشلهم جميعا في إنقاذ البلد؟

المفتي خالد: في تصوري ان الرئيس كرامي والذين يؤمنون بنفس الخطة التي طرحها هم في وضع واضح من التململ والضجر، والألم والهم مما يعانيه المواطن ويعانيه الشعب في هذه الفترة، وكذلك هم متضايقون جداً من وضع الحكم فلا لقاءات بين الوزراء، لا مجلس وزراء لا قرارات، لا معالجات رسمية ودستورية وقانونية، إذن من الواجب ان يكون مثل هذه الانتفاضة وربما كان هذا هو الذي حمله على أن يتجه لطرح مثل هذه الانتفاضة النفسية في وجه الحكم، وأظن أن هذه هي الأبعاد، أبعاد من يريد ان ينجي البلد وينقذه ويريد ان يبحث عن حلول وان يلتمس المعالجات التي تفرج الكرب عن الناس وتيسر الأمور وتفتح الآفاق.

"السياسة": هل تؤيدون استقالة الرئيس الجميل والحكومة كمدخل لكسر حالة الجمود؟

المفتي خالد: لي موقف قلته وهو ان هذا الطرح طرحه دولة الرئيس كرامي، ومن حقه ان يفكر بالشكل الذي يراه مناسبا، وأنا معه بأن الوضع أصبح يتطلب موقفا حاسما ويجب أن تكون هناك خطوة ايجابية بشكل جازم لا يكون معها تسويف أو تلكؤ، ولا شيء مما يزيد في بلبلة الأوضاع وإرهاب المواطن وتحميله أكثر مما يحمله من المتاعب، هذا ما عندي وأما كيف يكون ذلك؟ فهذا متروك لهم، هم أرباب الحكم، ان الذي استطيع ان أقوله ان الوضع لم يعد يسمح بالتراخي وان على جميع المسؤولين ان يفكروا بحل ما وعليهم ان يتحركوا بأسرع ما يمكن من الوقت وبصورة جازمة لأخذ القرار الذي ينقذ البلاد وإلا فإما ان يتفقوا وأما ان يرحلوا.

"السياسة": هل تؤيدون مبادرة الرئيس سليم الحص التي تدعو إلى عقد مجلس وزراء للاتفاق على استقالة رئيس الجمهورية والحكومة وتشكيل حكومة انتقالية؟

المفتي خالد: أظن إجابتي واضحة، قلت انه ينبغي على أركان الحكم ان يأخذوا موقفا حاسما وان يحزموا أمرهم، فأما أن يقرروا إنقاذ البلد بأي شكل من الأشكال وأما أن يرحلوا. فالمطلوب من الحكومة والحكم أن يبحثوا عن حل وأن يوجدوا مخرجا وان يحققوا للبلد انتصارا على هذه المأساة، كيف هذا؟ الأمر متروك لهم، أما ان يجدوا الحل وأما ان يرحل الجميع.

"السياسة": كيف يمكن كسر حالة الجمود ووضع البلاد على سكة الحل؟

المفتي خالد: لا شك ان التقاء كل السياسيين والبحث عن المخارج وإيجاد البادرات الفعالة كلها وسائل لتحريك الوضع الجامد وعدم البقاء في حالة من الجمود والموت.

"السياسة": هل عندكم أي صيغة معينة أو تصور ممكن أن يؤدي إلى مدخل للحل؟

المفتي خالد: طبعا هناك مساع وأنشطة سياسية مثلا يسند لغبطة البطريرك نصر الله صفير انه يحمل بعض الأفكار وكما يسند إلى الرئيس الحسيني بأنه لديه بعض التوجهات وكذلك بعض الساسة الآخرين، هناك أنشطة وراء الكواليس تقوم بنشاطات قد تكون غير معلنة ولكنها نشاطات بالفعل لا تتخلى عن الواقع وتحاول جهدها ان تبلسم الجراح وتعدل الواقع وتتجه به إلى ما يحسن الأوضاع ويعود بالبلاد إلى الاستقرار. هذه من التحركات السياسية الايجابية، المسؤولون لم يسلموا سلاحهم السياسي والفكري والوطني ولكنهم ما زالوا يحملون هذا السلاح ويتصدون للمشكلة والأزمة ويحاولون معالجتها بالوسائل المتوفرة لديهم أما عن طريق الحوار الداخلي وأما عن طريق اللقاءات التي يعتقدونها مع المسؤولين من المعنيين بالأزمة من كل الفرقاء، وأما بوسائل أخرى كالتي يتابعها كل واحد منا.

"السياسة": برأيكم هل الاتفاق الثلاثي يمكن أن يشكل مدخلا أو صيغة حل؟

المفتي خالد: هو المدخل الأساسي للحل وينبغي ان يعيره الجميع ما يستحقه من الأهمية، وأظن أنه إن صفت النوايا وأخلصت يمكن أن يوصلنا إلى ساحل السلام.

"السياسة": هل أنتم مرتاحون لاتفاق دمشق الثاني المتعلق بإعادة الأمن إلى بيروت الغربية والمخيمات الفلسطينية؟

المفتي خالد: أنا مرتاح لهذا اللقاء، ومرتاح جدا إلى قراراته، ومرتاح إلى خلفيات الذين كانوا مجتمعين في هذا اللقاء، ولكن الآن المطلوب من الذين بيدهم الأمر أن يزيدونا راحة بأن يضعوا هذه القرارات موضع التنفيذ.

"السياسة": هل سينفذ هذا الاتفاق هذه المرة أم انه سيلاقي نفس المصير الذي لاقاه اتفاق دمشق في السنة الماضية:

المفتي خالد: الذي نعرفه أن الجميع وبالذات المسؤولين السوريين عازمون على أن يضعوا هذه القرارات موضع التنفيذ وهناك إرادة حاسمة وراء هذه القرارات هناك اتجاه صادق وهناك نوايا مخلصة لوضع القرارات موضع التنفيذ، وهذا ما بدا لنا لذلك فإن القرارات ليست ضائعة ولن تضيع بإذن الله.

"السياسة": هل نفهم بأن الاتفاق سينفذ هذه المرة؟

المفتي خالد: هذا ما نتصوره ونأمله.

"السياسة": هل يعني ذلك أن بيروت الغربية سترتاح من الفلتان الأمني؟

المفتي خالد: طبعا، إذا نفذ الاتفاق وأخذ طريقه إلى التطبيق لا شك ان المنطقة ستعود إلى وضعها المرتاح.

"السياسة": بيروت الغربية تعيش حالة توتر مذهبي وبالتحديد سني – شيعي، بعد حوادث الطريق الجديدة من هو المسؤول عن هذا التوتر؟ وما هو المطلوب لإزالته؟

المفتي خالد: هذه أوضاع كانت في الماضي وهذا التوتر كان في الماضي، أما الآن فبدأ ينحسر كما يبدو لنا وكما ينقل إلينا والحمد لله، فالمسئولون في كل الفرقاء جادون على ان يزيلوا أسباب هذا التوتر، وأن يعملوا بكل ما وسعهم لنشر كل وسائل الأمن وعوامل الارتياح في الأرض وفي الأجواء، وهم بهذا الصدد عاملون، والذي يصل الينا من الكثيرين، بالرغم من وقوع بعض الأحداث حتى الآن من مداهمات وفتح مكاتب فإن هناك عزيمة ونية صادقة ملموسة لدينا بأن المسؤولين في القوى العسكرية والميليشيات غير راضين عن هذا الذي يقع، وهم يعملون بكل نشاط وبكل اخلاص لتحقيق مضمون قرارات اللقاء الاسلامي ويزيلوا كل المظاهر المسلحة ويلغوا المكاتب وينفذوا كل القرارات.

"السياسة": لماذا لم تتوقف حرب المخيمات بالرغم من وجود عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار ومن هي الجهة التي تعمل على تأجيجها؟

المفتي خالد: من المصائب ما يكون شوكة أحياناً، وعندما تزال هذه الشوكة يزول معها الألم، ومن المصائب ما ليس شوكة وإزالة هذا الألم ليس أمراً سهلا، ولا بد من فترة زمنية ولا بد من محاولات عديدة قد تنجح أحيانا وقد تفشل احيانا أخرى حتى نصل في النهاية الى التوفيق الكامل، فالنوايا ما دامت قد أجمعت أمرها، وكذلك العزائم قد توكلت على الله وازادت بعد كل ذلك ان تتخلص من هذا الوضع المتردي والمتفجر، سواء أكان داخل المخيمات أو خارجها في المنطقة الغربية أو غيرها، هذه بداية جيدة البداية التي سيلحقها في ما بعد هو ما تراه الآن وتقرأ عنه من التقاء الوزراء برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وكذلك القادة العسكريين لأجل تكوين القوة النظامية لحملها على الانتشار وتسهيل هذا الانتشار، وإيجاد النقاط والمراكز التي يجب أن تكون فيها وغير ذلك من الإجراءات التي هي مقدمة لاستلال الآلام واستلال المظاهر الصعبة والعذاب الذي نسمع ونقرأ عنه في حرب المخيمات، إن شاء الله عندما ينتهي هؤلاء من أعمالهم وتبدأ الخطوة النظامية نكون قد اتجهنا بشكل ايجابي نحو البدء في استلال هذا المرض المتفجر في المخيمات وخارج المخيمات.

"السياسة": ولكن حرب المخيمات يبدو أن لها عوامل اقليمية وأنها ليست حربا محلية؟

المفتي خالد: الملاحظ ان اللقاء الاسلامي لم يلتق محليا انما التقى في منطقة اقليمية التقى في جو اقليمي والمعالجة كانت في الاطار الاقليمي، فلذلك نقول ما قلناه واتصور ان المعالجات قد تكون بدايات لانجاح المهمة ايقاف حرب المخيمات. المرض ليس دائماً شوكة بل قد يكون اثراً من آثار الشوكة، قد يكون شيئا اخر، لذلك لا تنتظر ان تحسم نهائيا ولكن انتظر ان تكون لك بدايات حسنة والبدايات الحسنة قد تؤدي بك في النهاية الى نهايات حسنة

"السياسة": هل تؤيدون عودة الوجود الفلسطيني المسلح الى بيروت كما كان عليه الوضع قبل الاجتياح الاسرائيلي في سنة 1982؟

المفتي خالد: اجبت على هذا السؤال اكثر من مرة، والجواب عليه واضح: كلنا متفقون بان لا نسمح بشكل من الاشكال بأن يعود الوضع الفلسطيني بمثل ما كان عليه قبل 1982، وقلنا في البيان الذي صدر عن اللقاء الاسلامي الموسع، باننا نرفض الأمن الحزبي والامن الفئوي والامن الذاتي، فهذا مرفوض بالنسبة للجميع واذا كان مرفوضا بالنسبة الى اللبنانيين فهو بالنسبة للفلسطينيين مرفوض من باب اول، فنحن نعامل انفسنا بمثل ما نعامل اخواننا الفلسطينيين، هم اخواننا وهم ابناؤنا وعليهم ما علينا ولهم ما لنا ومن حقنا عليهم ان لا يكون وجودهم سببا في اذى يقع عليهم ويقع علينا، ولذلك المطلوب وهذا ايضا متفق عليه بيننا وبينهم في غالبيتهم وفي غالبيتنا، المفكرين السياسيين فيهم الذين يوافقوننا على ان لا عودة الى ما قبل سنة 1982.

"السياسة": هل ترون ان المعطيات الاقليمية والدولية مؤاتية لحل الأزمة اللبنانية؟

المفتي خالد: على كل حال سواء كانت مؤاتية ام لم تكن مؤاتية، هناك على الارض بوادر وأوضاع الأوضاع سيئة جدا وتتطلب التحرك والبحث عن ايجابيات لإنقاذ الإنسان والمواطن مما هو عليه، وهناك بوادر متجاوبة مع حاجة الإنسان ومتطلباته، اذن المطلوب من اليوم ان لا نضع السدود في وجه هذه التحركات، المطلوب هو ان نشجع كل تحرك يهدف لانقاذ البلد ومساعدة الشعب للخروج من الأزمة بسلام هذا هو المطلوب بعد ذلك نصل او لا نصل، هذا موضوع متروك للزمن.

فلو ان كل انسان يبحث على ما سيصل إليه وهل يصل او لا يصل مئة بالمئة لادى ذلك الى ان يقف الإنسان ولا يتحرك ولا يعمل، ولا بد ان تعمل وتتحرك متكلا على الله سبحانه وتعالى الى ما عنده من خير فقد تنجح او قد تفشل، فليست هي عملية حسابية بالارقام بل هي عملية مصير، والمصير كله بيد الله سبحانه وتعالى وعلى الإنسان ان يبحث عن مخرج وان وصل فقد فاز وان لم يصل فقد ادى ما يطلب منه او يؤدي وقد عمل ما كان المفروض منه ان يعمله من مساع توصله الى ما يحقق اماله في النجاح والتوفيق.

"السياسة": حسب المعطيات المتوفرة لديكم، هل الجو الاقليمي والدولي يسمح بحل الازمة اللبنانية؟

المفتي خالد: إذا سألتني هذا السؤال بالشكل الجازم، أقول لكم نعم.

"السياسة": هل يمكن إعطاء تفاصيل عن هذا الأمر؟

المفتي خالد: مثلا التحرك الروسي من الايجابيات، هناك زيارة الرئيس الحسيني، تصريح السفير الروسي بعض اللقاءات التي تجري خارج المنطقة، كلها بين الروس والاميركان هناك بعض التحركات العربية الايجابية، الأساسية المنطلقة من الشقيقة سوريا هذه كلها معطيات.

"السياسة": ولكن هذه الايجابية الأساسية من سوريا موجودة منذ سنوات؟

المفتي خالد: موجودة من زمان ولكنها الآن اتسمت بزخم أكثر وفعالية اكثر.

"السياسة": ولكن رغم التحرك المحلي والاقليمي والدولي، ليس هناك ما يدل على ان الفرج اصبح قريبا؟

المفتي خالد: انا لم اقل ان الفرج قريب، ولكن قلت انه علينا ان نعمل ويمكن ان يكون الفرج قريبا، انا لا اجزم، انا قلت انه علينا ان نبحث وان نجتهد وان نلتمس الحلول والمعالجات، فان وصلنا فهذا ما نريد وان لم نصل نكون قد ادينا ما علينا، هذا الذي قلته، هذا معناه اننا عندما نبحث فان الله معنا.

"السياسة": كثر الحديث في الاونة الاخيرة حول صفقة اقليمية دولية لحل الازمة اللبنانية ما هو رأيكم؟

المفتي خالد: كلام لا يزال في اطار الحديث الذي قلته.. ليس عندي اي تفاصيل حول هذا الموضوع.

"السياسة": مع استمرار المأزق السياسي والتدهور الامني والاقتصادي توجد مخاوف من حدوث مجاعة أو ثورة اجتماعية هل هذه المخاوف في محلها؟

المفتي خالد: بوادر اللعب بالدولار هذه اللعبة الخطيرة الجهنمية التي تحدث الان هذه اخطر ما يعانيه الانسان اليوم، الذين يلعبون لعبة الدولار، فيشترون ثم يبيعون ويتاجرون بوجود الإنسان، هؤلاء جماعة لا يخشون الله ولا ضمير لديهم، كنا نتمنى ان تكون التحركات العسكرية المسلحة في وجه هؤلاء لا في وجه الشعب، كنا نتمنى ان تتجه كل هذه القوة نحو هؤلاء الذين يلعبون بالدولار ولكن مع الاسف اتجهت كل هذه القوى على هذا الإنسان المعذب فوق مصائبه بالتدهور الامني والتقاتل والجروح والدمار الذي يقع على رأسه، فوق ذلك جاء الانهيار الاقتصادي فهذا اخر ما يعانيه الإنسان وعلى جميع القوى وجميع الذين يغارون على هذا الإنسان ان يعملوا ما في وسعهم لوقف هذا التدهور الاقتصادي.

"السياسة": هل هناك خوف من حدوث مجاعة؟

المفتي خالد: طبعا اذا استمر هذا الواقع ودون مبالاة من المسؤولين ودون ان تكون هناك خطوة حاسمة، لا شك ان الانسان سيصاب بنكسة خطيرة قد تكون من اثارها هذه المجاعة، الواضح لدى كل الذين يحسبون ان الألف ليرة التي يقبضها الإنسان تساوي بحساب الدولار 60 ليرة، فكل موظف اليوم وهؤلاء الذين يشكلون المجموعة المتوسطة من الشعب أحسنهم لا يتقاضى راتبا يزيد عن عشرة آلاف ليرة وأقلهم لا يزيد عن 2500 ليرة لبنانية فمعنى ذلك ان راتب الموظف العادي لا يزيد عن 200 او 150 ليرة لبنانية في هذا الظرف الخطير، فماذا يستطيع الإنسان ان يفعل بهذه الكمية القليلة من الراتب، في هذا البحر من التفجر الاقتصادي وفي هذا التمدد في الاسعار بشكل لا هوادة فيه ولا رحمة وبدون مراعاة مصير الإنسان؟ لا شك ان الايام ان طالت على هذا الشكل، ان بعض المسلحين يخطفون البنزين ويتاجرون به، وبعض المسلحين يدخلون على بعض المحلات التجارية ويفرضون الخوات عليها، وكذلك الدولار يرتفع ارتفاعا دون حدود ودون مراقبة، لا شك ان النتيجة ستكون وخيمة جدا على هذا الإنسان وستطال كل المواطنين دون رحمة ودون مراعاة.

"السياسة": تكلمتم عن خطوة حاسمة، ما هو المطلوب لوقف التدهور الاقتصادي ولجم سعر الدولار؟

المفتي خالد: يجب أن يفكر الخبراء الماليون والمسؤولون في المراكز المالية الكبرى في لبنان عليهم ان يفكروا في اجراءات لوضع حد للمتلاعبين بسعر الدولار ولا يسمح بالبيع والشراء في هذا الشكل الذي يرفع الدولار على هذه الصورة الخطيرة، فخلال شهر ارتفع الدولار ما لا يقل عن 20 ليرة لبنانية فهذا الشيء غير متصور وقوعه، وطبعا ستكون نتيجته خطيرة، وأقل ما يقال فيها إنها قد تسبب مجاعة للناس، فعلى هؤلاء المسؤولين أن يفكروا بالإنسان الذي يعيش على الأرض هذا الإنسان المسحوق المعذب الذي دمر بيته وهجر من أرضه، وخطف ابنه وكذلك منع من ان يعمل وسدت في وجهه أبواب الرزق، ثم فوق ذلك يزيدونه سحقا وطحنا، بان يرفعوا قيمة الدولار بهذا الشكل الذي لا حدود فيه، لا شك ان هذا منتهى التخلي عن الضمير والتخلي عن الشعور بالمسؤولية الإنسانية في هذه الفترة من الزمان التي تحتاج إلى منتهى الدقة في مراعاة الإنسان والمحافظة على شعوره وخدمة مآربه والعمل بكل إخلاص في سبيل إنقاذه من آلامه التي يعانيها.

"السياسة": هل تؤيدون إنهاء مقاطعة الحكم للجم التدهور الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار؟

المفتي خالد: أجبتك في أول الحديث بان على الحكم ان يحزم أمره، على الحكم ان يبحث عن مخرج أما ان يأخذ القرارات التي تنفع البلد ويعمل على ان ينقذه من آلامه وهمومه ومشاكله وأما ان يرحل.

"السياسة":ما هو تقييمكم للقاء الذي تم بينكم وبين غبطة البطريرك نصر الله صفير؟

المفتي خالد: كان لقاء جيدا، ولقاء مفيدا، وأرجو ان تكون له انعكاساته الجيدة، أيضا، ونحن ننتظر عودته لعله يكون منه ما يفيد القضية ويساعد على حلحلة أوضاعها.

"السياسة": هل تم بحث سبل إيجاد حل أو حلحلة الأمور في البلاد؟

المفتي خالد: نحن بحثنا ضمن حدود والتمسنا عرض الحلول ووضعنا هذه كلها بين يدي غبطته ونرجو أن يوفقنا وإياه الله سبحانه وتعالى، لما فيه مصلحة البلد.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة