أبدى "اللقاء الاسلامي" أمس تخوفه "من خطورة استمرار الوضع الأمني المتفجر، وأكد على ضرورة ايجاد معالجة سريعة لايقاف مسيرة العنف. وطالب بالتزام وقف النار وشجع عودة الحياة النيابية الى سابق عهدها واستغرب الهجمة على النواب ودعا الى اعتماد الحوار ونبذ الغنف".

فقد عقد "اللقاء الاسلامي" جلسته الاسبوعية قبل ظهر أمس في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد وحضور السادة الرئيس رشيد الصلح والنواب زكي مزبودي وجميل كبي وناظم القادري والوزراء السابقين الدكتور نسيب البربير والدكتور محمد كنيعو وفؤاد البزري وأمين البزري. وجرى التداول في المستجدات الأمنية والسياسية وما طرأ في شأن وقف النار والحل العربي واتخذت في النتيجة المقررات الآتية:

"أولاً: في المستجدات الأمنية:

تخوف المجتمعون من خطورة استمرار الوضع الأمني المتفجر الذي ما زال ينعكس بفعل القصف العشوائي استهانة بأرواح الناس وممتلكاتهم وتفاقما لموجات الذعر والرعب وسيادة للفوضى والضياع والتشرد. فالناس المتضررون واللاهثون وراء سراب بعض الأمان يبيتون في العراء والساحات العامة وعلى الطرقات. يفترشون الأرض أو ينامون في سياراتهم في اوضاع متعبة وتعيسة. وبعضهم يأوي الى المكاتب  والمساجد وزوايا العمارات المهدمة. فالشعب لم يعد قادرا على التحمل ولا بد من معالجة سريعة تسكت المدافع وتوقف مسيرة العنف نهائيا. وعلى ذلك فإن اللقاء يطالب الافرقاء المتقاتلين التزام وقف اطلاق النار الذي أعلنه رئيس لجنة المساعي العربية الحميدة مع تكرار المطالبة بسحب السلاح المدمر من الشوارع والساحات العامة رحمة بالناس ورأفة بمصالحهم وحرصا على صمودهم ومعنوياتهم.
كما يطالب الأمانة العامة للأمم المتحدة بالتحرك السريع لوقف الممارسات الاسرائيلية العدوانية على أرض لبنان ومع شعبه في منطقة الجنوب والقرى الحدودية والزامها بالانسحاب فورا من كل الأراضي اللبنانية تنفيذا للمقررات المتخذة.

ثانياً: في معاناة أهالي شبعا وسائر قرى العرقوب:

توقف المجتمعون أمام هول الأعمال العدوانية الإسرائيلية التي يتعرض لها الأهالي في شبعا وسائر مناطق العرقوب بإشكال متعددة وأعربوا عن تقديرهم البالغ لصمود أبناء المنطقة ونضالهم ضد ممارسات المحتل الغاصب وفي مواجهة ضغوطه القاسية والظالمة التي تهدف الى تطويعه وتطبيعه والهيمنة على أرضه وممتلكاته.

وإذ يوجه اللقاء التحية إلى هؤلاء المناضلين الصامدين يتوجه الى كل المسؤولين المعنيين على اختلاف مواقعهم عربيا ومحليا طالبا اليهم بالحاح شديد أن يساعدوا أهالي شبعا والعرقوب وسائر القرى الحدودية بموجبات الصمود ويحركوا المجتمع الدولي من أجل القيام بعمل جدي يوقف تصرفات العدو الاسرائيلي الظالمة عند الحدود التي تقضي بها القرارات الصادرة والاتفاقات المعقودة طبقا لما تقضي به المواثيق والاعراف الدولية.

ثالثاً: في المستجدات السياسية:

توقف المجتمعون باهتمام بالغ أمام حركة التواصل والتلاقي التي تتم بين النواب بقدر ما تسمح لهم به الظروف شرقا وغربا مصرين عبر بياناتهم التوفيقية عن إصرارهم على العودة الى الاجتماع لكي يتابعوا دورهم الوطني الفاعل داخل ندوتهم البرلمانية معبرين بذلك عن تطلعات شعبهم وأحاسيسه داعين الجميع الى اعتماد لغة الحوار ونبذ العنف.

واللقاء الذي يشجع على عودة الحياة النيابية الى سابق عهدها، يطالب المسؤولين بازالة العراقيل من وجه اجتماعات ممثلي الشعب تمكينا لهم من العودة الى التلاقي والعمل البناء.

رابعاً: في نتائج أعمال اللجنة العربية:

ما زال المجتمعون يتطلعون بكثير من الأمل الى لقاء تونس الذي ينعقد مساء اليوم للنظر في نتائج اعمال لجنة المساعي العربية التي سوف تعرضها على وزراء الخارجية العرب. وهم يجدون فيه مناسبة تاريخية لا بد من استغلالها وعدم اضاعتها فيحقق العرب من خلالها خطوات مهمة على طريق حل أزمة لبنان.

وطالب اللقاء الوزراء العرب المجتمعين في تونس بأن يكونوا على مستوى المسؤولية القومية الضخمة التي تواجههم فلا يتركوا لبنان الواقف في أعلى منزلق خطير يتدحرج في اتجاه الهاوية خصوصا انهم يحظون بتأييد عالمي كامل وفي يدهم امكان الانقاذ مع الاشارة الى ان العدوى السرطانية قد تنتقل الى سائر انحاء الجسم العربي.

خامساً: في حوادث الأردن:

اطلع المجتمعون على ما تناقلته وسائل الاعلام حول الحوادث الذي يشهدها الأردن الشقيق في بعض مناطقه.

فاللقاء الذي يقلقه وقوع أي اضطراب وفي أي بقعة من العالم وبخاصة من أرض الأمة العربية يسأل الله تعالى أن يحفظ الأردن الشقيق من كل سوء ويبقي عليه أمنه واستقراره.

على صعيد آخر وجه المفتي خالد برقية إلى أمين عام الجامعة العربية الشاذلي القليبي والى وزير الخارجية الكويتي رئيس لجنة المساعي العربية الشيخ صباح الأحمد الصباح وذلك لمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب وجاء فيه:

لمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب للمدارسة في الأزمة اللبنانية وأخذ القرارات المناسبة نتوجه إليكم من قلب بيروت الصامدة والصابرة على العذاب الأليم، ومن تحت الأنقاض والدمار المخيف الذي طال كل شيء ولم يوفر حرمة ولا كرامة ولا مصلحة ولا مؤسسة صغيرة أو كبيرة، إنسانية أو تجارية شخصية أو عامة لنقول لكم باسم لبنان مسلمين ومسيحيين ان البلاء قد عم وطال واشتد وان استمرار التحمل صار فوق طاقة المواطن أياَ كانت قدرته ومكانته وان المطلوب منكم رئيسا وأعضاء المبادرة الحاسمة للضغط لضمان وقف إطلاق النار وكف شر حرب ضروس لا خير فيها ولا رجاء منها واتخاذ القرار الضمان لانعقاد مؤتمر القمة العربي بأسرع وقت ممكن لمعالجة الأزمة اللبنانية الخانقة ووضع حل لها يكفل للبنان سيادته وحريته واستقراره في ظل ديمقراطية عادلة متوازنة يسعد بها الجميع مع ضرورة أخذ الموقف الشديد بضرورة تطبيق القرارين 425 و426 القاضيين بالانسحاب الاسرائيلي من الأرض اللبنانية الطامع بها وبمياهها ولا أدل على ذلك من القرار المتخذ أخيراً من إسرائيل بالنسبة لمصادرة أملاك أهالي وسكان شبعا والقرى الحدودية.

إن أي تأخير باتخاذ هذه القرارات والمواقف سينعكس مزيداً من التردي الأمني والعسكري والسياسي ومزيداً من الدمار والخراب والموت والآلام لجزء من أمتكم عانى الكثير ويستحق منكم النجدة والغوث.

وكان المفتي خالد اجتمع ظهرا في مكتبه برئيس جمعية المقاصد تمام سلام مهنئاً بسلامة نجاته وعائلته من القصف الذي تعرض له منزله مؤخراً كما جرى عرض لآخر التطورات السياسية في ضوء التحرك العربي والدولي.

كما التقى القاضي حسين حمدان ثم الدكتور محمد علي موسى وسفير لبنان السابق في واشنطن ابراهيم الأحدب.

وتلقى المفتي خالد اتصالات من محافظ بيروت بالوكالة جورج سماحة، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير صلاح ستيتية، الرئيس شفيق الوزان، المستشار الاعلامي في السفارة الفرنسية فرنسوا أبي صعب الذي هنأه بالسلامة وبلغه تهنئة السفير الفرنسي وجميع أركان السفارة مستنكرين القصف الذي تعرض له منزل سماحته ودار الفتوى.