إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 29
الاثنين 20 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : حلول شهر رمضان المبارك
التاريخ : 1984-08-30
المرجع : جريدة السفير

• التعامل مع إسرائيل حرام
• دعوت المسلمين الى نبذ اليهود ومجاهدتهم حتى يخلوا مقدساتنا ويخرجوا من أوطننا
• إن عدوان اسرائيل ليس عدوانا سياسيا انه عدوان ديني قبل ذلك وبعد
• بورك بجهاد المجاهدين للدفاع عن المسجد الأقصى وفلسطين والأردن
• بورك بجهاد المجاهدين المنتشرين في سواحل الشام وبالذات من صيدا الى صور والى كل موقع من الجنوب والبقاع الغربي وراشيا
• تحية إكبار الى شكل من أشكال المقاومة

اكد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد ان "التعامل مع اسرائيل حرام"، ودعا المسلمين "في اي مكان كانوا الى نبذ اليهود ومجاهدتهم حتى يخلوا مقدساتنا ويخرجوا من اوطاننا".

وقال المفتي في كلمة وجهها امس لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك "ان عدوان اسرائيل ليس عدوانا سياسيا، انه عدوان ديني قبل ذلك وبعده"، وبارك "بجهاد المجاهدين للدفاع عن المسجد الاقصى وفلسطين والاردن، وبجهاد المجاهدين المنتشرين في سواحل الشام وبالذات من صيدا الى صور وكل موقع من الجنوب والبقاع الغربي وراشيا".

ولاحظ "ان ما نراه اليوم في الحكم الجديد من همة نحو التعاون والخير وتدعيم لاسس السلام، واتفاق على اشاعة مبادئ العدالة والمساواة بين المواطنين كافة، هو خطوة بناء باتجاه الاصلاح، تشجع على التفاؤل وعلى دعم مسيرته".

وهنا النص الحرفي لكلمة مفتي الجمهورية:

"الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وسار على نهجه واقتدى به الى يوم الدين.

اما بعد، يهل علينا شهر رمضان هذا العام من جديد والجراح تنزف دما والمصائب تنصب على جموعنا من كل صوب من ارض لبنان وسمائه، انصباب الهول في اليوم الشديد، والعقول قلقة حائرة وكبر الارض مغتصب من العدو الصهيوني، الذي ما زال ينتهك المقدسات والمحرمات ويقتل من النساء والرجال والاطفال ما شاء، ويعتقل منهم ما شاء، ويهدم البيوت ويعيث في الارض فسادا ويتركها وراءه دمارا وخرابا.

ولكنه يهل علينا هذا العام، والقلوب والحمد لله ما تزال عامرة بالايمان بالله، والاقدام رغم كل ما تلقاه النفوس من عنت وضيق ما تزال ثابتة على ارض الوطن، متجذرة في ترابه حتى العمق، والسواعد ما تزال تضر العدو الصهيوني كل يوم بلا كلل، عن عقيدة راسية ويقين راسخ بان نصر الله قريب وان وعده لن يخيب وهو القائل:

"وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلون علوا كبيرا فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فاذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليبتروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم ان يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا". الاسراء 4-8.

ان هذا الشهر هو شهر القرآن، انزله الله في ليلة مباركة من لياليه، وقد ورد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة وصغرت الشياطين"، وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطب بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان وقال: يا ايها الناس قد اظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من الف شهر، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب اليه فيه بخصلة من الخير كان كمن ادى فريضة في ما سواه، ومن ادى فريضة فيه كان كمن ادى سبعين فريضة في ما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة".

ايها المسلمون،

ان اجمل ما تستقبلون به هذا الشهر في هذه الظروف الصعبة، هو الطاعة الصادقة لامر الله، والتوبة النصوح له، وهو الذي يخاطبكم بقوله: "يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يجزي الله النبي والذيني آمنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم، يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير".

ورسوله يقول في ما رواه عنه الاغر ابن يسار المزني: "يا ايها الناس توبوا الى الله واستغفروه، فاني اتوب اليه في اليوم مئة مرة".

ايها المسلمون

ان اعتزام الطاعة الصادقة والتوبة النصوح هو احلى واعظم ما تستقبل به رمضان،لان فيه قصدا الى وصل ما انقطع من ارتباط مع الله، ورجوعا الى صراطه المستقيم واصرارا على الالتزام بعهده من الاستمساك بحلاله والابتعاد عن حرامه، فالمسلم في توبته الى الله يستعيد ذاته الضائعة في متاهات الهوى والغواية ويرى نور الحق فيشتد به عوده وتتصلب ارادته وتستعصي على كل ظالم عتل، فتصغر في عينه الدنيا ومغرياتها وتهون عنده الحياة ومفاتنها ويستبسل في الدفاع عن الحق الذي استنار به ويجود بنفسه وماله وكل ثمين ليعلي لواءه ويجاهد فيه جهاد المسلم الصادق دفاعا عن المظلومين والمقهورين واعتزازا لمعنى العدل والحرية والسلام، قال تعالى:

"ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان للصائم عند فطره دعوة ما ما ترد" وقال: ان الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه ايمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه"
واذا لازمت الطاعة والتوبة الصوم، فان الصوم لله ملازم لمغفرة منه ورضوانه، فليكن استقبالنا رمضان بهذه الروح حتى تفتح لنا ابواب الجنة وتظلنا مغفرة الله ورحمته، فانها تجارة مع الله مضمونة الربح، لان منطلقها البذل وليس الكسب واول اوجه البذل في فريضة الصوم هو ما رواه ابو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: "لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم، والصيام نصف الصبر" وثاني اوجه البذل في فريضة الصوم هو تربية الارادة والتسامي بها. فالصائم يسمو بارادته ويربيها على التحكم في رغائب نفسه التي تعودت على الكسب والامتلاك، وانساقت وراء الوان من الشهوة والانحلال فيحجم عن ذلك ويدفع بها في طريق البذل على اي صعيد لتعطي من مالها ان اقتضى الحال الى الفقراء والمساكين والضعفاء، ولتعطي من ذاتها اذا اقتضت الظروف في ميادين الجهاد ومجابهة العدو الجائر". بل يجلس منها مجلس المحاسبة الرقيبة، في كل خطوة يخطوها... والمحاسبة هي حديث النفس مع ذاتها.. والمحاسبة عندما تكون في طاعة الله هي ارقى درجات الارادة. فهي بين المرء وربه ولا يطلع عليها احد غيره، ومن ثم فهي تصقال معدته وتنتقي ضميره وتسمو بنفسه الى اصفى الاحوال التي تسلك به سبيل الصلة بالله سبحانه. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي عن رب العزة "كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر امثالها الى سبعمئة ضعف الا الصوم فانه لي وانا اجزى به".

ايها المسلمون

اذا كان الصوم يطهر النفس ويعزز الارادة، ويبعث على الصبر ويشجع على اخراج الصدقات وبذل الزكاة التي فرضها الله وجعلها في ماله حقا للفقراء والمساكين ويدفع الانسان الى لون من الجهاد مع ذاته، فاننا في المعركة المصيرية التي نخوضها اليوم ضد العدوان الاسرائيلي على مقدساتنا واراضينا وارزاقنا ومصائرنا احوج ما نكون الى فريضة الصوم بابعادها المعنوية وآثارها النفسية والخلقية والجهادية نمارسها لنكتسب بها كل مقومات الصمود والمواجهة والصبر.

اننا اليوم ايها الاخوة في معركة مع تعسف وظلم وقهر اسرائيل المدعومة بتعسف وظلم وقهر الاستعمار المقنع باشراق حضاري كاذب، وقد اجاز الله لنا بان ندافع عن انفسنا واموالنا وديارنا ضد البغاة المعتدين، فقال تعالى واصفا المؤمنين بقوله: "والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزناقهم ينفقون والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون" الى ان يقول: "ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل، انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم".

ان للظالمين المعتدين نهاية محتومة، ولئن تمسكنا بحبل الله واقمنا على طاعته والتزام حدوده، فلا د من ان يساعدنا بوحدتنا وعزمنا واصرارنا وارادتنا، واذا اخر الله اهلاك الظالم فلا يعني تركه مسترسلا في ظلمه، وهو الذي يقول: "وكأي من قرية امليت لها وهي ظالمة ثم اخذتها والى المصير". وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ان الله ليملي الظالم فاذا اخذه لم يفلته" ثم قرأ "وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة، ان اخذه اليم شديد".

وكما يكون انتقام الله في الظالم واخذه له بريح عاصف او صاعقة او زلزال، يكون ايضا بأيدي المؤمنين وعملهم ومجاهدتهم، وقد قال بعض الصالحين: "ان لله رجالا اذا ارادوا اراد ويقف معهم ويهديهم سبلهم ويكشف لهم مغاليق الامور ويثبت لهم قلوبهم واقدامهم ليردوا الظلم عن انفسهم ومقدساتهم وعن ارضهم وارزاقهم. وهؤلاء الذين يناضلون اليوم في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا وفي كل شبر من الارض المحتلة من اسرائيل قد امدهم الله بقوة لم تعرفها الحروب مع العدو الاسرائيلي الظالم من قبل، لقد انبروا له يتحدونه رغم عدم تكافؤ القوى بينهم وبينه بصبر واباء ويناضلونه ببطولة نادرة ليحرروا انفسهم وارضهم وينازلونه في كل مكان يزلزلون الارض من تحت اقدامه، حتى حملوه على الاعتقاد بخطأ حساباته وعلى اعادة النظر في وضعه...

وان مزيدا من هذه العزيمة والارادة الصامدة التي هي من ارادة الله، تكفل بعونه تعالى تحقيق وعده بنصر عباده المؤمنين المظلومين وهو الذي يقول:

"يا ايها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم واضل اعمالهم، افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالها. ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم".

ايها المسلمون،

ان عدوان اسرائيل ليس عدوانا سياسيا فحسب، انه عدوان ديني قبل ذلك وبعده، عدوان على ذواتنا وعلى مقدساتنا الاسلامية في القدس وفي كل مكان، وبالتالي عدوان على المسلمين الذين شاء الله لهم ان يكونوا وحدة بقوله: "ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون". وهو ايضا بشكل خاص عدوان على المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرجال الا الى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا" والذي يقول فيه رب العالمين: "سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، انه هو السميع البصير"، وان من العلماء من يرى ان ما حول المسجد الاقصى يبتدئ من القدس ويتنهي بسواحل البلاد الشام كلها، قال ابن عباس "هو بيت المقدس"، وقيل هو فلسطين والاردن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما رواه الامام احمد في مسند: "لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما اصابهم من اللأواء حتى يأتيهم امر الله، وهو كذلك "قالوا يا رسول الله واين هم؟ قال: "بيت المقدس واكناف بيت المقدس"، وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال لمعاذ رضي الله عنه: يا معاذ ان الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش الى الفرات، رجالهم ونساؤهم مرابطون الى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلا من سواحل الشام، او بيت المقدس فهو في جهاد الى يوم القيامة، "وروى عن معاذ بن جبل ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "يا شام انت صفوتي من بلادي وانا سائق اليك صفوتي من عبادي".

فبورك في هذا الشهر الكريم الصوم والصبر  والجهاد، وبورك بجهاد المجاهدين للدفاع عن المسجد الاقصى، وفلسطين والاردن، وبجاهد المجاهدين المنتشرين على سواحل الشام وبالذات من صيدا الى صور وكل موقع من الجنوب والبقاع الغربي وراشيا، وليعلموا جميعا انهم في دفاعهم ورباطهم في جهاد الى يوم القيامة، فتحية اكبار لكل شكل من اشكال المقاومة التي يبدونها ويسطرون بها تاريخ امتهم الحديث بمداد من الدم الزكي الذي لا يجف.

ايها المسلمون،

لقد ثبت قطعا بان العدو الاسرائيلي قد احتل ارضنا ظلما وبغيا، وعدا على كراماتنا وحرياتنا ودمر مساكننا، وهجر ابناءنا، وقتل واسر الكثير من شبابنا وابنائنا، وضرب اقتصادنا ومجتمعنا ونال بالاجمال من كياننا نيلا عظيما، واننا من اجل هذا نقول: ان التعامل معه حرام بقوله تعالى: "يا ايها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور" قال القرطبي: "يعني اليهود" وقال ابن مسعود انهم تركوا العمل للآخرة وآثروا الدنيا فيئسوا من ثواب الاخرة، واذا كان هؤلاء اليهود قد غضب الله عليهم اصلا، فان غضبه عليهم قائم بصورة اوضح في اجتياحهم لبنان وتدميرهم كل شيء فيه، بعد عدوانهم على سوريا ومصر والاردن، واذا كان هذا فعلهم معنا في ارضنا واوطاننا، وكذلك كان غضب الله عليهم فان التعامل معهم حرام، وان على جميع المسلمين في اي مكان كانوا نبذهم ومجاهدتهم حتى يخلوا مقدساتنا ويخرجوا من اوطننا وربوعنا، وان اي شكل من اشكال التعاون معهم من قبل بعض المسلمين، سيشجعهم على التمادي في الظلم، وعلى احكام قبضتم المجرمة على جموعنا ومواقعنا، كلها، في الجنوب والبقاع والجولان وفلسطين، وعلى مجموع الامة تحمل مسؤولية اي قرار في هذا الامر ليروا رأيهم فيه. لأن اجماع الامة هو مصدر من مصادر التشريع لا يجوز اغفاله بأي حال من الاحوال، وبخاصة في موقفنا من العدو الاسرائيلي القائم، وصراعنا معه حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين.

ايها المسلمون،

ليس الصيام جوعا وعطشا يمارسه المسلم نهارات شهر الصوم، بل هو مكابدة الهوى في النفس بالارادة المتسامية لتعزيز الحق.. انه تعال عن الشهوات وتطويع للنفس على تقوى الله والتمسك بكتابه الكريم وسنة رسوله الامين. فليس لله حاجة في ان يدع الصائم طعامه او شرابه ان لم تكن غاية الصوم كذلك، وان اولى اخلاقيات الصيام هي الاقلاع عن المعاصي والشرور، والتوقف عن التقاتل والتباغض وكف الاذى عن الناس، فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الصيام عن الاكل والشرب وانما الصيام عن اللغو والرفث فان سابك احداً وجهل عليك فقل اني صائم... اني صائم..".

ايها الاخوة انه لا صيام مقبول حتى تصوم الجوارح والقلوب عن الضغينة والاذى وحتى ترتفع الاخلاق فوق سلطان الغرائز. ولا صيام مقبول حتى نستبدل الانتقام بالسماحة والمحبة والرفق ليرفرف السلام في اجوائنا وليعود المواطن الى اخيه المواطن ليتعايش معه بصدق واخلاص.

واذا كنا نحرص في رمضان على ان نشيع اجواء السماحة والمحبة بين المسلم واخيه المسلم، فما الذي يمنعنا من ان نوسع هذا الحرص حتى يشمل باجوائه الرخية والرحبة كل ابناء وطننا من كل الطوائف لنعيش معهم في رحاب التفاهم والتعاون ننشئ يومنا ونبني وطننا ونقضي زماننا في ظلال الامن والطمأنينة والسلام.

اننا مع بدء الصوم نرى لزاما علينا ان نذكر بهذا المعنى، وان نكون نحن المسلمين القدوة في السمو باخلاقنا الى مستوى الخلق الانساني الذي علمنا اياه رسولنا الكريم الذي قال فيه تعالى:

"وما ارسلناك الا رحمة للعالمين". وان ما نراه اليوم في الحكم الجديد من همة نحو التعاون على الخير وتدعيم لاسس السلام، واتفاق على اشاعة مبادئ العدالة والمساواة بين المواطنين كافة، هو خطوة بناءة باتجاه الاصلاح، تشجع على التفاؤل وعلى دعم مسيرته في كل اتجاه للخلاص والانقاذ باذن الله.

وفقكم الله ايها المسلمون لاداء عبادتكم بما يرضي الله ورسوله، واخذ بأيديكم لما فيه خيركم وخير المواطنين جميعا، ولما يحقق استقرار السلام والامان في ربوعكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة