إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 28
الاحد 19 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : اللجنة العليا للقرن الخامس عشر هجري - احتفال ديني لمناسبة ليلة القدر
التاريخ : 1983-07-07
المرجع : جريدة اللواء

 • ممثل شيخ العقل الشيخ مرسل نصر: ما يجعلنا أكثر تمسكاً بالحق وأكثر صولة على اعداءه ويدفعنا اليوم الى دعوة اخوان لنا بالله على لجم المهرطقين الذي يجنون على دين الله وخلقه

• الشيخ مرسل نصر: شتان بين من يلبي حركة الخير والاصلاح وبين من يلبي حركة الجوارح وداعية الفتن، فيشعل الاحداث كبرا واستئثارا ويذهب بوطن ومواطنين

• الشيخ محمد مهدي شمس الدين: على اللبنانيين ان يتحدوا ويزدادوا اتحادا وتلاحماً

• الشيخ محمد مهدي شمس الدين: إن المطامح تهدم الوحدة الوطنية حين تدفع بأصحابها أن يتجاوزوا ما لهم من حقوق ليصادروا ما للآخرين من حقوق

• الشيخ محمد مهدي شمس الدين: نقف وسنقف دائما في وجه اي محاولة للهيمنة على الدولة ومصادرة الحريات من قبل أي فريق

• المفتي خالد: العدل والموازين الخلقية في لبنان متلازمين بل ومتلاحمين وفي هذا المفهوم تكمن قضية اللبنانيين الاساسية

• المفتي خالد: العدل والأخلاق هما ركيزتا التعايش الوطني اللبناني اللتان ينبغي ان تنبني عليها بنية الوطن التشريعية والادارية والعسكرية والسياسية

• المفتي خالد: إن مأساة حرب الجبل وتمزق الأرض اللبنانية وتقطع اوصالها بين الشمال والبقاع والجنوب هي صورة لمأساة الوحدة الوطنية وصورة لمحنة العدالة والمساواة في هذا البلد

أقيم في دار الفتوى مساء أمس احتفال ديني كبير لمناسبة ليلة القدر المباركة وذلك بدعوة من "اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري".

وكان في مقدمة الحضور سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد والرئيس شفيق الوزان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وممثل عن شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ محمد أبو شقرا، والرئيس رشيد الصلح، وسفراء الكويت وقطر والمغرب وتونس والقائم بالأعمال السعودي والقائم بالأعمال السعودي والقائم بالأعمال العراقي، وحشد من الشخصيات السياسية والروحية.

بدا الاحتفال عند التاسعة مساء بايات من الذكر الحكيم للمقرئ الحاج محمد زكريا الطقوش ثم ألقى عريف الاحتفال الشيخ أمين شحادة كلمة، قدم بعدها الخطباء.

وألقى الدكتور حسين القوتلي كلمة اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري، فرحب بالحضور "في دار هي دار اللبنانيين جميعاً".

كلمة الشيخ عقل ثم ألقى الشيخ مرسل نصر كلمة شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ محمد ابو شقرا وجاء فيها:

هذه هي الليلة المباركة التي جاءت فجرا للإيمان وحربا على الأوثان وعونا على العدوان نزل فيها القرآن العظيم تنزيلا من رب العالمين فاستحالت نورا ساطعا يغمر الأرواح وشروقا طاهرا يطيف بالقلوب، وتمثلت نداء صادقا الله من أمة عرفت: "لبيلك اللهم لبيك".

ولعل لنا من ذكرى ليلة القدر، أسوة حسنة وقدوة مباركة تتمثل بالخشوع لله، والوقوف على بينات من الهدى والفرقان.. ما يجعلنا أكثر تمسكا بالحق وأكثر صولة على أعدائه، ويدفعنا اليوم إلى دعوة إخوان لنا بالله على لجم المهرطقين الذين يجنون على دين الله وخلقه..

وشتان بين من يلبي حركة الخير والإصلاح وبين من يلبي حركة الجوارح وداعية الفتن، فيشعل الأحداث كبرا واستئثارا ويذهب بوطن ومواطنين غاسلا كفه من الإثم والعار وهو لم يكن لولاه..

إنا نسأل الله – والله يسأل- أن ينزل في ليلة القدر رغبة جديدة أكيدة في العيش الواحد، وينزع عن المنافقين لوسهم، ويقطع يدا امتدت تشق الصف اللبناني بعصبية عمرها التاريخ، وحقد إزكته الوصاية فتعاظم وتفاقم في نفوس حامليه وظهر في الأرض شرا ضرا لا زال يمتد في لبنان غير إنسان ومرفق من مرافق لبنان ومواطنيه..

إننا في رحاب ليلة قدسية السيماء عزيزة القضاء نقف بين يدي ذكراها مهللين مكبرين فنطاول في معناها أزهى معاني الحياة، وبعد فأعجب لليلة لا يساويها أو يدانيها الفجر نورا وولادة وسطوعا ففيها نور التنزيل وولادة الدين الحنيف وسطوع اليقين الكامن بالله تعالى ورسوله (ص) والتابعين...

كلمة شمس الدين بعد ذلك ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين الكلمة الآتية:

في التصور الشعبي لدى المسلمين العاديين ترتبط ليلة القدر بظاهرتين يلاحظهما المراقب بسهولة ويسر:

الظاهرة الأولى ارتباط ليلة القدر لدى كثير من المسلمين العاديين بظواهر حسية معينة فمن واتاه الحظ في تلك الليلة يشاهد ظاهرة حسية خارقة للطبيعة كانحناء جدار أو شجرة، وما إلى ذلك من مظاهر خضوع العالم الطبيعي لعظمة الله سبحانه وتعالى.

الظاهرة الثانية، وهي أكثر شيوعا ارتبط ليلة القدر بما أسميه المغفرة السهلة والانتصارات السهلة فما على الإنسان إلا أن يصلي ويجتهد في الصلاة ويدعو ويجتهد في الدعاء  في هذه الليلة لينال المغفرة لما مضى من ذنوبه، والتوفيق لما يستقبل من سنته، هكذا بكل بساطة.

من أين جاءت هاتان الظاهرتان؟ إنهما جاءتا بلا ريب من التخلف الثقافي والروحي لدى الإنسان والمسلم.

وقال شمس الدين: بالروح النابعة من القرآن الذي هو هدى للناس بروح قوله تعالى أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الحشاء والمنكر والبغي يعدكم لعلكم تذكرون تواجه حالتنا اللبنانية وحالتنا الإسلامية في لبنان.

على اللبنانيين أن يتحدوا ويزدادوا اتحادا وتلاحما وإن يحموا الوحدة الوطنية من الفتن وأن يحموها من مطامح طوائفتهم ومن مخاوفهم إن المطامح تهدم هذه الوحدة حين تدفع بأصحابها إلى أن يتجاوزوا ما لهم من حقوق ليصادروا ما للآخرين من حقوق وأن المخاوف تهدم هذه الوحدة حين تدفع بأصحابها إلى أن يلتمسوا الأمان خارج صيغة لبنان الموحد شعبا وأرضا ومؤسسات وسلطة أو خارج صيغة الدولة العادلة لجميع مواطنيها الأحرار.

ومن هنا فإننا في الوقت الذي نطارد الفتنة في لبنان على كل صعيد كما كنا نطاردها دائما ونفضح وجهها تحت أي قناع كان وفي الوقت الذي لن نسمح لأحد بأن يضيف إلى الفتنة وقودا ويعرض لبنان بذلك لمزيد من أخطار الاحتراب والتفتت الذي تستفيد منه إسرائيل في نفس الوقت نقف وسنقف دائما في وجه أية محاولة للهمينة على الدولة وأية محاولة لمصادرة الحريات من قبل أي فريق فليفهم كل أحد أنه ليس في لبنان غالب ومغلوب إن الجميع مغلوبون من قبل إسرائيل وعلى الجميع أن يتحدوا لأجل أن ينقلبوا على خطط إسرائيل ومطامعها في لبنان هذه المطامع التي لا تريد الخير لأحد ولا تريد العزة لأحد ولا تريد السلام لأحد.

إننا نفكر بالوطن باعتباره جسما واحدا متلاحما في السراء والضراء كل فئة فيه تشكل ضرورة وجودية لكل فئة وكل منطقة فيه تشكل ضرورة وجودية وتكاملية لكل فئة ولا يمكن أن يوجد وطن تكون فيه فئة ترى علاقتها بالفئات الأخرى أو بالمناطق اختيارا تلتزمه متى شاءت وتتخلى عنه متى شاءت. إن الوطن كما جاء في الحديث النبوي الشريف، جسم واحد المؤمنين في توادهم وتناحرهم وتراحمهم كمثل الجسم الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

ومن هنا فإن خوفنا على الجنوب وهو خوف له ما يبرره نابع من الخوف على الوطن ككل فلا يتوهمن أحد على الإطلاق في لبنان وخارجه أن الجنوب يمكن أن يقع في الخطر الذي نشخاه ويبقى غيره سالما، إن البناء سينهار كله ولن يبقى لأحد مكسب خاص ناشئ عن المطامع وما تدفع إليه من ظلم أو عن المخاوف وما تدفع إليه من مغامرات.

ومن أجل لبنان كله انطلاقا من الجنوب ومن الخطر الذي تشكله اسرائيل على لبنان انطلاقا من الجنوب من أجل لبنان كله نقول للعالم الغربي الولايات المتحدة وأوروبا الغربية إن عليهم أن يضعوا حدا لمطامع إسرائيل وعبثها بلبنان وفيه، وأن يحملوها حملا على الإنسحاب من جميع الأراضي اللبنانية لينصرف لبنان إلى بناء دولته وبناء نفسه وإلا فلا يحملن أحد بأن السلام يمكن أن يأتي عن طريق القمع والقهر والاستضعاف ولا تتصور إسرائيل بأنها يمكن أن تضمن أمنها بالأسلوب الذي تتبعه بالعدوان على المدنيين ومحاصرة القرى ومحاولة بتر الجنوب عن جسم لبنان أن عليها أن تنسحب من أرضنا.

وبهذه الروح نواجه حالتنا الإسلامية في لبنان. وعلى المسلمين أن يزدادوا اتحادا وتلاحما وأن يحموا وحدتهم الداخلية من الفتن وأن يتجاوزوا حالاتهم الطائفية الضيقة التي غدت أصناما ليكونوا مسلمين حقيقيين، إن التوجيه الإلهي لهم هو هذا، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدنا جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم – أل عمران / 105 والعذاب العظيم ليس عذابا أخرويا فقط وإنما هو عذاب دنيوي يتجسد في الضعف والهوان والندحار إن المسلمين أخوة في الله وفي الحياة وفي المصير، وعليهم أن يترجموا هذه الأخوة بالوحدة الوحدة الوحدة الوحدة، من أجل أن يكونوا أعزة أقوياء في لبنان عزيز قوي لجميع أبنائه من مسلمين ومسيحيين وليست من أجل العدو في الأرض والفساد فيها.

كلمة مفتي الجمهورية:

ثم ألقى مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد كلمة جاء فيها:

إذا كان  المسلمون يحتفلون اليوم في أطراف الدنيا بإحياء ليلة القدر كما هو دأبهم كل عام آملين أن تفتح لهم أبواب السماء وتتنزل عليهم بركاتها وتتهيأ لهم فيها أسباب الفرج بركاتها وتتهيأ لهم فيها أسباب الفرج ويتيسر لهم انكشاف الغم، فارى ذلك لا يعني أبدا أن ليالي العام ونهاراته خالية من رحمات الله وأفضاله، ليس فيها أسباب الفرج ومعطيات اليسر ذلك أن رحمة الله التي وسعت كل شيء تؤكد أن الله قريب من المؤمنين في كل آن ومكان ورحمة الله لا يحدها حد ولا تقدر بمقدار ولا ترتبط بزمان من ليل أو نهار فكل الليالي والنهارات هي مسارح هياها الله لتشهد في كل أن دفقات الخير وموجات البركة طالما كان الإنسان متصلا بالله ملتزما بأمره ونهيه..

ولكن الله تعالى شاء لحكمة لا يعملها ألا هو أن يجعل لبعض الليالي والنهارات فضلا فوق فضل وبركة إلى بركة ونورا على نور كالليالي والنهارات التي تنزلت فيها على قلب محمد صلى الله عليه وسلم آيات القرآن الكريم وشريعته الكاملة هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وكالليالي والنهارات التي احتواها شهر رمضان بين بدايته ونهايته هذا الشهر الذي قال فيه سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وقد ورد أن الله تعالى استعرض الساعات فاختار ساعات أوقات الصلاة واستعرض الأيام فاختار يوم الجمعة واستعرض الشهور فاختار شهر رمضان واستعرض الليالي فاختار ليلة القدر فهي أفضل ليلة في أفضل شهر ومن أجل ذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل فيها فصح أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

وقال المفتي خالد: لقد رسم لنا رب العالمين في كتابه قواعد العدل ووضع لنا موازين الأخلاق وقال:  لا يجرمنكم شتان قوم على ألا تعتدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ومعنى ذلك أنه لا يجوز أن يمنعكم خلافكم مع قوم أن تكونوا عادلين معهم فاعدل هو أقرب للتقوى كما قال ومن أحسن قور ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.

وينبغي أن يكون هذا العدل وهذه الموازين الخلقية في لبنان متلازمين بل ومتلاحمين فبقدر ما نحرص على العدل ينبغي أن يكون حرصنا على الأخلاق وبقدر ما تكون عليه أخلاقنا من اعتدال وسمو يكون حرصنا على إشاعة العدل بين الناس في مؤسساتهم ودوائرهم الصغرى ومن ثم في محيطهم الكبير.

وفي هذا المفهوم تكمن قضية اللبنانيين الأساسية كما يطرحها كل مواطن مخلص للبنان حاكم أو محكوم.

ففي أوساط المسلمين بل عامة الشعب اليوم تصور يترجم إلى شكوى عامة وتخوف كبير من احتمال سيطرة الحزبية أو الطائفية على الحياة العامة سيطرة فيها تفريط واضح بأمانة العقل التي أجاز الله للإنسان أن يحملها وأوصاه يحفظها عن طريق تثبيت قواعد العدل بين الناس وإشاعة إثارة فيهم وفيها تفريط خطير بأمانة الحرية التي زين الله بها إرادة الإنسان وأوصاه بصيانتها بالقيم الفاضلة والمبادئ الأخلاقية الرفيعة.

وفي اعتقادنا أن العدل والأخلاق هما ركيزتا التعايش الوطني اللبناني اللتان ينبغي أن تنبني عليهما بنية الوطن التشريعية وبينته الإدارية والعسكرية والسياسية بل ومن غيرهما لا يقوم وطن ولا يرتسم المواطن الشريف ولا يكرم الإنسان.

في ليلة القدر هذه من حقنا أن نقول هذا هو قدر لبنان الذي ندعو عقولنا أن تصنعه وتبنيه بالحوار الهادئ المخلص بعيدا عن قعقعة السلاح وجنون الصواريخ وسواقي الدم.

إن ليلة القدر عندنا هي ليلة المصائر وقد أن لنا أن نقرر بالتفاهم أن تحديد هيكلية لبنان وومصيره لا يتمان بالقهر والعنف ولا ببغلبة فئة على أخرى بل بالتعاون بين الجميع على قاعدة العدل والمساواة والثقة بين المواطنين وأن مصير لبنان لا يمكن أن ينفرد بتحديده عصبة أو حزب او طائفة وإنما يتم بقرار وطني وتوافق إسلامي مسيحي ينطلق من خلقية الدين ورسالة الرسل الذين نهلوا من معين واحد هو معين الوحي الإلهي الذي أكد فيه رب العالمين على تواصل الأنبياء بقوله: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوصينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه".

أيها الأخوة،

إن مأساة حرب الجبل ومأساة تمزق الأرض اللبنانية وتقطع أوصالها بين الشمال والبقاع والجنوب هي صورة لماساة الوحدة الوطنية من ناحية وصورة لمحنة العدالة والمساواة في هذا البلد.

لذلك فغننا في ليلة القدر نرجو ألا يحرص أحدنا على الدعاء من أجل خلاص نفسه ناسيا الدعاء من أجل خلاص لبنان مما هو واقع فيه من اللآلام والأحزان والفرقة والتباعد وعدم الثقة.

وأن أي جهد يبذل على أي صعيد كان في سبيل التلاقي الوطني يسهم في إعادة اللحمة الصحيحة والبنية الحقيقية إلى لبنان ومصيره واللبنانييون هم وحدهم الأقدر على فهم هذه الأمور ومعالجتها والالتقاء حولها كما كان في الدعوة التي تلاقي فيها في القصر الجمهوري في مطلع رمضان وفي أجواء من الصفاء كبار المسؤولين اللبنانيين من مسلمين ومسيحيين كذلك ذلك يجعلنا نتطلع إلى خير قادم بإذن الله يتحقق في ظله تعاون كل القوى على التوافق لتحديد مصير لبنان على أساس من العدل والقيم الأخلاقية.

وبقدر ما يعطي الحاكم من العدل يجني من الولاء وبقدر ما يعطي من المساواة يكون تماسك بنية شعبه وتفاهمه وتعاونه معه.

ويبقى الاحتلال الإسرائيلي لقسم كبير من الاراضي اللبنانية هو هاجسنا الأكبر في هذه الليلة فتتضافر كل الجهود والقوى اليوم فخلاج إسرائيل من أرضنا أولا وقبل كل شيء ولنعمل ما وسعنا الإخلاص والجهد والتضامن لتحقيقق سيادتنا الكاملة على أرنضنا فإسرائيل هي بذرة الشر في هذه المنطقة والسحابة السوداء التي حملت ولا تزال العذاب الأليم والقلق المقيم ليس للبنان فحسب وإنما للمنطقة بأسرها.

وأن لنا من ناقبيتنا وإيماننا بالله ثم من تجربتنا الخطيرة ورغبتنا الملحة لتحقيق التعاون الوطني وحرصنا على لبنان الواحد أرضا وشعبا ومؤسسات ما يضفي علينا الراحة القلبية والطمأنينة النفسية بالنسبة لمستقبل زاهر مستقبل مضيء بتطبيق كل ما يكفل ازدهار لبنان وقوة كيانه وسعادة بنيه.

وفي هذه الليلة المباركة نسأل الله العلي القدير أن يجمع قلوب اللبنانيين جميعا على ما يكفل لهم أمنهم وطمأنينتهم ويحقق لهم استقرارهم على أرض الوطن في ظل عدالة شاملة وحرية كريمة وتعاون بناء.

كلمة رئيس الحكومة:

وبعد أن أنهى المفتي خالد كلمته اندفعت بعض النسوة إلى قاعة الاحتفال تطالبنت بمفقودين ومعتقلين لهن.

وقد كانت هذه المطالبة مدخلا لرئيس الحكومة شفيق الووزان الذي ارتجل كلمة بعد أن فوجئ بدعوته إلى الكلام هذا نصها، يؤلمني ما سمعت وما سمعتهم وأنا قبل يومين طلبت من الأجهزة القضائية والأمنية المختصة أن ترعى هذا العيد المبارك وأن تساعد كل متلفه بالنسبة لموقوف من أن يسرع في التحقيق ليفرج عمن يستحق الإفراج عنه هؤلاء هم في ذمتنا وفي ذمة التحقيق، ومن عدا ذلك نحن نسعى مع كل أم وأخت وابنة ومتلهف ومظلوم لنكون معه في السراء والضراء ونأمل أن تكون المسيرة لهم ولنا جميعا.

أما بعد لم اكن متهيئا للكلمة لأنني فوجئت بدعوتي للكلام ولم أتعود يوما أن أغيب غن مخاطبة الشعب الكريم وأهل وأعزة وحصوصا في مثل هذه المناسبات، أكرم بها مناسبة ليلة القدر ليلة مباركة يحتفل بها المسلمون في كل أرجاء ديارهم ونحتفل بها نحن هنا ومشاعرنا مشدودة إلى بعيد بعيد غلى الأم متوالية ومصائب ننوء بحملها وفي ظل احتلال نريد أن نرده عن أنفسنا وإنما ما بالكم يا أهل الإسلام ونحن في كل ديارنا وها هنا نكاد لا نفهم من الاحتفالات الإلقاء وجميعا واستماعا لخطب ويذهب كل منا في سبيله وكان هذه المناسبات تنتهي عند هذا الحد ولا نأخذ منها المعاني التي تستحق والتي أمرنا بها المولى عز وجل أو التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في مثل هذا اليوم المبارك الذي يسهر فيه من يتوجهون غلى رب العالمين علينا أن نأخذ من هذه المناسبة كل العبر ومن تعاليم الإسلام كل الدروس وأول ما يجب أن نأخذه من درس هو أن ننبذ الفرقة وتتوحد الكلمة ليكون لنا الصوت الواحد فإن شئنا مشاركة فلا تكون المشاركة إلا بين شريك بموقف واحد وبين آخر في موقف واحد. قبل أن آتي إلى هنا كنت في مكان آخر وتكلمت وأشرت إلى معنى المشاركة التي نفهمها فالمشاركة كما قلت ليست مشاكسة وليست مجرد اغتنام مغانم فنحن لا نريد مجرد غنائم يستفيد منها زيد أو عمر أو مجموعة من الناس نريد مشاركة تجعلنا شركاء في رسم الطريق والرؤية وأكثر من ذلك مشاركة في القرار.

إنننا نمر في اصعب الظروف وأخطرها فأمام الفرقة التي تعصف في البلاد هناك عدو جائم فوق صدورنا يتحكم بنا يقطع الطرق بين أوصال بلادنا فلا نحن بقدرة على التوجه كليا إلى جنوب أو شمال أو جبل أو بقاع. هناك من يؤمن في كل هذه المناطق ويتعذب وإذا كنا ننعم بشيء من الاستقرار نسبيا في هذه البقعة التي تخلصت من الاحتلال الإسرائيلي فإن علينا أن ننظر إلى وطننا ككل. فليس شرفا لنا أن نجلس هنا ولنا أخ في الجنوب يتعذب أو في أي منطقة من مناطقنا حرام علينا بسمة وفي عين آخ لنا دمعة.

نحن في مثل هذا اليوم يجب أن نتوجه إلى رص الصف إلى وحدة حقيقية في الكلمة وفي الموقف وفي التوجه وفي الوسائل نريد أن نستحق هذا الوطن بأن نكون قادرين على الدفاع عنه على الدفاع عن أي حق عن الدفاع عما نطالب به بعدل ومساواة لقد رفعنا هذا الشعار ونسعى جاهدين لنعمل على أساسه ليس الآن أقولها قلتها بالأمن نحن نرفض أي هيمنة لا طائفية ولا فئوية ولا حزبية فوق هيمنة الدولة.

من هذا المنطلق نعمل ويقدر ما تتوحدون تنتصرون في هذه المسيرة ونريد أن يعلم الجميع بأن لبنان لا يمكن أن يكون قادرا بجناح واحد وأن لبنان لا يمكن أن يكون قويا بجناح واحد وأن لبنان لا يمكن حتى أن يكون جميلا بجناح واحد من هنا يجب أن ننظر إلى الجناح الذي يحتاج إلى ريش ليستوي الجناحان وبمثل هذا فقط يستطيع الوطن أن يحلق ودون ذلك سيبقى أصحاب الغايات وأصحاب المؤامرات قادرين على التحكم بنا لا بل على إنزال أشد المصائب بنا.

ورافق الاحتفال في دار الفتوى مسيرات كشفية في شوارع العاصمة. 

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة