كلمة المهندس سعد الدين خالد بمناسبة حفل العشاء الذي أقيم في منزل المفتي خالد دعماً للمؤسسة بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب السماحة صاحبي الدولة أصحاب المعالي والسعادة أيها الأخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني في هذه المناسبة المباركة ان أرحب بكم جميعاً في هذه الدار ، دار المحبة، الدار التي شهدت معاناة الوطن دقيقة بدقيقة ولحظة بلحظة، الدار التي وضع صاحبها رحمه الله بالتعاون مع المخلصين من القيادات السياسية والدينية والإجتماعية من كافة الطوائف والمناطق والشرائح الإجتماعية أسساً وثوابت وطنية كانت محطة مشرقة في تاريخ هذا الوطن. فمن قمة عرمون، إلى اللقاءات الدورية في دار الفتوى الى اللقاء الإسلامي واللقاءات العربية والإسلامية، والتي أصبحت اليوم مسلمات وحقيقة، فلئن غاب جسده عنا فإن روحه الطاهرة ما زالت متجسدة بتعاليمه ونهجه واخوانه الطيبين والأوفياء الذين أراهم اليوم من حول المؤسسة التي حملت اسمه وما وجودكم هذا أيها الأخوة إلا تعبيراً واضحاً على تقديركم لما قدم الشهيد لدينه ولأمته ووطنه ووفاءً منكم له ولمسيرته، ومن هذا المنطلق اشكركم وأشكر الدافع الطيب الذي دعاكم لتلبية هذا اللقاء وهذا النداء في مواكبة الإنطلاقة الأولى لمؤسسة الشهيد ودعمكم لها المادي والمعنوي وحرصكم عليها وعلى مسيرتها لأنها تعاهدكم أن تكون استمراراً لخط المفتي الشهيد المتمسك بكتاب الله والحرص على العيش المشترك بين كافة اللبنانيين والتأكيد على أصالة لبنان ودوره العربي بإعتباره جزءاً من محيطه العربي والإسلامي. أيها الأخوة، إننا نجتمع اليوم على عمل جليل نأمل أن يكون قدوة في العمل الإجتماعي والجماعي المشترك في بناء المجتمع الحضاري المتماسك . لقد كان إيمانه رحمه الله بالمؤسسات كبيراً جداً فساهم مساهمة فعالة في بناء العديد منها وساعد في تطوير بعضها لتعود إلى ركب المجتمع ومتطلباته، فكان دوماً يسعى إلى تأسيس مؤسسة علمية وثقافية على المستوى الحضاري والعلمي والفني الكبير، ولذلك تأتي مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد للتربية والثقافة تنفيذاً لإرادته واستكمالاً لمسيرته في بناء مجتمع حضاري مميز. لقد تعاونا خلال فترة الثلاث سنوات الماضية مع نخبة من رجالاتنا الأوفياء الأخصائئيين وأصحاب الراي للوصول إلى الهيكلية التنظيمية لنحقق الأهداف التي أسست من أجلها المؤسسة، وقد وضعنا بين أيديكم كتيباً يشرح أهم أهداف وغايات المؤسسة ونظامها الداخلي والأساسي وتقديرات أولية لكلفة بعض المشاريع ، وقد أعطيت هذه النخبة من رجالاتنا الكرام من وقتها وعلمها وصبرت معنا في سبيل انجاح هذا المشروع الخيّر ، فبإسمي وبإسمكم جميعاً أود ان أشكركم جزيل الشكر وأقدرهم كل التقدير لما بذلوه في هذا السبيل . وفي هذا اليوم الذي نشهد فيه ولادة صندوق الدعم لهذه المؤسسة ، يطيب لي أن أتوجه أليكم أولاً وإلى اخواننا في لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي لمد يد العون والمساعدة والدعم لهذه المؤسسة لتتمكن من الوصول إلى المستوى المطلوب، في نشر العلم والثقافة والتربية لأجيالنا القادمة والعاملة في سبيل صناعة غدنا المشرق بإذن الله لا سيما وأن التحديات التي تجابه أمتنا وبلادنا كبيرة ومتشعبة ولا نستطيع أن نقف بوجهها إلا بمواكبة الأسس والوسائل الآيلة لبناء وحدة المجتمع والأمة . أيها الأخوة الكرام ، لقد أصبح منال العلم في هذه الأيام صعب جداً والأكثر صعوبة هو تأمين التوجيه المبكر لأطفالنا وشبابنا في الإتجاه العلمي الصحيح لخدمة المجتمع وغاياته وسنسعى من خلال هذه المؤسسة وبالتعاون مع المؤسسات الموجودة حالياً على تقديم فرص جديدة لأبنائنا بإذن الله . وهي أمنية المفتي الشهيد التي نحرص على تحقيقها فنرفع من قيمة الإنسان بالعلم والمعرفة الحقة انطلاقاً من قوله تعالى « هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ » ومن أجل ذلك كان قول المفتي الشهيد إن حقنا في وطننا إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة، وإن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل والعلم والمعرفة لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار. مرةً ثانية أود أن أرحب بكم جميعاً في منزلكم وبين أهلكم واخوانكم ونشكركم على تلبيتكم لهذه الدعوة ونسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم ويوفقنا وإياكم لما فيه خير هذه الأمة إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|