عقدت في مؤسسة المفتي الشهيد حسن خالد ندوة بعنوان "الحركة القومية العربية: أسباب التعثر وسبل الاستنهاض"، في إطار الأنشطة التي ينظمها المنتدى القومي العربي في الذكرى 39 للوحدة المصرية – السورية، تحدث فيها كل من الوزير بشارة مرهج والنائب عبد الرحيم مراد ورئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان المهندس أديب الجادر وأدارها جهاد سقاية. حضر الندوة النائب غازي زعيتر، سفير السودان عثمان الدرديري، الملحق لشؤون الأبحاث والدراسات في السفارة الإيرانية لواء رودناري، السفير حليم أبو عز الدين، ورئيس المنتدى معن بشور وحشد من الشخصيات. استهل الندوة مرحباً باسم المؤسسة المهندس سعد الدين خالد وقال: الوحدة بالنسبة إلينا نرى فيها حلاً جذرياً لكل مشكلاتنا وتحدياتنا، وما زالت ذكراها تعشش في قلب وذاكرة كل مواطن في بلاد الشام ووادي النيل وكل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج. ورأى مرهج ان اتجاهين يتنازعان الحياة العربية، الأول: اتجاه يرتد عن وحدة الأمة ووجودها القومي إلى نزعة كيانية ضيقة تبعثر الطاقات وتشل القدرات وتؤدي إلى إضعاف الأمة في مواجهة تحديات العصر. والثاني يتجاوز وحدة الأمة ووجودها القومي محاولاً تذويبها في أطر دولية مزيناً لها صور العولمة الزاهية وصيغها المختلفة. ولفت النظر إلى انه في البقاء ضمن دائرة استقطاب أي من هذين الاتجاهين يكمن الخطر على وجود الأمة وتقدمها الحضاري لذاتها وتأديتها لرسالتها. وركز الجادر على ثلاث نقاط تساهم في تطور الحركة القومية العربية لتواكب العصر وهي: حقوق الإنسان والديمقراطية التعددية والتنمية المستديمة. وتناول مفهوم التنمية البشرية ودور المرأة في التنمية والمشاركة الشعبية بصورة عامة. وختم مؤكداً أن الخطوة الأولى لتأكيد الوحدة الوطنية هي في مشاركة الجميع في المسؤوليات السياسية والاقتصادية والثقافية عن طريق الديمقراطية والتعددية. واعتبر مراد إننا في ظل زمن سياسي واهن وضعيف، وقد تراجعت فيه كثير من الآمال والغايات، وضُرب حصار مقيت على أهداف النضال العربي كلها، وغابت الوحدة عن أدبيات السياسة العربية لدى معظم الحكومات والأنظمة، لتحل محلها إقليمية ضيقة وطائفية بغيضة ومذهبية مقيتة. أضاف: كل يوم تبدو الصورة العربية أكثر تفككاً وتنقلب المسميات فيصبح الصمود تعنتاً وتصبح المقاومة إرهاباً وتلوح واشنطن كل يوم بجديد على صعيد السلام، فلم يعد يعنيها السلام الشامل ولا العادل وإنما تريد تعميم الفكرة الإسرائيلية حول السلام وهي تعني المزيد من التنازلات. غصت قاعة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد في منطقة أبو شاكر، مساء أمس، بأبناء الطريق الجديدة خلال لقاء ضمهم مع رئيس الصندوق المركزي للمهجرين أنطوان اندراوس ونائب رئيس هيئة الصندوق عبد الحميد ناصر وذلك بدعوة من الرابطة الاجتماعية لأبناء الطريق الجديدة. وتركز الحوار على التعويضات التي يدفعها الصندوق ولم يصل منها شيء لأهالي المنطقة عن مساكنهم التي تضررت أكثر من مرة خلال الحرب. وحضر اللقاء مسؤولو المؤسسات الاجتماعية في المنطقة وحشود من أبنائها الذين تناوبوا على إسماع شكاويهم إلى مسؤولي صندوق المهجرين حول سبب عدم شمولهم بالتعويض حتى الآن، فيما حاول اندراوس وناصر طمأنتهم بأن حقوقهم لا بد أن تصلهم. بدأ اللقاء بكلمة مؤسسة الشهيد المفتي حسن خالد ألقاها محمد قليلات ورحب فيها برئيس هيئة الصندوق المركزي للمهجرين ونائبه، مشيرا إلى تاريخ بيروت وتضحيات أبنائها، وداعياً إلى ضرورة إعطاء الحقوق لأهالي بيروت أسوة بباقي المناطق الأخرى، ولا سيما أن بيروت هي العاصمة وهي المدينة التي نكبتها الحرب وخربتها الأحزاب. ثم كانت كلمة رئيس رابطة أبناء طريق الجديدة الحاج تيسير الدرزي، الذي ركز على حرمان بيروت من "كافة الخدمات التي قدمت لباقي المواطنين" مشدداً على أن أهالي بيروت لا يمكن أن يستعطوا من أحد، إنما من الواجب مساعدتهم في تخطي الأزمة التي يعيشونها أسوة بباقي المواطنين الذين قبضوا الأموال لقاء العودة إلى منازلهم "حتى أثروا على حساب بيروت". بعد ذلك تحدث رئيس هيئة الصندوق المركزي للمهجرين أنطوان اندراوس شاكراً أبناء رابطة الطريق الجديدة على مساهمتها في اعمار الوطن، لا سيما من خلال عمليات "مسح التهجير" كخطوة في سبيل إعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم. وأضاف: ان أبناء بيروت آمنوا بالوطن من أجل أن يبقى وطناً للحضارة واحترام الإنسان. "إن المشاكل كثيرة، لكن الشق المتعلق منها بالمهجرين هو الأقصى والأهم.. اننا هنا لنعيد إلى بيروت دورها الطليعي. جئت لاستمع الى مشاكلكم جميعكم، فالصندوق، برعاية رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، وهو جاهز لتقديم كل مستوى من الخدمات والتقديمات. ثم ألقى رئيس الهيئة الموحدة لأبناء بيروت الدكتور محمد خير القاضي كلمة قال فيها: ان ما أصاب بيروت يتلخص في استباحة للبنايات والشقق، واستغلال الكثيرين لها باسم التهجير، ولقد قامت لهم وزارة وأنشئ لها صندوق، "كلف بيروت مليارات، من أجل إعادة المهجرين إلى منازلهم. لقد تعرض هذا الصندوق للابتزاز السياسي، فذهبت كتلة نقدية ضخمة إلى جيوب المهجرين، ونحن، أبناء بيروت، نسأل ماذا فعلتم ببيروت؟ ماذا جرى لك يا بيروت؟ وأضاف: ان أهل وسكان بيروت هم الذين تعرضوا للتدمير على يد الميليشيات... نحن المحرومون من الوظائف العامة.. ولست أقول محرومين من الصندوق المركزي للمهجرين، لأننا نأمل منه كل الخير". .. إن من يدافع عن بيروت هو أهلها، أنتم من تدافعون عن بيروت، ان ابن بيروت الذي رمم منزله ودكانه ودفع الخوات، أصبح من حقه أن يقول لا، وهو يسأل إلى متى يتم تجاهل حقوق أهل العاصمة؟ وختم بالقول: إننا نستبشر خيراً بالرئيس الحريري وحكومته.. ونأمل رد الحق لبيروت، لأن الملايين تدفع لغيرنا، فهل نحن من طينة أخرى. .. بعد ذلك جرى طرح الأسئلة على رئيس الصندوق أنطوان اندراوس والتي تتعلق بالتهجير والترميم والإخلاء، وحاول طمأنة أصحاب الشكاوي والطلبات لتعويضهم عن الأضرار التي طالتهم خلال الحرب.
|