كلمة المهندس سعد الدين خالد
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بكم في هذه المؤسسة، وهنيئاً لكم بهذه المناسبة المباركة. إن لبنان نموذج حضاري ومثال يحتذى به بالرغم من كل التناقضات التي تجري على أرضه والمزايدات المسرحية بين بعض من يدعون تمثيله، وهو نموذج الحياة الاجتماعية والعيش المشترك الحقيقي المطبق بين الناس بعفوية بعيدة عن تسييس قضية العيش المشترك، ونموذج العمل الاجتماعي الذي كان ولا يزال ضمانة أكيدة لوجود لبنان العصري ولصموده وبقائه في ظل غياب الدولة الإداري وعجزها المادي.
أيها السيدات والسادة، إن الجمعيات الأهلية في لبنان بشكل عام وفي بيروت بشكل خاص هم نموذج قدرة الفرد اللبناني النابعة من سعة أفقه وإدراكه فلولا هذه الجمعيات والمؤسسات لما استطاع لبنان أن يجتاز مراحل عديدة وشديدة كان الوطن فيها يمر بخطر حتمي وأزمات خانقة، وكان الفرد والمجتمع برمته في خطر شديد. لقد سارعت جمعياتنا الأهلية إلى استلام زمام الأمور عند غياب الدولة ومرافقها، فكانت المسعف والمرشد والمربي والمنظم في وجه الميليشيات المتحاربة والساعية إلى استغلال الوطن والنيل من قدراته. ولا يسعني هنا، وبشكل خاص إلا أن أحيي كل الجمعيات التي كان لها دورها الإيجابي ولا تزال في رفع الغبن واليأس والبأس عن المواطن للوصول إلى مجتمع أفضل ومتكامل، وما الرابطة الأهلية إلا واحدة من هذه الجمعيات التي كان لها نضالها وعملها الجدي الوطني في كل المجالات ولا تزال بفضل رعاية المخلصين وأخص بالذكر الأستاذ معن بشور ومعالي الأستاذ بشارة مرهج وبإدارة الأخ راجي الحكيم، وهذه شهادة لا بد من ذكرها لا على سبيل المجاملة وإنما هي حقيقة تشهد لها الأرض والسماء. وما عمل الرابطة الأهلية في المساهمة في مساعدة الأهالي من خلال مستوصفها وتدريب الشباب والشابات على الإسعافات الأولية إلا دليل واضح على الاستمرار والثبات في العمل الاجتماعي والوطني.
أخواتي الشابات الخريجات، أهنئكم من كل قلبي واشد على أيديكم لأن تقدمكم للتدريب في هذا المجال دليل قاطع على أن الحس الاجتماعي والإنساني والوطني لديكن هو حس حقيقي نابع من موقع الوعي بالمسؤولية والإرادة الخيرة المعطاءة. بوركت أياديكم البيضاء الناصعة وأنفاسكم الطاهرة، ونفعنا الله بكم جميعاً ونفع الناس من أعمالكم المباركة وحقق على أيديكم كل خير، وبارك الله بكل من شارك ونظم لهذا العمل الاجتماعي والإنساني الخير، وأتاح لكم المجال للخدمة في هذا العمل الإنساني النبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |