كلمة رئيس المؤسسات المهندس سعد الدين حسن خالد نرحب بكم أجمل ترحيب ويسعدني أن أشارككم هذه الندوة التي تتناول حقاً طبيعياً من حقوق المرأة في الحياة والعمل ، المرأة التي تتلخص فيها الحياة البشرية فهي التي خصها الله تعالى فوضع الجنة تحت قدميها وهي التي يدور العالم حول فلكها مجتمعاً وأسرة وهي التي أخلص لها سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام وبقي حتى آخر عمره مخلصاً لذكراها ، فقال عند سؤاله من أحق بصحبتي يا رسول الله قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك ثم من قال أباك. « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء » فما جاء الدين به من تشريع في حق المرأة ينسجم مع طبيعتها كأنثى والحرية التي فرضها الدين للمرأة لها واقع عملي قد طبق فترة من الزمن نالت المرأة فيه أعدل الحقوق قبل وجود الحضارة الحديثة ذات الحرية الخيالية الكاملة بمئات السنين. « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا » . مرت على المرأة فترة من الزمن لا تملك أي لون من الحرية فلقد كانت مسلوبة الاختيار في شتى مجالات الحياة وكانت قيمتها في تلك المجتمعات هي اللاشيء ، يساوم عليها ،وتباع وتشرى سلعة رخيصة كسائر ما يمتلكه الإنسان وتقع تحت سيطرته بل كانت حسب إعتقادهم مجلبة للعار وفطنة للخيانة . تلك هي الكتب التاريخية تحدثنا أحاديث مؤلمة يندى لها جبين الإنسان الحر خجلاً عن الجرائم التي كانت ترتكبها تلك المجتمعات يحق المرأة. لذا لم يكن ليدور بخلد أحد آنذاك أنه سيكون للمرأة يوماً ما شأن يذكر وكيان مستقل وأنها ستصبح عضواً فعالاً في المجتمع ، لها شخصيتها وكيانها ، ولها حريتها الفكرية والعملية . إذا كانت المرأة مسؤولة خاصة فيما يختص بعبادتها وعقيدتها ونفسها فهي أيضاً مسؤولة عن أسرتها ونحو أفراد المجتمع فهي مسؤولة عن إختيار شريك حياتها ونحو زوجها وأبناءها وتربيتهم ومسؤولة عن طلب العلم والعمل . ثم أن حقوق المرأة ليست لأحد أيا كان الحق في أنكارها وإذا كان كل من الرجل والمرأة يحمل صفة الإنسان ويتمتع كل منهما بحقوق ومزايا تعدل حقوق الآخر ومزاياه فإنه من الطبيعي أن يفسح المجال أمام المرأة لكي تغرس في حقل الحياة الخصب إلى جانب الرجل ما شاءت مما يعود بالخير والبركة. فمن المستغرب في هذا الزمن المتقدم فكرياً وعملياً المليء بالجمعيات الدولية لحماية حقوق الحيوان والطفل والمرأة أن نظل إلى يومنا هذا نفتش كيف يمكن أن نوصل أدنى حقوق المرأة إليها خاصة في العمل الذي تشارك فيه بكل عزم وإخلاص فاق معظم الرجال بمراحل . من المستغرب أن يتناسى البعض بديهيات هذه الحقوق ، والسؤال هل هذا التقصير المستهجن هو صنيعة الرجل أم صنيعة المرأة ؟ هل الجهل في الحقوق الممنوحة هي المشكلة أم المشكلة الأساس هي في عدم وجود الحقوق أصلاً؟ فإذا كانت القوانين المسنة تحافظ وتطاول كل هذه الأمور فلماذا تحرم المرأة من أبسط حقوقها في العمل وأعتقد أن عملكم المشكور اليوم في إطار التوعية والتذكير بأن تذهب المرأة إلى أبعد المدى لتنتشل هذا الحق المعطى لها أصلاً هو جدير بالتحية والتأييد الفعال . وأعتقد أن هذا ليس كافياً على أهميته وإنما برأيي يجب الذهاب إلى أبعد من هذا ربما إلى طباعة كتيب مدعوم من جمعيات حقوق المرأة ليدخل كل بيت تتصفحه المرأة أولاً وربما تكتشف المرأة عندها بأنها على خطوات معدودة حتى يكتمل عقد حقوقها . وإن لي في موضوع المرأة رأي صريح أحب أن أشارككم إياه ومن خلاله فإني ، أطالب المرأة بأن تأخذ مداها وتحسم أمرها وأن لا تطالب بالعدالة والمساواة لها مع الرجل فهي مميزة عنه بخلقها ووظيفتها ولها دورها الأساسي التي خلقت من أجله فهي مصدر الحياة ومصدر القوة للرجل واستمراريته وعلو شأنه إنما عليها أن تعيد تهذيب النفوس وخاصةً في عائلتها وترفض كل أشكال الإستعمال وسوء اٌلإستعمال الذي تسمح به هي أحياناً لأغراض مادية وغيرها ، كم عظيمة هي المرأة إذا كان وراء كل عظيم إمرأة. وعليها مسؤوليات جسام في هذا الإطار فيجب عليها في إطار الدعوة إلى المساواة أن ترفض أولاً النساء المتمادين في ميدان الانزلاق والانجرار في استعمالها وأن ترفض أن تجعل من جسدها وشكلها مصدر إبتزاز بإسم الحرية والمساواة مع الرجل ، الأمر الذي لا يتناسب أبداً مع هذا النداء ، فالحب والجمال صفة من صفاتها المميزة إلى جانب العقل المميز والقدرة العالية على الصبر والجلد وتحمل الصعاب وصفاء صفاتها هذه اساس لهذا الحب والجمال والعقل والقدرات ولا شيء على الإطلاق يعكر هذه الصفات الجميلة المميزة أكثر مما يعكرها إستعمال هؤلاء التجار الماديين لهذه الصفات الإنسانية العالية بالطرق الرخيصة التي يتسخدمونها وبالتالي يعكر صفاء مطالبتها بحقوقها الإنسانية المشروعة. |