كلمة المهندس سعدالدين حسن خالد في افطار المؤسسات السنوي- فندق Lancaster Plaza بسم الله الرحمن الرحيم أيها الإخوة الأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي وهبنا مواسم نتسلح فيها بالإيمان، ونتعلم من خلالها الصبرَ ونُكثرِ فيها من العطاء.... الحمد لله الذي جعل لنا أياماً كهذه، نلتقي على محبة الله وطاعته، وحول عملٍ أساسه الخيرْ، مومستقبلُهُ الأمل والرجاء........ هذا هو رمضان، شهر الرحمة والعطاء، فيه تَتَطهّرٌ القلوب، وترتقي الأنفس في معارج الكمال، ويعُم خيرُ الله على خلق الله، ويشتد التواصل بين الناس....
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في رحاب مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمة الله، التي تفخر بكم، والتي ما تأسست لولا جُهودكم، ولما ازدهرت واستمرت وتألقت لولا دعمكم، ورعايتِكم المستمرةُ بالعطاء السخي، والتشجيعِ الدائم الذين أعطونا كل العزائم والرجاء والمثابرة.
السيدات والسادة إن عظمة هذه الأيام وبركة هذا الشهر، هو مؤشرٌ لتكريم الإنسان والتعاطف مع حاجاته، فكانت مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد حريصةً كل الحرص على أن نتلاقى معاً من أجل كرامة وقيمة الإنسان في هذا الوطن، وكثيراً ما كان الإنسان محور نشاط المفتي الشهيد على مدى ربع قرن من مهامه الدينية والوطنية والإجتماعية، وقد آثرنا كمؤسسة معكم أن تكون غايتنا وهدفنا التربية والثقافة لإيجاد جيل لبناني عربي مؤمن بالله وبوحدة الوطن وعيشه المشترك.
نلتقي معكم لنتحدث معاً عن المصاعب التي يواجهها الإنسان في هذا الوطن وعن قلقه وتمنياته وحاجاته، فالمواطن اللبناني يعيش اليوم أقسى حالات البؤس واليأس، ودفع وما يزال يدفع غالياً ثمن الأزمات السياسية، هذا المواطنيرفع الصوت عالياً البوم يسأل ما إذا كان الأوان قد آن لكي يعيش عيشة الإنسان، فقد بات لا يستطيع أن يحتمل المزيد من الأزمات، والمزيد من المتاعب والمشاكل والمصاعب والتعقيدات. لقد قمنا ونقوم بعون الله وبؤازتكم ودعمكم بمساعدة المئات من الأسر المحتاجة على الصعيد التربوي، من ناحية الأقساط المدرسية والكتب والقرطاسية، وعلى الصعيد الإجتماعي، فنقدم على مدار العام الغذاء والكساء والدعم المالي للأرامل والأيتام، وعلى الصعيد الصحي، من خلال التثقيف الصحي ومساعدات الإستشفاء، كما تقدم في مركزها الطبي خدمات طبية متنوعة فثي طب الأسنان والطب النسائي والعام، بالإضافة إلى فتح آفاق أبناءنا على التطور التكنولوجي والتقني، الذي أصبح جزءاً من مقومات العصر، لكننا لا زلنا نسعى بالتعاون مع الخيرين لتحقيق مشروعنا في إقامة المجمع التربوي والثقافي الذي يحتاجه مجتمعنا و شبابنا وأبناءنا، ويحتاجه مدينتنا بيروت.
أيها السيدات والسادة
في شهر الخير لن نتكلم عن الخير الذي يفيد الإنسان فقط بل تريد أن نبدى أسفنا عما يحدث اليوم في وطننا على صعيد الحياة السياسية، التي نخشى أن تكون قد فقدت كل خيرها وأصبحت وسيلة من وسائل تهجير الناس وتيئيسهم وقمعهم وسلبهم حقوقهم، كما نخشى أن تكون قد فقدت مرونتها وإيجابياتها، وأصبح أمر وجودها بين اللبنانين كنموذجٍ حضاري مستمرْ يسير مجتمعهم وينظّمُهُ ويطورهُ ويحصنهُ ويحميهْ، مرهوناً بمدى ملاءمتها لمصالح الخارج وأهوائه ورغباته وغاياته ومغامراته. إن ما يحدث في وطننا يدمى العين والقلب، فالفراغ الحاصل في سدة الرئاسة الأولى بات أمراً غير مقبول، والتجميد ووضع العراقيل في أعمال السلطة التشريعية لا يساعد في تسهيل أمور الدولة، والتكبيل في مجلس الوزراء من خلال أغذار واهية ضربت بعرض الحائط مصلحة الوطن والمواطن، ما يحدث اليوم في وطننا لبنان أمر بالغ الخطورة، فنصف اللبنانين هم بإرادتهم أو بغير إراداتهم متواجهين مع نصفهم الآخر والكل يدفع الثمن. ما يحدث اليوم في لبنان يبث الخجل في النفوس لأنه يصورنا على أننا شعب عاجز دائماً عن حكم نفسه بنفسه....ويبث الخوف في النفوس لأنه يصورنا بأننا شعب يبحث دائماً عن الخوف... ما يحدث اليوم في لبنان هو أمر مقلق، لأن الشعب يبحث بصدق عن الطمأنينة ولا يجدها، ويبحث عن الاستقرار ولا يجده، ويبحث عن الإزدهار ولا يجد إلا الجمود.
أيها السيدات والسادة
إننا جميعاً مؤتمنون على إنجاح مسيرة الدولة ومؤسساتها الشرعية، ومن هنا فإننا ندعو كل الأطراف العاملة على الساحة اللبنانية لأن يرتقوا في حواراتهم ولقاءاتهم ومعارضاتهم وموالاتهم إلى المستوى الذي يجعلنا قادرين على بناء الوطن، وتحصين المواطن القادر على مجابهة الإستحقاقات القادمة، لنخرج من الأزمة الإجتماعية والإقتصادية الخانقة.... ورغم قساوة الزمن السياسي سيبقى إيماننا راسخاً بالله عز وجل، وبهذا الوطن وبشعبه الطيب والعزيز، وببعض الحكماء من الفادة الذين نعول عليهم كثيراً في وقف عملية الإنحدار نحو الهاوية، وفي إعطاء الوطن حقه الكامل في الكامل في الحياة والاستمرار.
أيها السيدات والسادة
إن المؤسسات الأهلية التي تساهم في دعم أهلنا هي جزء أساسي من صمودنا الوطني، ودعمكم لهذه المؤسسات هو مساهمة إيجابية، وواجب ديني ووطني، في إطار بناء أجيال واعية محصنة وصامدة. نتوجه إليكم بأسمى آيات الشكر والإمتنان لتكرمكم بالحضور والمشاركة، ونعاهدكم بأننا سنبقى بينكم ومعكم في خدمة مجتمعنا، ونسأل الله تعالى لكم صياماً مقبولاً وشهراً مفعماً بالإيمات والخير، وزاخراً بالمحبة والعطاء، وأن ينعم على وطننا بالفرج القريب، إنه سميع مجيب.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|