|
|
|
أرشيف النشاطات والأخبار - إفطارات شهر رمضان المبارك السنوية
|
|
|
|
|
إفطار 2010 |
|
|
فندق رويال بلازا، الروشة - بيروت كلمة المهندس سعد الدين حسن خالد بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الأعزاء، نلتقي اليوم وإياكم في رحاب هذا الشهر المبارك هذا الشهر الكريم الذي أراده الله عز وجل فرصة مميزة من فرص العطاء التي يمنحها الله لعباده من اجل ان يتقربوا منه أكثر ويعملوا في ما بينهم على صنع الخير والتشجيع على الخير والسعي وراء الخير والعمل من أجل الخير. نلتقي اليوم وإياكم وسط هذا الجمع الطيب والخيَر من أبناء هذه المدينة وهذا الوطن، وهذا الجو العطر المفعم بروح الإيمان وروح التسامح والعطاء والغفران... نلتقي وإياكم في رحاب هذا الشهر العظيم، الذي أراده الله عز وجل شهراً للتقوى وشهراً للقرآن وشهراً للإيمان. نلتقي معكم في رحاب هذه المؤسسة التي تفخر بكم والتي ما تأسست لولا جهودكم، وما نمت واستمرت وتألقت ونجحت لولا دعمكم المستمر ورعايتكم المستمرة وعواطفكم التي كانت تعطينا دائماً وما تزال كل التشجيع وكل الآمال وكل العزائم والرجاء... هذه المؤسسة التي تحمل اسم رجل كبير من رجالات هذا الوطن، رجل كبر بكم ومعكم، رجل رفع الصوت عالياً في وجه الظلم والقهر والفوضى والحرب واللامبالاة واللامساواة... رجل كان دائماً إلى جانب الفقراء والمحتاجين وإلى جانب المساكين والضعفاء والمظلومين... رجل قال يوماً: "إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا والى أجيالنا المقبلة" وقال أيضاً: "إن أي فئة من الفئات لا يمكنها أن تبني لبنان على صورتها سواء كانت حزبية أو طائفية" وقال أيضاً وأيضاً "إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة". هذا غيض من فيض الكلام الذي كانت عرفته تلك المرحلة وما أحوج الوطن اليوم لهذا النوع الرائع من الكلام الصادق المعبر والصريح والمسؤول... ما أحوج الوطن اليوم لهذا النوع من الكلام الجريء والحكيم الذي يضع النقاط على الحروف والذي ينقل الصورة كما هي وينقل الموقف كما هو ويحدد المشاكل والمطالب بصدق، دون مواربة ودون تشويه... ما أحوج الوطن اليوم لمن يملك الجرأة ويصف الواقع المأزوم كما هو ويواجهه بكل شجاعة وشهامة بحثاً عن الحلول الناجحة التي تعطي كل صاحب حق حقه وتضمن لكل صاحب حق حقه وتحمي لكل صاحب حق حقه. ما أحوجنا اليوم لمن يتحلى بالشجاعة والحكمة ويقول للمخطئ أنت مخطئ... ما أحوجنا لمن يتحلى بالشجاعة والمسؤولية ويخرج إلى الناس ويقول لهم: نعم أنا أخطأت..
أيها الأخوة الأعزاء، ان ما يحدث في وطننا يدمي العين والقلب، فاللجوء إلى سياسة التهرب من مواجهة الأزمات من خلال توليد أزمات جديدة هو أمر لن ينفع الوطن بشيء، كما أن اللجوء إلى سياسة المقايضة بين الأزمات لن يجدي الوطن بشيء... إن ما يحدث في وطننا هو أمر بالغ الخطورة، فنصف اللبنانيين هم بإرادتهم أو بغير إرادتهم متواجهين مع نصفهم الآخر والكل يدفع الثمن... ما يحدث هو أمر مؤسف، فالتضليل ما زال مستمراً والتجييش ما زال مستمراً وتشويه الحقائق والوقائع والإساءة للكرامات والمقامات ما زال مستمراً. ما يحدث أمر محزن فالاختلاف في الرأي تحول وأصبح هماً ثقيلاً يداهم سكون الناس وطمأنينة الناس واستقرار الناس ومعيشة الناس... لقد شذّ الاختلاف في الرأي عن مساره الطبيعي وأصبح كابوساً يحاصر وعي الناس وإدراك الناس وجهود الناس وأحلام الناس... لقد تحولت بعض الممارسات السياسية والإعلامية إلى نوع مخيف من أنواع التضليل الذي يستهدف التشويش على عقول الناس والتشويش على بصائرهم وقدراتهم في التفكير والتحليل ومعرفة الحقائق والوقائع... لقد دفعت بعض الممارسات السياسية باللبنانيين لأن يكونوا منقسمين حول البديهيات وحول المبادئ وحول الأساسيات وحول كل ما هو متعلق بحاضرهم ومستقبلهم من الضروريات؟
الأخوة الأعزاء، إن ما حصل بالأمس وحوّل ساحات بيروت الى جحيم هو أمر مرفوض ونستنكره أشد الاستنكار ونرفض أن يتكرر بأي شكل من الأشكال... إن البيروتيين كما اللبنانيين هم قوم حضاريون ومسالمون ويرفضوا كل هذا النوع من الاعتداءات على أمنهم واستقرارهم وعلى أرواحهم وأرزاقهم وممتلكاتهم... ان بيروت لا تستحق هذا النوع الخطير من التعامل معها.. يجب أن يوضع حد نهائي لمسلسل اللعب بالسلم الأهلي داخلها كما اللعب بمصير الاستقرار والأمان والطمأنينة داخلها... ان سلام المواطنين وحقهم بالعيش الآمن والمستقر في بيوتهم وممتلكاتهم هو من البديهيات والمسلمات التي يجب أن تبقى دائماً ضمن الأولويات التي لا تحتمل التجاهل وضمن الخطوط الحمراء التي لا تحتمل التجاوز. من هنا ندين بشدة ما جرى بالأمس وندعو أولياء الأمور في لبنان لأن يعطوا هذا الأمر كل العناية والاهتمام بحيث يكون السلاح في بيروت محصوراً فقط في يد المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية التي لها وحدها الحق في استخدام السلاح وفي تولي كل المسؤوليات الأمنية التي تحفظ للمواطنين أمنهم وكرامتهم وتصون ممتلكاتهم وأرزاقهم.
أيها الأخوة الأعزاء، نشكر لكم تكرمكم بالحضور وتكرمكم بالدعم والمساندة وتكرمكم بمنح حفلنا هذا كل هذا الكم الخير والرائع من الرعاية والعناية والاهتمام... نشكركم جميعاً ونسأل العلي القدير لكم ولعوائلكم صياماً مقبولا متمنيين لكم جميعاً المزيد من الصحة والعطاء والمزيد من التقدم والنجاح... وعلى أمل أن نلتقي بكم في العام المقبل ويكون وطننا في أفضل وضع وأفضل حال نعاهدكم بأننا سنبقى كما عهدتمونا دائماً بينكم ومعكم في خدمة هذا المجتمع وخدمة كل قضاياه وحاجاته.
كل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|
|
|
|
|
جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد |
|
|