|
|
|
أرشيف النشاطات والأخبار - إفطارات شهر رمضان المبارك السنوية
|
|
|
|
|
إفطار 2005 |
|
|
فندق رويال بلازا، الروشة - بيروت كلمة رئيس المؤسسات المهندس سعد الدين حسن خالد بسم الله الرحمن الرحيم أهلاً وسهلاً بكم تشاركوننا ليلةً رمضانيةً مباركة، نمضي وإياكم هذه الأمسية العطرة في رحاب الله عز وجل وطاعته في التواصل والتراحم وعمل الخير، مقدرين لكم دعمكم الدائم ومساهمتكم الخيرة التي كانت تفتح لنا دائماً دروب الخير والمودة وأبواب المحبة والعطاء. أهلاً وسهلاً بكم في رحاب مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد التي تحمل اسم علم من أعلام لبنان والعالمين العربي والإسلامي الذي لم يبخل على أمته ووطنه لا بعلمه ولا بعمله ولا بجهاده ولا بصدقه في ولاءه ومحبته لوطنه وأمته وشعبه. ونحن في هذه المؤسسات هيئةً إداريةً وعامة وعاملين ومستفيدين ومتطوعين عملنا خلال السنوات الماضية رغم كل الظروف العاتية السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي مررنا بها لتحقيق كل ما نتطلع إليه ويتطلع اليه وطننا وشعبنا العزيز الذي يستحق كل خير وجهد، وتمسكنا بمبادئنا وبنهج المفتي الشهيد في أن نكون على تواصل إيجابي مع كل من يستطيع أن يعيد إلى للبنان ريادته وإلى شعبه بسمته وفرحته وكلنا يعلم الظروف الصعبة السياسية وغيرها وتحديداً منذ اغتيال المفتي الشيخ حسن خالد التي مررنا بها ومرت بها بيروت وكل لبنان وما واجهنا من تضييق وحصار حال دون تحقيق الكثير من أهدافنا التي رسمناها والتي لن نحيد عنها قيد أنملة ونحن هنا لا بد لنا من أن نشكركم ونشكر جميع من وقفوا معنا خلال هذه الحقبة العسيرة التي استطعنا بعون الله ومساعدتكم أن نتوسع في خدماتنا ونحقق الكثير من أهدافنا. فبعد أن انطلقنا من مؤسسة للتربية والثقافة أصبحت مؤسساتنا مؤسساتٍ يتفرع منها العمل الثقافي والتربوي والصحي والإجتماعي كل ذلك بفضل الله وجهود الخيرين والمخلصين وبفضلكم أنتم.
أيها السادة، إن شهر رمضان الكريم يطل علينا هذا العام، والنفوس قلقة، والقلوب مضطربة، ومصائر البلاد والعباد معلقة بألف خيط وخيط، كل خيطٍ منها مشدود لإتجاه، وكل إتجاهٍ مرهون لغاية، وكل غاية معقودة لهوى، وكل هوىً يشكل سبباً من أسباب البعد عن وجوه الوطن. ثلاثون عاماً عجاف أمضيناها من عمرنا وعمر هذا الوطن ونحن نطوي معاشاً بائساً نجرع فيه كؤوس المرارة ونتذوق صنوف العذاب وألوان العنت، ثلاثون عاماً تخطيناها ساعة بساعة، ويوماً بيوم، واسبوعاً بإسبوع، وشهراً بشهر، نواجه بصبر تيرات الهوى وتدافع رياح الباطل والتطرف، ونصارع أمواج الفتن ما ظهر منها وما بطن التي أثارها ويثيرها الناهزون للفرص واللاعبون بالنار والصائدون في الماء العكر. ثلاثون عاماً لم نذق فيها طعم الإستقرار الهنيء الباسم والأمن المريح وكلما خيل إلينا او شكنا الوصول الى الهدف انفجرت الأوضاع لنعود أدراجنا كأننا لم نبنِ ما تهدم ولم نطوِ ما تقدم من ويلاتٍ ومآسٍ ومحن. كنا في مطلع كل شهر رمضان نسأل الله أن يجعله مطلع عهدٍ جديد أو ختام عهدٍ ننسى فيه ما فات ونتطلع إلى أيام بيضْ من الازدهار والتعاون والمحبة. ويأتي شهر رمضان هذا العام في غمرة أشد الأحداث سوءاً وبؤساً وهواناً.
أيها السادة،، يأتي رمضان على اللبنانيين هذا العام على غير ما تعود عليه اللبنانيون منذ نشوء الجمهورية الثانية بعد الحرب الآثمة التي عصفت به حجراًً وبشراً وأتت على كل مقدراته وقدراته. يأتي شهر رمضان على اللبنانيين هذا العام وهم مصابون بفاجعة تكاد تداعياتها أن تقضي على كل حلم أو بريق أمل لاح في أفقهم، والفاجعة هي غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، والتي نجحت أيدي الغدر والعدوان والإجرام من النيل من جسده في جريمة لم يعرف لها لبنان مثيلاً في فظاعتها ووحشيتها وفي زمنها وتداعياتها. لقد عرف لبنان ما بعد الحرب بلبنان الذي تواجد فيه شخص مميز هو رفيق الحريري هذا الرجل المميز في حجم إيمانه وقدراته وإنسانيته وطاقاته وعلاقاته التي سخرها لخدمة لبنان وشعبه فأعطت لبنان دفعاً ذاتياً وفرصةً ناردة للخلاص والنهوض من كبوة الحرب والدمار والحرمان والخوف والجوع والجهل فعرف لبنان ما بعد الحرب بالوطن الذي أعاد إعماره رفيق الحريري من خلال ورشة عمل لم يشهد لها لبنان مثيلاً من قبل لإعادة بناء بنيته التحتية والفوقية وما هدمته الحرب من معنويات وثقافة بشر ومن هياكل واساسات حجر على السواء. وبين الميزة الأولى التي ولدت نوعاً رائعاً من الإستقرار النفسي الصامت الذي كان متغلغلاً بسلاسة في قرارة نفس كل لبنان تواجد داخل الوطن أو خارجه وبين الميزة الثانية التي نقلت لبنان إلى عالم الحياة بسرعة تجاوزت زمناً أكلته الحروب وعوضت تأخر سببته المحن. لقد فقد لبنان الرئيس رفيق الحريري في أبشع مذبحة طالت حاضر الوطن ومستقبله على السواء وفقدنا معه كل طمأنينةٍ للأنفس وكل نعم الأمن والاستقرار وخيم الهم والغم على الجميع وافترش الحزن الساحات وعم الغضب الحناجر وساد القلق في النفوس. وبقي رفيق الحريري وحده شهيداً يهدىء القلوب ويكفكف الدموع ويدعو إلى رص الصفوف، التي طالما نادى بها حياً صابراً وحققها شهيداً بامتياز. لا نقول هذا الكلام في معرض اليأس أو إيقاف عقارب الساعة أو العودة بها إلى الوراء ولكننا نقول ذلك لأن الجرح العميق الذي نشعر به اليوم ويقض مواجعنا هو جرح ينزف منذ زمن بعيد، جرح بدأ ينزف في قلب الوطن منذ اغتيال الرئيس رياض الصلح وصولاً إلى يومنا هذا الذي ما زال يئن من وطأة الألم المتأتي من فاجعة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولننسى المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد والرئيس رشيد كرامي والرئيسين بشير الجميل ورينيه معوض، ومن سبقهم ولحق بهم على درب الشهادة من رؤساء وقادة سياسيين وعلماء دين ومفكرين وقادة رأي ومدنيين أبرياء وغيرهم ممن سطروا وذكوا بدمائهم استقلال لبنان وسيادته. فاجعةً تلو الفاجعة أصابت الوطن في سلسلةٍ مرعبة من حلقات الموت والتفجير وحلقات الإرهاب والترهيب، والتي نسأل الله عز وجل أن تكشف الحقيقة وتضاء عتمة الدهاليز ليتحقق على ضوءها منطق الحق والعدالة والحوار بين سائر اللبنانيين الرافض لمبدأ العنف. والحقيقة التي نسعى إليها بإصرار هي الكشف عن المجرمين الذين غدروا ويغدرون بلبنان وينصبوا له المكائد بين الفترة والأخرى، لينالوا من وحدته واستقراره وسيادته وأمنه وطمأنينة شعبه، نعم لن يرتاح لبنان ولن يرتاح اللبنانيون حتى تظهر الحقيقة جلية وينكشف القناع عن هوية هؤلاء القتلة ومن وراء القتلة وعن المجرمين ومن وراءهم، لن يرتاح لبنان ولن يرتاح اللبنانيون حتى يتسنى كشف هوية هؤلاء المهووسين في القتل الذي يحملون في نفوسهم نوايا السوء والعدوان، الذين يزرعون بإجرامهم وأحقادهم شتى أنواع اليأس وشتى أنواع الفتن في وطن أضنت الأحزان جوانبه وقضّت الأوجاع ثناياه، والحقيقة هذه ستجعل سبيلاً لسيادة الحق والعدالة والإستقرار وتحمي الوطن من كل شرٍ وكيد وكل فتنة وعدوان.
أيها السادة،، نسأل الله تعالى أن يمد بعونه أولياء الأمور في هذا الوطن من أجل السير به إلى شاطىء الأمان، وانتشاله من هذا البحر الهائج ونحن على ثقة بأن دولة الرئيس فؤاد السنيورة الرجل العربي المخلص والوفي البار ورفيق درب الشهيد رفيق الحريري هو خير من يقود الدفة للإبحار بهدوء مع فريق عمله السياسي في سفينة هذا الوطن التي تعصف بها رياح دولية من كل جانب وتلاطمها أمواج إقليمية من كل حدب، تتداخل في حفظ توازنها أهواء وحسابات الداخل بما فيها من اتجاهات وتيارات وأراء ورواسب الماضي بما فيه من تجارب وآلام ومخاوف الحاضر الحزين بما فيه من مصاعب وأحزان وتحديات المستقبل بما فيه من معلوم ومجهول. نسأل الله تعالى أن يمن علينا وعلى سائر المواطنين بنعم الصبر على ضيق يد يشعرون بها أو على فقر أو جوع يطرق بابهم وأن يمدهم جميعاً بعونه تعالى لتجاوز دراسة يجهدون في تأمين متطلباتهم وصحته يلهثون لتأمين نفقاتها وفرصة عمل يكدون للفوز بها. نسأل الله تعالى أن يوفقنا واياكم في كل سعي خير نسعى إليه في هذه الدنيا. ونشكركم جميعاً على تلبيتكم دعوتنا هذه، ونشكر دولة الرئيس على تكرمه برعايته هذا اللقاء. وعلى أمل اللقاء بكم في العام المقبل نسأل الله تعالى أن يبدل حالنا بأحسن إنه على كل شيء قدير. وكل عام وأنتم بخير |
|
|
|
|
|
|
جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد |
|
|