بسم الله الرحمن الرحيم صاحب المعالي الدكتور عبد الله عمر نصيف سعادة القنصل العام للجمهورية اللبنانية أيها الأخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يشرفني ان أقف بينكم في هذا الشهر المبارك، وفي هذه المناسبة الكريمة، ويسعدني أن أتوجه بالشكر والتقدير الى شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله على الأمن والسلام وعلى هذه الفرصة الطيبة التي سمحت لنا بلقائكم ورؤية وجوهكم النيرة، ونشكرهم على كل عطاءاتهم الكريمة في مجالات الخير الكثيرة لدعم المؤسسات الخيرية والوطنية، وأحفهم بالشكر على دعم لبنان ليستعيد عافيته ويعم ارجاءه السلم والسلام. كما يسرني أن أشكر رابطة العالم الاسلامي على جهودها الخيرة وعلى رعايتها لهذا الإفطار الخيري ممثلة بمعالي أمينها العام الدكتور عبد الله عمر نصيف حفظه الله. أيها الأخوة، إننا نجتمع اليوم على عمل جليل نأمل أن يكون قدوة في العمل الاجتماعي والجماعي المشترك في بناء المجتمع الحضاري المتماسك. إننا نجتمع اليوم لدعم الانطلاقة الأولى لتأسيس مؤسسة فريدة من نوعها وتحمل اسم مناضل كبير ناضل وجاهد في سبيل رفعة الإسلام وعزة الأمة وعودة الاستقرار والعدل الى بلاده، فقضى نحبه الى جوار ربه قبل أن يرى جهوده تثمر أمناً وسلاماً على بلاده، وها نحن اليوم نسعى الى الاستمرار بإذن الله في طريقه وعلى نهجه. لقد كان ايمانه رحمه الله بالمؤسسات كبيراً جداً فساهم مساهمة فعالة في بناء العديد منها، وكان دوماً يسعى الى تأسيس مؤسسة علمية وثقافية على المستوى الحضاري والعلمي والفني الكبير، ولذلك تأتي مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد للتربية والثقافة تنفيذا لارادته واستكمالا لمسيرته في بناء مجتمع حضاري مميز. تهدف المؤسسة الى إنشاء مدرسة مهنية ومسجد وإنشاء مجمع ثقافي تخدم من خلالهم حاجات المجتمع التربوية والثقافية ولقد تعاوننا خلال فترة الثلاث سنوات الماضية مع نخبة من رجالاتنا الأوفياء الأخصائيين وأصحاب الرأي للوصول الى الهيكلية التنظيمية لتحقيق الأهداف التي أسست من أجلها المؤسسة، ولقد وضعنا بين أيديكم كتيباً يشرح أهم أهدافها وغاياتها، والتقديرات لكلفة بعض المشاريع نرجو أن تحظى بمساندتكم ودعمكم. أيها الأخوة الكرام لقد أصبح منال العلم في هذه الأيام صعب جداً وخاصة في لبنان، والأكثر صعوبة هو تأمين التوجيه المبكر لأطفالنا وشبابنا في الاتجاه العلمي الصحيح لخدمة المجتمع وغاياته، وسنسعى من خلال هذه المؤسسة وبالتعاون مع المؤسسات الموجودة حالياً على تقديم فرص جديدة لأبنائنا بإذن الله، وهي أمنية المفتي الشهيد التي نحرص على تحقيقها فنرفع من قيمة الانسان بالعلم والمعرفة الحقة انطلاقا من قوله تعالى "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" لذلك فإن حقنا في وطننا إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعا لنسلمها الى أحفادنا وأجيالنا المقبلة، وان الشريعة الحضارية هي شريعة الدين والعقل والعلم وهي شريعة اللقاء والحوار. مرة ثانية أود أن أرحب بكم جميعاً وأشكركم على تلبيتكم هذه الدعوة وأؤكد شكري لهذه الأرض الطيبة وشعبها وحكومتها الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وسائر أصحاب السمو الملكي الكرام على هذه الفرصة الطيبة. كما أشكر معالي الدكتور عبد الله نصيف على رعايته الكريمة. وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير هذه الأمة إنه سميع مجيب. |