لقد حددت المؤامرة اغتيال نهج المفتي خالد ليلة السابع عشر من أيار عام 1989، و في ذكرى مشئومة ، ففي مثل هذا اليوم من عام 1983 كان توقيع اتفاق 17 أيار بين لبنان و العدو الصهيوني الذي رفضه سماحته لأنه تكريس لحالة الانتصار الصهيوني في لبنان التي أعقبت اجتياح 1982.

وفي الخامس من آذار عام 1984 ، وبعد إلغاء مجلس الوزراء اللبناني هذا الاتفاق واعتباره كأنه لم يكن ، كان لسماحته كلمة قال فيها:«طالما تحدثنا عن إلغاء هذا الاتفاق و إننا اليوم نعتبر أن إلغاءه خطوة كبيرة لأنها تتجاوب مع أماني المواطنين اللبنانيين و تفتح الطريق أمامهم لسلوك الطريق الواضح والسليم نحو المستقبل المستنير».

 ولذلك ليس من باب المصادفة أن اغتالت يد الإجرام سماحته في هذه الذكرى المشؤومة لتعيد لبنان إلى دائرة البلبلة التي تسمح بأن يكون أرضا مكشوفة ومفتوحة على جميع الاحتمالات بالنسبة لمستقبله كدولة ووطن والتي اقلها التفتيت والتقسيم إلى دويلات طائفية و مذهبية تنقسم معها الأرض وينقسم معها الشعب بما يحفظ للعدو الصهيوني أمنه واستقراره.

 و تبقى كلمة, هل سنكون جميعا في مستوى هذا الحدث الكبير, حدث اغتيال سماحة مفتي الجمهورية الذي هو محاولة لاغتيال نهجه التوحيدي الوطني و اللبناني الكبير؟ .

مهما تكن احتمالات الإجابة , نقول إنها خسارة كبيرة لا يمكن أن تعوض و هذه هي الحقيقة و أملنا كبير بل إن الواجب ان نعمل جميعاً لتبقى دار الفتوى في موقعها الحالي نقطة ارتكاز في بقاء لبنان العربي الواحد, لبنان التوازن السياسي والمساواة والعدالة والديمقراطية والإنصهار الوطني الذي دفع شهيدنا حياته ثمنا لها.