إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 01
الاربعاء 22 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : مؤتمر صحفي لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد في دار الفتوى
التاريخ : 1987-05-01
المرجع : جريدة اللواء

 • ناقش أمور الزكاة وذكر الناس بحق الضعفاء والفقراء والمساكين

عقد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ حسن خالد عند العاشرة والنصف من قبل ظهر أمس مؤتمراً صحافياً في دار الإفتاء، ناقش فيه أمور الزكاة وذكر الناس جميعاً بحق الضعفاء والفقراء والمساكين وبأمر الله سبحانه وتعالى فيه.

حضر المؤتمر نقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيس لجنة صندوق الزكاة الدكتور مروان قباني، أمين سر دار الفتوى الدكتور محمد رشيد قباني وأعضاء اللجنة وحشد من رجال الدين.

إستهل سماحته المؤتمر قائلاً:

بسم الله الرحمن الرحيم

"إني أحب أن أبدأ حديثي في هذا المؤتمر أولاً بشكر نعمة الله سبحانه وتعالى علينا الذي يسر لنا أن نعيش مرة أخرى في ظلال هذا الشهر العظيم، ويسرني أيضاً أن أرحب بكم الترحيب الذي يليق بمقاماتكم جميعاً. كما يسعدني أن أتوجه بالشكر إلى سعادة الأخ الأستاذ محمد البعلبكي نقيب الصحافة وإلى جميع رجال الصحافة والإعلام الذين تكرموا وحضروا هذا المؤتمر الكريم".

"وإني لأنتهزها فرصة لأعلن شكري لجميع الذين ساهموا في العام الماضي ولا يزالون في تعزيز صندوق الزكاة وفي دعم النشاط المبارك الذي تقوم به اللجنة وما تزال لأجل أن تخفف عن سكان لبنان من معاناتهم التي هي متنوعة، معاناتهم في سكنهم، ومعاناتهم في أغذيتهم، ومعاناتهم في معالجتهم الصحية، ومعاناتهم النفسية والإجتماعية".

يطيب لي أن أشكر هؤلاء جميعاً وأن أسأل الله تعالى أن يعوض عليهم كما وعدنا في قرآنه الكريم مئة ضعف وسبعماية ضعف وأضعافاً كثيرة لا تعد ولا تحصى مصداقاً لقوله تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم".

ويضيف: "وإني في هذا اليوم يسعدني مرة أخرى أن أذكر جميع أخواني المسلمين واللبنانيين بمهمة الزكاة التي فرضها الإسلام، فالإسلام عقيدة وشريعة فهو يقوم على أساس من الإعتقاد بأن الله واحد لا شريك له وقائم على أساس بأن الله الواحد هو الخالق وهو الرازق وهو القادر وأن إليه المرجع وإليه المآب وأننا جميعاً سننتهي إلى يوم عظيم نقف فيه بين يديه ليحاسبنا المحسن بالإحسان والمسيء بما يستحق ونسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من الذين يحاسبون الحساب الرقيق ويكون جزاءهم الإحسان وجنات النعيم بإذنه سبحانه وتعالى. ولكن أيضاً أحب أن أقول أن الإسلام لم يكتف بأن يحض الناس ويوجههم ليعتقدوا بأن الله واحد وأنه هو الخالق والرازق ولم يكتف بأن يطلب إليهم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر بل أراد إلى جانب هذا الإيمان الذي أراد أن يرسخه في النفوس أن يهيء جميع الأسباب التي تكون محضرة لهذا الإعتقاد ومستفيدة من هذا الإعتقاد فلا يكفي أن يكون المسلم معتقداً بوحدة الله واليوم الآخر ومعتقداً بالملائكة والنبيين والكتب والمرسلين وبالقضاء والقدر بل ينبغي أن يكون عمله أن يكون سلوكه وأن يكون تصرفه في الحياة نابعاً من هذا المفهوم نابعاً ومتفرعاً عن هذا الإعتقاد وإلا فإن إيمانه في خطر لأن الله تعالى عندما يعد الناس في كتابه الكريم بجنات النعيم أو يعدهم بالجزاء الحسن إنما يعدهم بعد أن يربط الإيمان بالعمل فيقول: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً". فالعمل الصالح إذاً في الإعتقاد فلا بد للمسلم حتى يكون إيمانه صحيحاً وإيمانه مقبولاً عند الله أن يكون عمله منسجماً مع هذا الإيمان ولا بد من أن يدعم هذا الإيمان وأن يعزز هذا اليقين ويعزز العقيدة بالعمل وفي رأس هذا العمل أن يتحرك الإنسان لخدمة أخيه الإنسان وأن يكون له مبلسماً لجراحه مخففاً عنه آلامه داعماً له في حياته مساعداً له في قضاء حوائجه عاملاً بكل ما يمكنه من أجل أن يجعله إنساناً هنيئاً وإنساناً موفقاً وسعيداً في حياته. فالزكاة عندما شرعها الإسلام شرعها من أجل هذا الهدف ومن خلال هذا الإطار وهذا المفهوم شرعها لأجل أن يجد مجتمعاً متفاهماً ومتعاوناً فإذا كنا نحن اليوم في مجتمعاتنا المتحضرة الحديثة توصلنا إلى إنشاء بعض المؤسسات التي تأخذ على عاتقها في مختلف الحقول خدمة الإنسان في مجتمعه ليعيش عيشاً هنيئاً وخدمة الإنسان التي تخلفت به إمكانياته وفقدت دون أن توصله إلى تحقيق مآربه فالإسلام قد سبق هذا العصر في نشأته عندما فرض الزكاة وجعلها حقاً معلوماً في أموال الأغنياء أن هؤلاء الذين وصفهم الله تعالى بأنهم سيكونون في جنان النعيم وأنهم لهم ذلك المقام المشهور عند رب العالمين فازوا بهذا لأن من خصالهم أن في أموالهم حقاً للسائل والمحروم فهذا الذي يدفعه الغني للفقير لينفعه به في حياته سواء كان يسد حاجته الغذائية أو كسوته أو علاجه أو ما شابه ذلك من جاجاته المختلفة، هذا الغني عندما يدفع ينبغي عليه أن يصحب في نفسه عند الدفع هذا الإعتقاد بأنه لا يتكرم بهذا المال وإنما يدفعه كحق واجب عليه لهذا الفقير حق قد فرضه الله عليه ومن دلائل هذا الفرض أن جميع العلماء قد نقلوا حكماً شرعياً ثابتاً بأن حق الزكاة لا يموت وأن على المسلم الغني أن يدفعه وإذا دفعه فقد خرج عنه هذا الحق وقد تخلى عنه فأصبح بريئاً منه ولكنه إذا لم يدفعه فهو مسؤول عنه وعلى ورثته من بعده أن يخرجوه من ماله قبل أن يوزعوا أمواله لأنه حق للمسكين وحق للفقير وإذا لم يدفعوه فسيكون صاحبه يوم القيامة بين يدي الله وسيكون معرضاً للحساب وللنقاش في هذا المال الذي لم يؤده إلى أصحابه وإلى ذويه، فإذا الإسلام يريد من المسلم أن يكون إنساناً إجتماعياً وأن يكون بإجتماعيته هذه سباقاً إلى خدمة أخيه وإلى التعاون معه لينهض به وليمكن له ليعيش عيشاً هنيئاً وموفقاً وسعيداً هذا من الأيام العادية وفي الظروف الهادئة والطبيعية فكيف بنا في الأيام الصعبة في الظروف الإستثنائية الخطيرة التي تمر بها المجتمعات والتي تعيشها الأوطان. ونحن اليوم في لبنان نعيش هذا الظرف الخطير والإستثنائي الصعب وهو ظرف لم يشهد لبنان مثله في تاريخه أبداً وإذا كان الإنسان في الأيام العادية يحتاج إلى مساعدات فإذا المفهوم اليوم وظرف اليوم يتقضي الناس جميعاً أن لا ينسوا هذه الحقيقة ويعرفوا أن مجتمعنا اليوم هو أحوج إلى أن يتحرك الإنسان فيه إلى مساعدة أخيه والغني لمساعدة الفقير والقوي في مساعدة المريض. نحن اليوم نعقد هذا المؤتمر لنذكر الناس جميع الناس بحق هؤلاء الضعفاء والفقراء والمساكين ويأمر الله سبحانه وتعالى فيه ونذكرهم أيضاً بأن مجتمعهم يناديهم ويتطلع إليهم بأن يقوموا بواجباهم نحو المجتمع الذي يئن اليوم ويتألم ألماً شديداً ويعيش أياماً حزينة ومثقلة بالهموم والتكاليف والأعباء.

يا إخوتي مع شكري للذين أحسنوا في العام الماضي أتمنى أن يحسن كثيرون في هذا العام وأن يبادر الأغنياء إلى التخفيف من أثقال هذه الأموال لأن هذه الأموال أعباء على قلوب الأغنياء  شعروا بذلك أم لم يشعروا أنها هم كبير فإذا تخففوا من حقوق الفقراء والضعفاء ساعدهم الله ليكون هذا المال في مصلحتهم وفي مصلحة عيالهم وليكون لهم مادة مسعدة لا مادة مشقية نسأل الله تعالى أن نكون من الذاكرين لهذا المفهوم ومن العاملين في هذا الإطار والمبادرين لبذل ما يمكن في سبيل خدمة المجتمع وخدمة الناس الضعفاء والفقراء.

أيها الأخوة،

أن الله يذكرنا كما قلت سابقاً خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم أن هذه الصدقة إذا عندما يخرجها الغني والمليء من جيبه إنما يكون قد تطهر بها وتزكى لأن الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى هذا المال فالله تعالى الغني والكريم يعطي المتصدق عشرات بل مئات بل آلاف الأضعاف يعطيها لمن يتصدق ولمن يتقدم بمساعدة الفقراء. إذا إن الله سبحانه وتعالى يخصنا وفي نفس الوقت يمن علينا وعندما ندفع هذا المال نتطهر به ونتزكى به نفوسنا ويساعدنا  أن نعيش عيشاً هنيئاً ومطمئناً وأنا على ثقة ويقين بأن هذا المال الذي ندفعه للفقراء فضلاً عن أنه طهرة لنا ولحياتنا ولأبنائنا يحفظنا ويحفظ أبناءنا من بلاء ومن كل أذى في الحياة.

ثم أن الله سبحانه وتعالى يقول في آخر سورة المؤمنين "يا أيها الذين آمنوا وركعوا وأسجدوا وأفعلوا الخير لعلكم تفلحون وأعبدوا ربكم وأفعلوا الخير لعلكم تفلحون" وجهنا إلى عدة أمور: وإسجدوا لتكون علاقاتكم جيدة مع الله وأعبدوا ربكم لتظللوا هذه المعاملات بأنها دائماً مظللة في ظلال الله وأن تكون علاقتكم بالله دائماً علاقة عظيمة ثم يقول وإفعلوا الخير لعلكم تفلحون، فلن تفلحوا ولن تنتصروا ولن تعزوا ولن تكونوا سعداء في الدنيا والآخرة ولن تكونوا من المفلحين إذا لم تفعلوا الخير وفعل الخير رأس كل توفيق ورأس كل راحة وطمأنينة.

وينهي حديثه بالقول:

يا أيها الأخوة...
أني لا يسعني في ختام حديثي إلا أن أسرد بعض آيات الله سبحانه وتعالى التي تجعلنا نعيش في هذا الإطار وفي هذا الجو الجميل. يقول الله سبحانه وتعالى "ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل أن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكرى الله ألا بذكرى الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب "فأرجو من الله أن تكون لنا هذه الطوبى وأن يكون لنا المآب الحسن وأن يكون لنا عند الله المقام المحمود وأن يوفقنا جميعاً إلى ما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد البعلبكي

ثم تحدث النقيب البعلبكي فقال:

حضرة صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد،
حضرات أصحاب الفضيلة والإخوان الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد حرصت وإخواني رجال الإعلام على أن نشهد هذا اللقاء الصحافي الذي تفضل صاحبا السماحة بالدعوة إليه لا لأن الإعلام اللبناني لا يستطيع أن يلبي كل دعوة يوجهها صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، وكل دعوة يوجهها سماحته إنما هي دعوة خير وصلاح، لا لهذا فحسب، بل لننقل تهنئة الرأي العام اللبناني بجميع جهاته وتياراته إلى سماحة مفتي الجمهورية والمسلمين اللبنانيين خاصة والمسلمين في جميع أرجاء العالم التهنئة الصادقة بحلول شهر رمضان المبارك، ولكي ننقل إلى سماحته ثانياً تقدير الإعلام اللبناني للجهود الخيرة والمواقف الصادقة بإستهدافها لنفع اللبنانيين ولخير الوطن تقدير اللبنانيين جميعاً لهذه الدار التي يرعاها صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد والتي أسست على التقوى والصلاح وهي صرح شامخ من صروحنا الإسلامية ومن صروحنا الوطنية والعربية في كل مجال.

ثم لننقل ثالثاً إلى صاحب السماحة تضامن الإعلام اللبناني بجميع وسائله مع كل حركة تستهدف دعم التكافل الإجتماعي بين فئات الشعب وفي طليعة هذا التحرك ما هدى الله إليه نخبة من رجالنا الصالحين وعلى رأسه سماحته من إنشاء صندوق الزكاة، هذا التكافل الإجتماعي الذي تشتد الحاجة إليه وهو التكافل الذي يشكل معنى من معاني روحية شهر رمضان المبارك ومعنى من معاني روحية الزكاة وإنه لشهر عظيم يشهد التعبد المضاعف في الصوم والصلاة والزكاة وجميع السبل لتطهير الإنسان مادياً وليكون في هذا التطهير المادي السبيل لطهر النفس وطهر الروح وكم نحن بحاجة إلى طهر الروح والنفس لكي نتغلب جميعاً على ما نواجه من محن نسأل الله أن يقرب من كشفها جميعاً.

أضاف: أنني بإسم الصحافة اللبنانية التي تمثل الرأي العام اللبناني لسعيد بأن يصبح هذا اللقاء لقاء تقليدياً سنوياً نلتقي فيه في مستهل شهر رمضان المبارك شهر التعبد المضاعف لكي نستمع إلى صاحب السماحة لكي يطلق دعوته المتكررة والمتجددة للناس جميعاً لكي يوقموا بما يترتب عليهم من واجب إزاء التكامل الإجتماعي عبر قيامهم بفريضة الزكاة. والله سبحانه وتعالى إذ قال يا أيها الناس إركعوا وإسجدوا وأعبدوا ربكم وأفعلوا الخير لعلكم تفلحون. جمع بين ضروب العبادة بي الركوع والسجود وبين ضروب العبادة وبين فعل الخير ولم يجعل فعل الخير مشروطاً ولعل الشرط الوحيد هو أن الفلاح فلاح الإنسانية جمعاء مشروط بفعل الخير غير المشروط.

لقد أطلق سماحته بحلول شهر رمضان صرخته الداوية التي كان لها أكبر الوقع في نفوس جميع اللبنانيين إذ قال أن اللبناني لا يجد بؤساً كهذا البؤس الذي يعانيه في هذه الأيام وهذا يترتب على ذوي السعة وعلى الأغنياء جميعاً أن يبادروا إلى القيام بواجبهم بهذا السبيل ولعل خير ما أختم به كلمتي هذه الصبيحة المباركة أن أكرر ما قاله صاحب السماحة لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعلنا في ذلك ما يدفعنا إلى إستلهام هذا القول الصادق كي يكون ذلك حافزاً لنا جميعاً للتعاون في سبيل إنقاذ أنفسنا وبلدنا مما هي فيه.

أيها الصائمون أن عودة شهر رمضان اليوم يسوغ لنا الكثير من التأمل والتدبر لنتزود منه أدبياً ومعنوياً لمصلحتنا الذاتية ومصلحة من يعيش معنا من أبناء مجتمعنا ووطننا ولنستوحي منه عملياً مجدياً وإيجابياً في سداد حاجات الأخرين في كل الحقول التي نكون لهم فيها حاجة حتى ينعكس الخير والبر على الجميع ويظلهم بالراحة والطمأنينة ويساعد على تفكيك عناصر الأزمة التي تشد على أعناق الناس عقدها وتيسر لهم سلوك طريق العودة إلى المبتغات والمرتجات إلى الهدوء والإستقرار وإستئناف ظروف الحياة في ظل ظروف أفضل يسودها التكافل والتضامن والتعاون والعيش المشترك الهنيء.

أنني يا صاحب السماحة أرى في هذا النداء ما يحفز كل لبناني أن يتبصر بمصير نفسه وبلده وغده فينهض لكي يكون حجراً بناءً في إعادة بناء مجتمعنا وإنقاذه من المحنة التي لا يزال يتخبط بها، والإعلام مجند في سبيل هذه الغاية تحت راية قيادتكم الروحية المخلصة والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله.

مروان قباني

ثم ألقى رئيس لجنة صندوق الزكاة مروان قباني الكلمة الآتية:

إنقضى عام ثالث من عمر صندوق الزكاة في دار الفتوى، وهذه فترة من عمر الزمان قصيرة، إلا أن لها من الصندوق أثراً طيباً وخطوات مباركة، بإذن الله. فبعد أن إنطلق صندوق الزكاة قبل ثلاث سنوات دون إمكانات مسبقة يعتمد أولاً وأخيراً على توفيق الله تعالى وعلى إيمان المؤمنين بركن دينهم الثالث ورغبتهم برفد مجتمعهم بطاقات تجدد همته وحياته، أصبح الصندوق بهذا الزمن القصير نسبياً كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن الله.

لذا تنطلق السنة الرابعة مع شعار جديد، رفعته لجنة الصندوق وستعمل إن شاء الله بكامل قدرتها على تحقيق ما يمكن تحقيقه منه وهو:

"في سبيل مجتمع متكافل".

فالمجتمع المتكامل هو المجتمع الحضاري الذي يليق بالإنسان أن يحيا فيه وينعم بمكتسباته.

وقد بدأ الصندوق فعلاً بتنفيذ هذا المبدأ الهام في حياة المجتمعات عندما رأت اللجنة المشرفة على الصندوق نتائج الأزمات المعيشية المتلاحقة التي يعاني منها المواطنون جميعاً، والأحداث التي خربت الإنسان والبنيان، فرفعت اللجنة قيمة المساعدات ووسعت إطارها من حيث إعدادها وتنوع مجالاتها وخصوصاً في مساعدات المتضررين مباشرة من الأحداث. فتحت هذا العنوان ساعدت اللجنة 33 متضرراً من السيارة الملغومة في منطقة الطريق الجديدة عام 1986، ووزعت مواد بناء عينية للمتضررين الكثير من أحداث شهر شباط 1987 ووصلت قيمتها إلى ثلاثة ملايين ليرة لبنانية كما ساهم الصندوق في مشروع إعادة إعمار جامعة بيروت العربية بنصف مليون ليرة.

أما على الصعيد المدرسي: فوزع الصندوق كتباً مدرسية لـ 3164 حالة تعليمية في الإبتدائي والمتوسط، والثانوي بلغت قيمتها نصف مليون ليرة كما دفعت رسوم أكثر من 400 تلميذ في المدارس والمعاهد الفنية والمهنية.

أما على الصعيد الطبي فقد أسس الصندوق مستوصفاً بإسم مركز الأوقاف الطبي في منطقة الطريق الجديدة وما زال يجري إتمام تجهيزه مع أنه قد بدأ بتقديم الخدمات لآلاف الحالات في تلك المنطقة وهناك خطة له لتطوير عمله وشموله جميع الإختصاصات الطبية.

كما ساهم الصندوق في مساعدة مرضى يحتاجون إلى عمليات جراحية كبيرة سواء بالمساعدة المادية أو بالمسعى لتخفيض رسوم المستشفيات وأتعاب الأطباء ونسب وصلت إلى 50 % كما جرى توزيع عدد كبير من الأجهزة والمعدات لبعض المحتاجين.

وعلى صعيد المشروعات العامة: ساهم الصندوق بمبلغ نصف مليون ليرة لتنفيذ مشاريع تأمين مياه ومضخات في بلدات بقاعية.

وعلى صعيد المساعدات المالية: فوصلت أعداد المستفيدين من الصرف الشهري الدائم إلى 1432 حالة في بيروت، وفي طرابلس مائة، والعشرات في منطقة الإقليم وصيدا بمساعدة شهرية تتراوح ما بين 600 إلى 1200 ليرة، هذا غير المساعدات الطارئة التي فاق عددها الألف حالة وبمساعدة يصل بعضها إلى مبلغ الأربعين ألف ليرة.

إن هذا التوسع الكبير في المساعدات نوعياً وافقياً والتطورات الأمنية والأزمة الإقتصادية حدت باللجنة إلى تأجيل تنفيذ مشروعات إنتاجية وضعت لها دراساتها وخطط تنفيذها وذلك بغية تحويل المعوز إلى طاقة إنتاجية، ونأمل أن يحقق ذلك في القريب العاجل.

وتجاه الأجواء السائدة في البلاد إضطرت اللجنة إلى أن تلغي هذا العام أيضاً حفل الإفطار بأن تحول جميع مصاريفه إلى أعداد إضافية من المساعدات وأبدلته بيوم الزكاة الرمضاني الذي نأمل من الجمهور الكريم أن يتعاون مع الصندوق لإنجاح فكرته كما حدث في العام الماضي.

هذه فكرة موجزة عن أوضاع صندوق الزكاة في عامه الثالث، معاهدين الله عز وجل والجميع أن نبذل أقصى الطاقة في تحقيق أهدافه وأن يكون هذا الجهد ضمن أصوله الشرعية ومتوجهاً لمصلحة الفقير والمعوز وعاملاً من عوامل الوصول إل مجتمع متكافل.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة