إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 25
الخميس 16 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   أرشيف النشاطات والأخبار - نشاطات ثقافية

محاضرات/ندوات
صلاح الدين الأيوبي وعلاقته بكونتيّة طرابلس الشام الصليبية
قاعة مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد 1995

                                             بسم الله الرحمن الرحيم

* كلمة رئيس المؤسسات المهندس سعد الدين حسن خالد

يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد للتربية والثقافة التي رسمت لنفسها خطاً لن تحيد عنه بإذن الله، وهو نهج المفتي الشهيد رحمه الله، نهج العلم والتربية والأخلاق نهج الإسلام السمح، والوطنية المحقة والعيش المشترك.
إن هذا النهج الذي رسمه لنفسه على مدار حياته، وأبرزه خلال الثلاث والعشرين عاماً التي قضاها في خدمة دينه وطنه وأمته وقضى نحبه شهيداً في سبيل هذه المبادئ المحقة. كما يسرني أن أذكر حضراتكم بأهداف المؤسسة التي تصب جميعها في إطار التربية والثقافة المجردة وإني معكم أتطلع إلى تحقيق هدفين رئيسين في المرحلة الأولى لنشاطات المؤسسة العديدة. أولهما، استخدام هذا المكان ليكون إلى جانب قيامه بنشاطات الندوات والمحاضرات، مركزاً للمعلومات والتوثيق وتجهيزه بأحدث آلات الحاسب الآلي لتخزين المعلومات الدينية والاقتصادية والتاريخية والاجتماعية وغيرها لنضعها في متناول الجميع وخاصة المهتمين بالأبحاث العلمية والمعرفة.
أما الهدف الثاني فسيكون بإذن الله إنشاء مدرسة مهنية على المستوى العلمي والفني المطلوب لهذا العصر، وسيبقى هاجسنا الدائم أن تكون هذه المؤسسة شمعة تضيء حولها، في إطار علمي يشدد على تعليم وتثقيف أبنائنا بإيصال الحقيقة إليهم في سبيل غد أفضل إن شاء الله.

أيها الأخوة الكرام،
تفخر المؤسسة أن تكون باكورة نشاطاتها الثقافية لهذا العام موضوع قلما عرف الناس العاديون عنه، وعن مغزاه ومعناه الحقيقي، فكان في بعض الأحيان أسطورة  تلقى على مسامع الكبار والصغار كعابرة مرت عبر السنين الماضية. ولقد اختارت المؤسسة هذا الموضوع الحساس للغاية لأمرين هامين، أولهما انه في هذا العام يصادف الذكرى ألــ800 لوفاة القائد صلاح الدين الأيوبي، وثانيهما وهو الأهم، عصر الانحطاط الرديء  الذي تمر فيه أمتنا العربية والإسلامية، فالتاريخ ذاكرة الشعوب، ولذلك فإن الذاكرة لا بد أن تشدنا إلى هذا القائد الذي نفض الغبار عن هذه الأمة وجاهد في سبيل الله وفي سبيل أمته حتى حقق لها ما لم يحققه أعظم منه وأكثر منه عتاداً ورجالاً...
وكم يتشابه الماضي مع الحاضر...
كيف يمكن أن نحيط برجل التاريخ بخططه وأحلامه وآماله، وخاصة في المرحلة التي ظهر فيها صلاح الدين تلك المرحلة وهنا يظهر التشابه بين الماضي والحاضر، المرحلة المضطربة القلب، الملأ بالمفاجآت التي كادت تلغي القدرة على التنبؤ بالآتي، كيف يمكن للبطل أن يسيطر على قدر شعبه فينقذه من الأزمات.
كيف نحيط برجل تجلت فيه كل فضائل الدين والمحارب الذي لا يكل ولا يهدأ قبل أن يحرر الأرض جميعها ويزيل كابوس الخطر المحدق بها.
لقد حسم أمره الاختيار فلجأ الى أصعبه وقرر لحياته سبيلاً صعباً قاسياً...

إما الشهادة وإما النصر...
عندما ندرس حياة صلاح الدين نجد ذلك البطل الحقيقي الذي تجلت فيه الفضائل الإسلامية، كان مسلماً محباً للناس، نقياً، مفتوناً بسلوك خلفاء الإسلام الأول يتحراهم في دقائق تصرفاتهم فيفعل فعلهم. كان بعيداً عن التعصب لأن روح الإسلام غير متعصبة كان أول من آمن وفي عصور الانحلال، بأن مصدر القوة في شرقنا هو وحدة سوريا ومصر، من هذه الوحدة التي حققها انطلق إلى بيت المقدس لتحريره ونجح في ذلك. لقد استطاع بالإسلام أن يوحد بين الناس، فأصبحوا يفكرون تفكيراً موحداً إلى حلم جماهيري وواجب ديني ووطني وهو خلاص الناس وتحرير الأرض...
ما أحوجنا اليوم إلى رجالات أمثال هذا البطل ، وتكريمه واجب إسلامي لا لصلاح الدين الأيوبي وحسب ولكن لأن فيه دروساً وعبر تستنهض أبناء الأمة لرفع كابوس اليأس والسير قدماً في سبيل حياة أفضل، «الخير بي وبأمتي إلى يوم القيامة » صدق رسول الله.

أيها الأخوة الكرام،
لقد تماديت في تقديمي لهذا الموضوع، ودخلت في مجال كان علي أن أتركه إلى الخبراء فيه ولكن قلمي وطمعي شداني إلى سرد أفكاري وشعوري تجاه هذا الموضوع. ولذلك فإنه باسمي وباسم مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد يسرنا ويشرفنا أن نستضيف ويكون بيننا العلامة الكبير صاحب الاختصاص في هذا الموضوع ألا وهو الأخ الكريم الدكتور عمر عبد السلام تدمري الذي بمحاضرته القيمة بعد قراءة نبذة وجيزة عن تاريخ حياته وسيرته الذاتية.

* كلمة الدكتور عمر عبد السلام تدمري

                        صلاح الدين وعلاقته بكونتيّة طرابلس الشام الصليبية

اتسمت علاقة صلاح الدين  بكونتيّة طرابلس الصليبية بالمهادنة حيناً والهجمات العسكرية حيناً آخر، والأمر الواضح أن طرابلس نفسها، عاصمة بكونتيّة، لم تتعرض بشكل مباشر لأية حملة كبيرة لتحريرها من قبل صلاح الدين، بل اكتفت قواته بمهاجمة النواحي الشمالية من الكونتيّة، ولم  تصل سوى سرية إلى نواحي المدينة، وتأخرت هجمات صلاح الدين على الكونتيّة، عموماً، إلى ما بعد موقعة حطين، حيث هاجم في سنة 584هـ / 1188م. صافيتا، والعريمة، ويحمور، وأنمار على ضواحي طرابلس بقصد التعرف على المنطقة، ثم أخذ انطرطوس، وجبلة، وحصن بكسرائيل، واللاذقية، وحصن صهيون، وبلاطنس، والعيذو، والجماهرتين، وبكّاس، وبرزية، ودربساك، وبغراس، وبذلك أحدث ثغرة كبيرة في منطقة حدود التماس بين كونتيّة طرابلس وإمارة أنطاكية.
وسبق ذلك نحو خمس عشرة سنة أمضاها صلاح الدين في تثبيت حكمه في مصر، ثم ضمّ دمشق، وواجه صراعاً مريراً مع أمراء حلب إلى أن تمكن من أخذها، بعد أخذ حمص وحماه، وبعد أن تعرض لمحاولتي اغتيال من الإسماعيلية الحشاشين المعروفين بـ «الفداوية» أصحاب قلعة مصياف، وواجه تحالفاً ثلاثياً من أمير حلب «كمشتكين» و «ريموند الثالث» كونت طرابلس، و «سنان» زعيم الإسماعيلية.
ولقد نجح صلاح الدين في أخذ حلب، وتحييد الإسماعيلية بعد مصالحتهم، وعقد معاهدة مع « بلدوني» ملك بيت  المقدس، فما أجير «ريموند» على مهادنته، وتطورت المهادنة إلى صلح وتحسن للعلاقات بين الطرفين، وخاصة بعد وفاة «بلدوني» واختيار «جاي دي لوزنيان» ملكاً على بيت المقدس، حيث ساءت العلاقة بين «ريموند» والمملكة بعد أن كان وصياً على ملكها السابق، إلى حدٍ أوجب التقاتل بين الصليبيين،كما يقول «ابن العبري» و «ابن واصل».
وجاهد «ريموند» بعدائه للفرنج، وطلب المساعدة من صلاح الدين عليهم، فوعده بذلك، وأطلق سراح جماعة من فرسانه الأسرى، واستماله بذلك، وأظهر طاعته، ووافقه جماعة من الفرنج على موقفه، وبذلك اختلفت كلمتهم، وكان ذلك من أعظم الأسباب الموجبة لفتح بيت المقدس، فقاتل «ريموند» ملوك الفرنج أشد قتال، وكاد أن يسلم كما يقول المؤرخون المعاصرون.
وقامت قوات الأفضل ابن صلاح الدين بالإغارة على صفورية، وهزمت الداوية والاسبتارية، وعادت عن طريق طبرية التي كان يرابط بها «ريموند» ليحول دون ضم الجليل لسيادة ملك بيت المقدس فلم ينكر ذلك، بل كانت كتبه متواصلة إلى صلاح الدين بالنصر والمعاضدة.
وقبل أن يقوم بالهجوم الكبير على أراضي المملكة طلب من ابنه المظفر بحلب عقد صلح مع إفرنج إنطاكية ليتفرغ البال مع العدو في جانب واحد، واجتمع لصلاح الدين العساكر من الموصل وماردين، فأصبح في اثني عشر ألف فارس غير المطوعة.
ولقد عمل الفرنجة جهدهم لثني «ريموند» عن موقفه حتى هدده البطريرك بحرمانه من الكنيسة وفسخ زواجه، وأعلن جنوده من طبرية وطرابلس رفضهم لموقفه المعادي للفرنج حتى انضم إليهم، فبلغوا خمسين ألفاً.
ورداً على ذلك كان الهجوم على طبرية حيث تقيم «إيشيغابور»  زوجة «ريموند» مع أولادها، فصرح «ريموند» بأن طبرية له، زوجته فيها، وهو يرضى أن يأخذهما صلاح الدين ويرحل، ونصح الفرنج بعدم التصدي له. فاتهمه «رينالد شاتيون» صاحب الكرك بالجبن والخيانة، وكذا ملك بيت المقدس ، ثم جرت الموقعة في سهل حطين وانهزم الفرنج، وقتل الكثير من قادتهم، وفرّ «ريموند» إلى صور فأقام ثلاثة أشهر، وعندما جاء صلاح الدين لمحاصرتهم فرّ إلى طرابلس وما لبث أن مات بعد أيام قلائل، وكانت زوجته أسيرة فأطلقها صلاح الدين ومن معها، فسارت إلى طرابلس.
ودخلت طرابلس بعد وفاة «ريموند» في حوزة البيت النورماندي الحاكم في إمارة إنطاكية،وأصبحت تابعة لحكم «بوهيموند الثالث» فاستغل صلاح الدين الفرصة الانتقالية وتحول عن الجبهة الجنوبية لمهاجمة الجبهة  الوسطى وهي كونتية طرابلس في ربيع الأول  584هـ. /1188م. فانجدها ستون قطعة من الأسطول الصقلي بقيادة «مرجريتوس» وعند ذلك نصحه قاضي جبلة أن لا يضيع الوقت عندها لطول مدة الحصار والمقاومة التي تبديها، وأن ينازل طرطوس وغيرها، وهكذا كان فدق إسفيناً في وسط الإمارة الجديدة (أنطاكية –طرابلس) وفي ذلك يقول «العماد الكاتب» إن ما تخلف من ساحات الساحل لم يبق من المدن المنيعة فيه سوى صور وطرابلس، وأما أنطاكية فإنها بالعراء منبوذة. وعندما أراد صلاح الدين أن يتوجه لفتحها بادر «بوهيموند» إلى مهادنته لمدة ثمانية أشهر تنتهي في آخر أيار (مارس) 585هـ. على أن يطلق جميع الأسرى المسلمين لديه.
وحرص صلاح الدين على أن لا تدخل طرابلس في الهدنة، ومع ذلك فلم يهاجمها، بل أطلق سراح ملك بيت المقدس «جاي دي لوزنيان» فدخل طرابلس بأنصاره، وأطلق سراح صاحب جبيل، فعادت على الفرنجة، وبعث مع الفرنج الذي كانوا في القدس من أوصلهم إلى صور.
وجاءت هذه الخطوات الإنسانية والتسامحية بنتيجة عكسية، إذ أنّ الصليبيين لم يحفظوا لصلاح الدين هذا الموقف المتسامح معهم، بل تملكتهم روح الانتقام، فحشدوا كل قواهم البرية والبحرية في مدينتي طرابلس وصور، واضحتا القاعدتين الرئيسيتين على ساحل الشام اللتين انقضوا منهما لاحتلال مواقع أخرى من جديد، ومن أهمها استيلاؤهم على عكا، وتهديدهم بيت المقدس ومحاصرتها حتى اضطر إلى عقد صلح معهم لمدة ثلاث سنين وثمانية أشهر، وذلك قبل وفاته بأشهر قليلة.
وهنا نجد المؤرخ المعاصر لتلك الأحداث «ابن الأثير» يلوم صلاح الدين باللائمة في كتابه «الكامل في التاريخ» لأنه ارتكب خطأً تكتيكياً فاحشاً عندما لم يهاجم طرابلس، وكرّر خطأه عندما حاصر صور ثم رفع الحصار عنها قبل فتحها، وتابعه في نقده «سبط ابن الحوزي» الذي قال إنه كان من الواجب على صلاح الدين أن يعرض على الفرنج الإسلام فإنْ أبوْا فالسيف ، وهو أصدق أنباءً من الكتب.



ذكرى شهداء قانا - قاعة مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد 21 أيار 1996

* كلمة رئيس مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد المهندس سعد الدين حسن خالد

أيها السيدات والسادة،
نرحب بكم جميعاً في إطار الذكرى الأربعين لاستشهاد إخواننا في الجنوب خلال العدوان الصهيوني الأخير على بلادنا الأبية كما نرحب بهذه النخبة العزيزة من الشعب التي أبت إلا وأن تساهم في هذه الذكرى ولو بكلمة.

أيها السادة،
لقد أحرقت إسرائيل المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وقتلت الأبرياء من الشباب والشيب والنساء والأطفال وأخرجت الكثيرين من ديارهم بغير حق، وقد هدمت المعابد والكنائس وحولتهم إلى مرابض للخيل وأوكار للرذيلة والفسق والفجور ولم تترك وسيلة من وسائل إكراه الأبرياء العزل الأمنيين والتنكيل بهم وتعذيبهم والفتك بهم إلا وأنتها مستعينة بكل شيء حتى الشيطان وجنده ضاربة عرض الحائط بصرخات المدوية هنا وهناك.
إن تمادي الإسرائيليين بالأمس القريب بالمجازر التي ارتكبوها بإسم السلام له مدلول خطير أقل ما يقال عنه أنه استهتار بالمجموعة البشرية من العرب والمسلمين واستهتار بقواها وفضائلها ومفاهيمها وعقائدها وكرامتها.
إن ما وقع في نيسان الماضي وما قبله، وما بعده، كل هذه معارك انتصرنا في بعضها وانهزمنا  في بعضها الآخر، فلا يجوز مطلقاً أن يدخل على قلوبنا الوهم أو اليأس، فالمؤمن لا ييأس، لأنه مع الله ويستمد قوته من الله، والله يغير ويبدل، والله ينزع الملك ويعطي الملك والمؤمن الذي يتحرك في جوانبه هذا المعنى العظيم لا يمكن أن ييأس، فلا إسرائيل ولا من أعظم من إسرائيل ولا قنابلها ولا هيدروجيناتها ولا فانتوماتها، ولا آلياتها  الخطيرة المحرقة والمدمرة، التي يوجد فيها أنواع من الحرق والتدمير والأذى، ليس هذا كله بفاعل شيئاً أما إرادة الشعب وقدرة الله سبحانه وتعالى.
ألا ولتعلم إسرائيل وإن كنا اليوم قلة، ألا ولتعلم إسرائيل ومن وراءها، أننا وإن كنا اليوم ضعافاً، ألا وليعلموا جميعاً أننا وإن كنا اليوم لا نملك السلاح الذي تسلح به عدونا، فيأتي على أخضرنا ويابسنا، ألا وليعلموا جميعاً بأننا ما زلنا واقفين على أقدامنا وسننطلق إلى الأمام بفضل الله وقوته وتضامننا مع الصامدين معنا من أشقائنا العرب وسنسترد الأراضي المسلوبة وستطرد الفئات الغاصبة والمتآمرة.
ويا أيها المجاهدين المناضلون لقد بلغتم في عملكم هذا ذروة ما يمكن أن يبلغه إنسان في عظمة ونبل مقصد في تحركه النبيل، في موقفه العظيم.
أنتم الذين قدمتم أموالكم ودماءكم وأرواحكم سخية على مذبح الفضائل والمبادئ الإنسانية على مذبح إيمانكم بقضيتكم ومعتقداتكم، أنتم قد تركتم أهلكم وأبناءكم ونساءكم وأطفالكم وانطلقتم من أعالي ذرى جبال الأرض المكروبة وبطون أوديتها تنامون على التراب وتتقلبون بين الصخور، تتعرضون للبرد وقره، وللحر وحرقه، فلا تبالون ولا تتألمون لأنكم تعملون في سبيل نصرة الحق وتحرير الوطن.
فثقوا أيها الأبطال بأن إخوانكم في كل بقعة من بقاع الأرض وفي لبنان معكم لا يتركونكم ولا يتخلون عنكم ساعة من زمان.
وثقوا بأننا وإن كنا لم نفر بما فزتم به من رضوان الله تعالى فإننا نرجو أن نفوز عن طريق المشاركة معكم والجهاد معكم بالأموال وبكل ما نملك من وسائل التعزيز والمناصرة والدعم والتأيي.

أيها السادة،
إن الوحدة الوطنية ليست نظرية تقال إنما هي واقع يعاش ، إن الوحدة الوطنية هي أن نعيش واقعنا السياسي في ظل تلاقي السياسات الوطنية المخلصة وإن تعددت الاتجاهات وتنوعت زوايا الرؤية وأن تعيش واقعنا الاجتماعي في ظل تلاقي المفاهيم الاجتماعية والاقتصادية وإن كثرت النظريات وتشعبت الآراء، وأن نعيش واقعنا الروحي الديني في ظل تلافي الرسالتين السماويتين على معاني الخير والتعاون والمحبة.
إن هذا التلاقي ليس ممكناً فحسب بل هو ضروري وواجب، وأنني لاعتقد أن هناك شروطاً أربعة لتعزيز الوحدة الوطنية في نفوس المواطنين والخروج بها من دوامة الاجترار النظري غير المنتج.
أولاً: الشرط الأول للوحدة الوطنية هو الإخلاص للبنان، فالمصلحة الوطنية العليا ينبغي دائماً أن تكون فوق مصلحة الأفراد والعائلات.
ثانياً: علينا أن تترجم هذه الوحدة الوطنية برفض سياسة التفرقة وتبني سياسة المشاركة الفعلية، والعدالة الصحيحة في كل مرفق من مرافق حياتنا.
ثالثاً: على من كل من يعمل من أجل الوحدة الوطنية في لبنان أن يعي تمام الوعي أن هذه الوحدة ينبغي أن تكون وحدة اللبنانيين أنفسهم، ككل عمل وطني لا يكون وطنياً بالفعل إلا إذا وضع وحدة اللبنانيين في الاعتبار الأول.
رابعاً : علينا أن نتذكر دائماً أن لبنان ليس وطناً معلقاً في الهواء بل هو مجاور للدول العربية متفاعل معها وإن مصلحته في مصلحتها، وسلامته من سلامتها، فالمصلحة اللبنانية هي دائماً مصلحة عربية لبنانية ومصير لبنان هو دائماً مصير عربي لبناني، علماً بأن ذلك لا يتنافى مع استقلال لبنان وسيادته.

أيها السادة،
مرة ثانية أرحب بكم أجمل ترحيب وأشكر للمنتدى القومي العربي على هذا اللقاء المميز في هذه الذكرى الأليمة وأخص بالشكر السادة المشاركين، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لبنان وأهله ويصونه من العابثين.

 * كلمة المنتدى القومي العربي

في ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد إخواننا خلال العدوان الصهيوني على لبنان تستقبل مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد للتربية والثقافة نخبة عزيزة من الشعب اللبناني الأبي ارتضت أن تكرم ذكرى الشهداء الأبرار وتساهم في لقاء الأخوة الصادقة حاملة مسؤولية التصدي للظلم والعدوان من خلال العمل المحلي والقومي والدولي. وأهداف إسرائيل الصهيونية المعروفة للعديد منا قد عانى منها شعبنا العربي في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان، عانى شعبنا في أكثر من معركة عسكرية وأكثر من مرحلة استنزافية وأكثر من مرحلة إستراتيجية وكان التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وكان الموت والدمار والتهجير والنزوح السكاني. وبعد حرب الخليج الثانية وانهيار الدولي الثنائي نسمع عن مشاريع ترفض مشروعنا الحضاري التاريخي وتحاول تمزيق البيت العربي من جديد وتحويله إلى وحدة مفككة وتحاول إضفاء الصفة الشرعية على الوجود الإسرائيلي في المنطقة تحت لواء التسوية السلمية والتطبيع.
هناك حديث إسرائيلي عن أن منطقتنا، مهد الديانات والحضارات وخزان مصادر الطاقة، ما هي إلا خليط من التجمعات الثقافية والقومية غير المتجانسة ونقول من هذا المنبر أن بلادنا وأقطارنا تتمتع بنفس الثقافة والتاريخ واللغة والتراث والأشكال المؤسسية والمنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية كما أنها تسترك مع العالم الثالث في أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير النظام السياسي، نعم بلادنا خضعت جميعها للسيطرة الأجنبية والاحتلال أو الانتداب حتى منتصف هذا القرن الأمر الذي وجد أقطارنا تجاه بعض القضايا العالمية مثل الاستعمار وجعلها تتشبث بمبادئ القومية  ورموز الاستقلال وشعبنا لذلك يكون ذلك النسيج الأبي الواحد الذي تحاول بعض المشاريع اختراقه وتفتيته.
وما مقاومة الاحتلال وإعادة اللحمة للمجتمعات التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي المتكرر سوى الدليل النهائي على مناعة شعبنا ووعيه لدقة المرحلة التي تهدد وجوده بعد أن تعلم والحمد لله من دروس التجربة التفكيكية السابقة التي لم  تكلا بعض الدوائر من ممارستها والتي أعد لها الطامعون بنهب الثروات بابتزاز عسكري واقتصادي ممقوت وكلام موعود عن العوائد التجارية المرتقبة للسلم. تقسيم لبنان وتقسيم سوريا وتقسيم العراق من الأهداف الإسرائيلية الكبرى ولكن إسرائيل لن تستطيعه بإذن الله وقد حاولت تقسيم لبنان ولم تنجح برغم مشروع الموت والدمار الذي أحدثته.
إن تقسيم لبنان كلمة ليست أكبر من إسرائيل فقط بل هي أكبر من منظومة الشر الدفين والأطماع المستترة. والنيل من وحدة اللبنانيين ربما يكون ولكن متى ؟ حينما يتجلى وجه البسيطة بدمائنا الطاهرة الزكية يوم ترى الأرض لابسة تلك الحلة الأرجوانية الثمينة حيث تتمشى الدماء على فيروز الفضاء محاطة بكتائب العدم المطلق، هناك تتحدث شياطين الخيال في أندية المحال بحديث ذلك التخريب المشؤوم ولا من سميع ولا من مجيب. وأملنا إذاً في وحدة وتماسك شعبنا وقد تجلت وحدته الوطنية في عفوية الرد الشعبي على العدوان والتضامن مع إخواننا اللبنانيين والمقاتلين ونقول لأفاكي الغضب وحاملي بذور الشر المستتر.
« قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » صدق الله العظيم. 


ندوة ل
 
y-0371-s.jpg
 
y-0372-s.jpg
 
y-0373-s.jpg
 
y-0376-s.jpg
 
y-0375-s.jpg
 
y-0374-s.jpg
  
y-0378-s.jpg
 
y-0377-s.jpg
هيئة أبناء العرقوب بمناسبة حرب تشرين - قاعة مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد




 

 

 

 

 

 

 

 

 

ندوة بعنوان "الحركة القومية: التعثر وسبل الاستنهاض" - قاعة مؤسسات المفتي الشهيد حسن خالد

a-0001-9-s.jpg

عقدت في مؤسسة المفتي الشهيد حسن خالد ندوة بعنوان "الحركة القومية العربية: أسباب التعثر وسبل الاستنهاض"، في إطار الأنشطة التي ينظمها المنتدى القومي العربي في الذكرى 39 للوحدة المصرية – السورية، تحدث فيها كل من الوزير بشارة مرهج والنائب عبد الرحيم مراد ورئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان المهندس أديب الجادر وأدارها جهاد سقاية.
حضر الندوة النائب غازي زعيتر، سفير السودان عثمان الدرديري، الملحق لشؤون الأبحاث والدراسات في السفارة الإيرانية لواء رودناري، السفير حليم أبو عز الدين، ورئيس المنتدى معن بشور وحشد من الشخصيات.
استهل الندوة مرحباً باسم المؤسسة المهندس سعد الدين خالد وقال: الوحدة بالنسبة إلينا نرى فيها حلاً جذرياً لكل مشكلاتنا وتحدياتنا، وما زالت ذكراها تعشش في قلب وذاكرة كل مواطن في بلاد الشام ووادي النيل وكل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج.
ورأى مرهج ان اتجاهين يتنازعان الحياة العربية، الأول: اتجاه يرتد عن وحدة الأمة ووجودها القومي إلى نزعة كيانية ضيقة تبعثر الطاقات وتشل القدرات وتؤدي إلى إضعاف الأمة في مواجهة تحديات العصر. والثاني يتجاوز وحدة الأمة ووجودها القومي محاولاً تذويبها في أطر دولية مزيناً لها صور العولمة الزاهية وصيغها المختلفة.
ولفت النظر إلى انه في البقاء ضمن دائرة استقطاب أي من هذين الاتجاهين يكمن الخطر على وجود الأمة وتقدمها الحضاري لذاتها وتأديتها لرسالتها.
وركز الجادر على ثلاث نقاط تساهم في تطور الحركة القومية العربية لتواكب العصر وهي: حقوق الإنسان والديمقراطية التعددية والتنمية المستديمة.
وتناول مفهوم التنمية البشرية ودور المرأة في التنمية والمشاركة الشعبية بصورة عامة.
وختم مؤكداً أن الخطوة الأولى لتأكيد الوحدة الوطنية هي في مشاركة الجميع في المسؤوليات السياسية والاقتصادية والثقافية عن طريق الديمقراطية والتعددية.
واعتبر مراد إننا في ظل زمن سياسي واهن وضعيف، وقد تراجعت فيه كثير من الآمال والغايات، وضُرب حصار مقيت على أهداف النضال العربي كلها، وغابت الوحدة عن أدبيات السياسة العربية لدى معظم الحكومات والأنظمة، لتحل محلها إقليمية ضيقة وطائفية بغيضة ومذهبية مقيتة.
أضاف: كل يوم تبدو الصورة العربية أكثر تفككاً وتنقلب المسميات فيصبح الصمود تعنتاً وتصبح المقاومة إرهاباً وتلوح واشنطن كل يوم بجديد على صعيد السلام، فلم يعد يعنيها السلام الشامل ولا العادل وإنما تريد تعميم الفكرة الإسرائيلية حول السلام وهي تعني المزيد من التنازلات.



 

 




 

   القسم السابق رجوع القسم التالي  
جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة